كاميرات فيديو خفيفة صغيرة للهواة في كل المناسبات

آلات تصوير بنمط تحكم جديد وأشرطة فيديو مطورة يمكنها إضافة الموسيقى أو إزالة الأجزاء غير المرغوبة

TT

عادة ما يعد إدخال نمط جديد على منتج موجود اصلا عملية معقدة. وفي الوقت الذي تصبح فيه بعض الاختراعات نموذجية مثل برنامج «مايكروسوفت ويندوز» أو اللوالب التي تنتجها شركة «فيليبس»، ينتهي الأمر بالأخرى في متحف الأشياء المنسية أو ما يسمى بـ«عش التكنولوجيات» مثل أجهزة فيديو بيتاماكس القديمة والدراجات ذات العجلات الأمامية الضخمة. وحول مجال الابتكارات، يعد بعض الشركات أكثر ريادة من شركة «سوني» التي أدخلت الكثير من الاختراعات الناجحة، من أبرزها القرص بقياس 3.5 بوصة والقرص المضغوط وكاميرات الفيديو من نوع 8 ميليمترات، فيما كان بعض ابتكاراتها غير ناجح مثل شريط دات DAT tape والقرص الصغير Mini Disc وأجهزة بيتاماكس.

وقبل فترة قصيرة تمكنت شركة «سوني» مرة أخرى من الكشف عن نمط جديد يسمى «مايكرو أم في» Micro M V الذي هو عبارة عن أصغر شريط وكاميرا فيديو في العالم. ولم يكن العالم في الوقت الحالي يطالب بشدة بتصميم جديد لأشرطة الفيديو خاصة أن المولعين بأفلام الفيديو يملكون صناديق أحذية مليئة بالأنماط غير المتكافئة من طراز «في أيتش أس» VHS و8 ميليمترات وغيرها.

* كاميرا فيديو صغيرة

* إلى ذلك، لم يكن هناك أي عيب في تصميم شركة «سوني» السابق، «شريط ميني دي في» Mini D V الذي لا يتجاوز حجمه بطاقة الشركة، مما يجعل اختراع كاميرات فيديو صغيرة أمرا ممكنا، كما أن إشارته الرقمية لا تنمحي مهما تم نسخه. أما بالنسبة لأحسن ميزات هذا الشريط فهي إمكانية ربط كاميرات «ميني دي في» بالكومبيوترات الشخصية وكومبيوترات ماك. وبعد عملية تحويل الفيديو إلى الذاكرة الصلبة، يمكن إضافة موسيقى، أو قطع وازالة بعض الأجزاء غير المرغوب فيها من الفيلم.

لكن ما يقلق شركة «سوني» أن أغلب الناس يعتبرون كاميرات الفيديو أجهزة تستخدم في المناسبات الخاصة فقط. وتعتقد «سوني» أنه إذا اصبحت كاميرات الفيديو بحجم الكاميرات العادية، فيمكن للمولعين بها استخدامها بطريقة أسهل وفي مناسبات كثيرة ( وطبعا، بالتالي سيشترون المزيد من أشرطة الفيديو الفارغة وعددا من المقتنيات الأخرى من شركة سوني). وهذه هي الفكرة التي تكمن وراء اختراع الشركة لأشرطة «مايكرو أم في» وأجهزة «دي سي أر ـ أي بي» DCRIP المتكافئة معها.

ليس هناك شك في أن «سوني» نجحت في مساعيها لاختراع أجهزة مصغرة، ذلك أن حجم الشريط الجديد، البالغ طوله 1.8 بوصة وعرضه 1.2 بوصة وسمكه 0.3 بوصة لا يتعدى ثلث شريط «ميني دي في». يعني أن قطعا من الجبن هي أكبر حجما من الشريط الجديد.

كما أن كاميرا الفيديو الجديدة لا تختلف كثيرا عن شريط «مايكرو دي في»، إذ يبلغ طولها 4 بوصات وعرضها 1.9 بوصة وارتفاعها 3.1 بوصة وتزن 12 اونصة (الاونصة تعادل 30 جراما تقريبا)، بالإضافة إلى انه يسهل وضعها داخل محفظة نقود أو أحد جيوب معطف. وتتمتع كاميرا «دي سي آر ـ أي بي» بنفس مواصفات الكاميرات التي صممتها «سوني» سابقا، من أبرزها الشاشة المتحركة بطول 2.5 بوصة وعدسة بصرية تكبر 10 مرات، وذلك لمعاودة مشاهدة الشريط على شاشة التلفزيون. ونظرا لأن هذه الكاميرات صغيرة جدا فهي توفر حرية في الاستخدام لا تسمح بها أجهزة الكاميرا الأخرى. ولكن الصوت والصورة الرائعين يعدان أهم ميزات الكاميرا حيث أنهما يضاهيان نوعية «دي في دي».

* نمط تحكم جديد

* ومع ذلك، تعد كاميرا «أي بي» أول ابتكارات «سوني» المتكافئة مع أشرطة مايكرو أم في. وعندما تبدأ الشركة في اختراع الأجيال المقبلة من الكاميرات، لن تجد مشكلة في تطويرها. وعلى سبيل المثال، عادة ما تحدث كاميرا «أي بي» صوتا عند كل لقطة مما يجعل الصورة الأخيرة منها تتوقف لمدة ثانية. كما أنها تتخلف عن تصوير الثانية الأولى من الحركة عندما تضغط على زر التسجيل. ربما لا يعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية عند تصوير مشهد غروب، لكنه يكون كذلك إذا أردت تصوير عرض للدلافين في منتجع «سي ووراد» فستكتشف لدى عودتك إلى المنزل أنك صورت لقطات العرض بنوعية «دي في دي».

ولكن في مقابل ذلك ورغم نقائص هذه الكاميرا فان «سوني» تعرض معها بطارية تقول إنها تدوم 35 دقيقة خلال الاستعمال العادي. كما طورت «سوني» نمطا جديدا لأجهزة التحكم في الكاميرا يمكن إطلاق اسم «مايغراين أم في» Migraine M V عليها. وأغلب أجهزة التحكم هي عبارة عن صور على الشاشة المتحركة عوضا عن أزرار فعلية على جهاز الكاميرا تعمل بتحريك قرص معقد موجود وراء الشاشة.

كما أن للكاميرا بعض النواقص الأخرى، من أبرزها صعوبة استخدامها من دون جهاز التحكم، في حين يتمتع شريط «مايكرو أم في» باحتوائه على لائحة تحتوي على اللقطة الأولى من كل فيلم تم تصويره في الشريط.

وبالإضافة إلى كل هذه المشاكل التي تعترض طريق المستخدم لهذين الجهازين الجديدين، فان عملية بحث صغيرة في موقع dealtime.com تكشف أن سعر الكاميرا يبلغ نحو 1100 دولار، كما أن سعر الأشرطة باهظ أيضا، حيث يبلغ سعر الشريط الواحد لمدة ستين دقيقة نحو 13 دولاراً مقارنة بـ 8 دولارات بالنسبة لأسعار أشرطة «ميني دي في».

* نيويورك. خاص بـ «الشرق الأوسط» =