تلفزيونات المستقبل كبيرة خفيفة ورقيقة لامعة

شاشات عريضة جذابة مسطحة من البلور السائل تتنافس لكسب عشاق الصورة

TT

يشاهد الملايين من الناس يوميا وبدون أي تذمر، صور الافلام السينمائية المتتابعة على شاشات التلفزيون، رغم ان بعضها قد يكون مقطوعا، لأن شاشة التلفزيون مربعة الشكل تقريبا (الطول والعرض بنسبة 4:3) في حين تكون شاشة السينما مستطيلة (النسبة عادة 16:9). أما بالنسبة للمولعين بأفلام الفيديو الرقمي فعادة ما يختارون شكل «صندوق البريد» المستطيل على الشاشة (أي صورة مستطيلة متقلصة الحجم مع وجود أشرطة سوداء من فوق ومن أسفل)، ولكن لا توجد هناك حلول أخرى. وبهذا تتم التضحية بالصورة الكبيرة التي بذل مخرج الفيلم جهودا في تنفيذها.

ولكن لحسن الحظ، هناك مخرج من هذا الكابوس: جهاز تلفزيون مجهز بشاشة عريضة. وأعلنت شركات «شارب» و«سامسونغ» و«باناسونيك» اخيرا عن صنع نموذج جديد ولكن غالي الثمن، من أجهزة تلفزيونات بشاشة عريضة مذهلة: ألواح مسطحة بشاشات البلور السائل. في البداية، لا يقدر على شراء هذا النوع من الشاشات الا من كان ينتظر هبة من السماء مثلا، ومع ذلك تستحق هذه الشاشات أن يتفرج عليها المتسوقون.

إذا رأيت واحدة من هذه اللوحات الملساء التي توحي بالمستقبلية، فستعرف التأثير الذي تتركه على الشخص: سرعة في دقات القلب، عدم القدرة على رمش العينين ورغبة مفاجئة في بيع سيارتك للحصول على النقد.

* شاشة عريضة

* يبلغ سمك التلفزيون المسطح نحو 3 بوصات (البوصة حوالي 2.5 سنتمتر)، لذا يمكن وضعه في أي مكان لا يتسع للتلفزيون العادي مثل تعليقه من السقف. ومثله مثل الكومبيوتر ذي الشاشة المسطحة فان صور التلفزيون المكون من اللوحة المسطحة تعد لامعة اكثر من الأجهزة العادية وأرفق بعينيك وأرخص من ناحية الاستخدام لأنها تستهلك 60 في المائة من الطاقة التي تستهلكها الأجهزة العادية. كما أن الشاشة مسطحة جدا الأمر الذي يجعلها تتصدى لأشعة الضوء المنبثقة من الغرفة أو لانعكاساتها.

وعلى فكرة فان التلفزيونات المسطحة والمجهزة بشاشات البلور السائل لا تشبه شاشات البلازما التي عادة ما تكون كبيرة جدا أي بقياس 40 الى 61 بوصة. وشاشات البلور السائل توجد الآن بقياس 30 بوصة وسوف تطرح نهاية العام بـ40 بوصة. وتتميز التلفزيونات المسطحة بعدة مزايا من بينها طول مدة الاستخدام، ذلك أن شاشات تلفزيونات البلازما تحتوي على طبقة من الفوسفور لا تدوم كثيرا، حيث يتوقع أن تستمر مدة استعمالها نحو 20 ألف ساعة.

وفي المقابل تستخدم شاشة البلور السائل تقنيات مختلفة، فهي عبارة عن شاشة ضخمة لكومبيوتر محمول، ويمكن ان تدوم مدة استعمالها 60 ألف ساعة وذلك يعادل ست ساعات يوميا على مدى 27 عاما. كما أن الشاشات المذكورة تزن أقل من شاشات البلازما (40 رطلا مقابل 72 رطلا)، ويعادل الرطل 453 جراما. وتعتبر هذه أنباء مفرحة إذا كنت تعتزم تعليق الشاشة على الحائط. وفي الوقت الحالي، تمثل تلفزيونات «شارب» من طراز Aquos LCHVU بقياس 30 بوصة أكبر الأجهزة المجهزة بشاشات البلور السائل ومن المقرر أن تنزل تلك الشاشات بالأسواق الشهر المقبل. إنها حقا تحفة رائعة ويبلغ سعرها 8 آلاف دولار.

وتوفر شركة سامسونغ ثلاثة أنواع من هذه الأجهزة بمقاييس مختلفة تتراوح بين 15 و 17 و24 بوصة وتبلغ أسعارها على التوالي 1500 و2100 و7000 دولار. كما أن الأسلاك توصل مباشرة في الجهاز مما يجنب استعمال أسلاك كثيرة. ومثل أجهزة شارب، يمكنك استعمال شاشة سامسونغ كشاشة كومبيوتر خاص أو جهاز ماك. وتأتي أجهزة باناسونيك في نوعين: 15 و22 بوصة وهي تتمتع بسعرها الأرخص وباحتوائها على مكبرات صوت. كما يمكن إيجاد أنواع أخرى تحتوي على أجهزة عرض الفيديو الرقمي، مما يجعل هذه الأجهزة جذابة للمولعين بها. أما بالنسبة لأسعار هذه الأجهزة، فهي ترتفع كلما كبر حجمها. لكن هذا ليس مهما إذا أردت مشاهدة أفلام عرض الفيديو الرقمي على الشاشة أو إشارات التلفزيون الحادة.

وبالمقارنة مع اجهزة التلفزيون الاخرى التي تعد ضخمة جدا وتحتاج في الغالب إلى مختص لتركيبها، فان شاشات البلور السائل تبدو اكثر جاذبية، لأنها خفيفة الوزن وقابلة للحمل بالإضافة إلى أنها تامة في ذاتها. وبالرغم من أن أسعارها التمهيدية تعد غالية الثمن بصفة عامة، لكن كل ذلك يهون أمام الصورة الحادة التي توفرها والتي تشبه صورة عرض الفيديو الرقمي، والثلث المفقود من الفيلم، وصورة المستقبل.

* نيويورك ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»