بعد 16 عاما من كارثة تشرنوبيل: تسرب الإشعاعات من المحطة لا يزال يهدد أوكرانيا

TT

موسكو ـ ا.ف.ب: افاد عالم اوكراني ان اشعاعات لا تزال تتسرب من الغلاف الاسمنتي لمحطة تشرنوبيل النووية في اوكرانيا التي تعرضت لحادث اثار كارثة عام 1986، وكذلك من المواقع الـ800 لتخزين المواد الاشعاعية الواقعة في محيط المحطة، ولا تزال هذه المواد تلوث اوكرانيا. وقال رئيس اللجنة الوطنية الاوكرانية للسلامة الاشعاعية الاكاديمي دميتري غرودزينسكي في حديث نشرته صحيفة «ايزفستيا» الروسية امس الخميس ان «الوقود يشهد ارتفاعا جديدا في الحرارة داخل المفاعل الذي دمر. وهو يشع من جديد ويتبخر، مما يؤدي الى تسرب غبار مشع من الغلاف» الاسمنتي للمفاعل. واوضح ان تصدعات وثقوبا «تخترق الغلاف الاسمنتي على مسافة اجمالية» تزيد عن كيلومتر.

ونفى ممثل عن وزارة الحالات الطارئة الاوكرانية على الفور عبر اذاعة ايكو في موسكو احتمال تسرب اشعاعات من الغلاف الاسمنتي. واشار غرودزينسكي الى ان «الغلاف انجز على عجل وتم صب الاسمنت بدون دعائم فولاذية وليس امنا»، وعلى الاخص «اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الاضطرابات الزلزالية في منطقة تشرنوبيل». كذلك اكد الاكاديمي ان مواقع التخزين البالغ عددها 800 تقريبا والتي «تحوي مئات الاف الامتار المكعبة من المواد المشعة» شيدت مباشرة بعد كارثة 1986 و«لم تكن صالحة الا لخمس او ست سنوات». وتابع ان مواد خطيرة تتسرب منها وتلوث نهر بريبيات و«بحر كياف» وهو بحيرة قريبة من العاصمة. وقال غرودزينسكي ان «حتى نهر الدنيبر ملوث في حين تستخدم مياهه لري الحقول»، مشيرا الى ان هذا النهر الرئيسي في اوكرانيا «ينقل نشاطا اشعاعيا الى مساحة شاسعة من الاراضي».

وقد انفجر المفاعل رقم 4 من محطة تشرنوبيل في 26 ابريل (نيسان) 1986 مطلقا سحابة مشعة لوثت قسما كبيرا من اوروبا واسفرت عن سقوط الاف القتلى. وما زال حوالي ستة ملايين شخص يعيشون في مناطق ملوثة، بينهم 3،2 مليون اوكراني و8،1 مليون روسي و6،1 مليون بيلاروسي، بحسب احصاءات الامم المتحدة.