خدمات ملاحية شاملة على الهاتف

تغطي أيضا رحلات قطارات الأنفاق وأسعار المطاعم

TT

مضى وقت طويل منذ قيام غالبية الناس بحمل جهاز «جي بي إس» مستقل معهم، لأن الهواتف الذكية أضحت قادرة على توجيهينا إلى حيث نشاء، وذلك بفضل نظام الملاحة والخرائط المبيتة داخلها.

وكانت «غوغل» قد هيمنت على هذا القطاع، قطاع خرائط الهواتف الذكية، لكن خرائط «أبل مابس»، منافستها الكبرى في الولايات المتحدة على الأقل، استطاعت أن تحقق خطوات واسعة في هذا المجال، خلال العامين الأخيرين، بعد تعافيها الهادئ من طرحها الكارثي لخرائطها هذه في العام 2012. فقد باتت الشركتان حاليا توفران اتجاهات صحيحة في غالبية الأحيان، واستمرتا في إضافة مميزات وسمات جديدة بغية تحقيق انتصار إحداهما على الأخرى.

* خرائط متنافسة وحتى في الشهور الأخيرة خضعتا كل من «غوغل مابس» و«أبل مابس» إلى تغييرات جذرية، فخدمات «أبل» الآن على سبيل المثال، شرعت تأتي مع معلومات قيمة تتعلق بالأعمال، كساعات العمل، ومعلومات حول الاتصالات، و«غوغل مابس» شرعت تضم حاليا توجيهات حول مسالك الطرق وممراتها، أثناء قيادة السيارة، وذلك من بين معلومات أخرى كثيرة جديدة.

ومع كل الجهد المبذول والتغييرات الحاصلة في تطبيقات الخرائط هذه، يبدو أن الوقت قد حان للمقارنة بينهما، ومعرفة من منهما تأتي أولا. بالنسبة إلى غالبية الأشخاص تعتبر خرائط «أبل مابس» الخيار الأسهل على هاتف «أبل»، فهي تأتي محملة على هواتف «آي فون»، وقد ركبت افتراضيا كتطبيق للخرائط موصولة بخدمات بحث مثل «سيري» و«سبوتلايت».

وكانت برنامج «أبل» قد خضع لبعض التحديثات الرئيسية مع آخر نظام «آي أو إس» أطلق هذا العام، الذي يتعلق بشكل رئيسي بتحسين قاعدة بيانات مواقعه ولوائحها الدقيقة، كما أن واجهة تفاعله جذابة وغير مزدحمة، مع توجيهات جيدة للاتجاهات والمنعطفات بألوان رصينة.

لكن خيبة الأمل ظلت موجودة، فخرائط «أبل» لا يزال ينقصها اتجاهات النقل العام، فالخرائط هذه تقدم فقط التوجيهات أثناء قيادة السيارة، أو أثناء السير على الأقدام، لكن هنالك خيارا جديدا يدعى التطبيقات، فإذا ما قمت باختياره، يمكن لخرائط «أبل مابس» فتح تطبيق ثان خاص بالنقل الذي قمت بتركيبه، مثل تطبيق عن قطارات الأنفاق، أو خرائط «غوغل»، أو «ماب كويست»، الذي يقدم معلومات عن النقل العام، وينفتح التطبيق الثاني لدى النقر على زر الطريق (Route)، بيد أن هذه الخطوة الإضافية تبدو غير ضرورية، بل فاشلة، ولا تعوض عن النقص في خرائط النقل العام.

وخرائط «أبل مابس» ليست صديقة وسهلة الاستخدام مثل خرائط «غوغل»، ومثال على ذلك، لدى استخدام نظام التحكم بالصوت لسؤال خرائط «غوغل مابس» كيفية الوصول إلى محلات لبيع الأطعمة مثلا، فهو يقوم فقط بالتقاط أقرب محل منه من هذه المحلات، ويشرع في عملية التوجيه للوصول إليه، في حين أن «سيري» خدمة التحكم بالصوت من «أبل» تسألك أي المحلات هي المقصودة، وتطلب أيضا النقر على هذا الخيار.

* تميز «غوغل» في هذا الوقت لا تزال خرائط «غوغل مابس» في مستواها الذهبي بين الخرائط، وقد تحسنت أخيرا أيضا، وبعض هذه التحسينات قد جرت قبل شهرين؛ مما يجعلها سباقة على «أبل» على صعيد المزايا، وإضافة دليل مسالك الطريق وممراته، هي ربما أفضل المميزات الجديدة، فهو يبلغك أي مسلك، أو ممر تحتاجه لدى خروجك من الطريق التي أنت فيها، أو لدى انعطافك إلى اليسار في شارع رئيسي، فهو يقول لك مثلا: «استخدم الممرين اليساريين بغية الاستدارة إلى اليسار»، أو «استخدم الممر الأوسط للانعطاف يسارا، ثم البقاء في الممر الأيمن»، إنه دليل يساعد كثيرا.

وكانت خرائط «غوغل» قد تمكنت أخيرا من القيام بعملية الحجز في المطاعم عن طريق واجهة التفاعل الخاصة بها، مستخدمة خدمة «أون تايبل»، ولدى مقارنة خيارات السفر بالسيارة مثلا، أو بواسطة خدمات النقل العام، يمكن لهذه الخرائط أن تريك أيضا الأسعار، وفترة التنقل المتوقعة، لكل منهما، شرط تركيب تطبيق «أوبر». كما أن خرائط «غوغل» هي الخيار الوحيد الذي يقدم توجيهات ملاحية لراكبي الدراجات الهوائية.

مع كل ذلك فإن «غوغل مابس» ليست بالخرائط المثالية الخالية من الأخطاء، فهي على الرغم من توافرها على أجهزة «أندرويد» و«أبل»، لكنها تعمل بشكل أفضل على الأجهزة الأولى، أما على الأجهزة الثانية فلا تتصرف بصورة صحيحة دائما، وهي بطيئة في تقرير الوجهة المطلوبة، كما أنها أبطأ في العثور على أماكن جديدة. ورغم كل ذلك، فما بين «غوغل مابس» و«أبل مابس» يبقى الأولى هي الرابحة بسهولة.

* ملاحة «نوكيا» بيد أن البديل الجديد المفضل لدي، كما تقول مولي وود في «نيويورك تايمز»، هو «نوكيا هنا»، التي تتوافر على هاتف «وندوز فون 8.1»، وأجهزة «نوكيا إكس»، لكن هنالك نسخة أخرى أيضا قيد التجربة في بعض طرز «سامسونغ غالاكسي»، ويمكن تنزيلها على الهواتف «أندرويد» الأخرى.

وواجهة التفاعل هنا بديهية، إذ يمكن مسح الخريطة نزولا للحصول على لائحة بالاتجاهات، كما أن زلقها إلى الجانب يمكن من رؤية الطرقات البديلة. ولدى وضع خريطة للطريق، يمكن النقر على رمز المكان الأخضر الذي تبدأ منه رحلتك، مع مشاركة صديق بذلك يستخدم «غلمبسي»، خدمة التشارك بالمواقع. وهذه طريقة جيدة تمكن الأصدقاء من تعقب تقدمك من مكان ما، ليعلموا بموعد وصولك، وهي فكرة ذكية يمكن دمجها وتكاملها مع برنامج الملاحة.

أما تطبيق «هاير» فيقدم أيضا مميزات تساعد كثيرا، مثل إمكانية ترتيب مجموعات من الأماكن المفضلة وتنظيمها في فئات تحت عناوين تتعلق بالعمل، أو الجوار، وواجهة تفاعل هذه الخدمة الملاحية كبيرة وصديقة لسائق السيارة، خلافا إلى خرائط «أبل مابس» المليئة بالأزرار الصغيرة التي يجري الكبس عليها، والكلام عن الخدمات الصديقة لسائق السيارة يقودنا إلى أن خرائط «نوكيا» يمكنها أن تحذرك أيضا من قيود السرعة المفروضة على الطرق المختلفة. وقد ظهر أن خدمة الملاحة التي تقدمها، دقيقة، وقاعدة بياناتها لأماكن العمل والتجارة تبدو أكثر من كاملة من خرائط «غوغل مابس»، وإذا كتبت اسما عاما مثل «كعكة» تصل إلى نتائج أكثر شمولا وفائدة من خرائط «غوغل» و«أبل»، وسوف تعجبك إمكانية التحويل بين الأصوات المختلفة المبيتة في النظام وبلغات متعددة.

لكن، من سوء الحظ أنه على الرغم من أن خرائط «نوكيا» تشمل النقل العام، والاتجاهات الخاصة بالذين يسيرون على أقدامهم، إلا أنها لا تتضمن خرائط لقطارات الأنفاق، فقط خرائط للحافلات، على الأقل لمدينتي سان فرانسيسكو ونيويورك، وهذه خسارة كبيرة.

أما المكسب الكبير بالنسبة إلى منصة «هاير»، لا سيما لأولئك الذين يملكون بيانات ومخططات محدودة ويسافرون إلى الخارج كثيرا، فهو إمكانية تنزيل خرائط من خارج الإنترنت من جميع أنحاء العالم، وهذه الخرائط ملفات كبيرة طبعا، لكن إمكانية حملها معك أثناء السفر هي إمكانية رائعة، خصوصا إن كنت غير متأكد من أنه ستتوافر لديك إشارات لاسلكية.