ازدياد إصابات السرطان بين أتراك المانيا

TT

كشفت دراسة سابقة حول مليوني تركي يعيشون في المانيا ان معدل الإصابة بداء السكري بينهم في ازدياد وانها ترتفع بنسبة الضعف عن عدد المعانين من هذا الداء في تركيا نفسها. ويبدو ان الأمراض الخطيرة تواصل مطاردتها للأتراك المهاجرين لأن دراسة جديدة اجريت في مدينتي بيلفيلد وهايدلبيرج الالمانيتين كشفت مؤخرا ان نسبة الإصابات بالأمراض السرطانية وخصوصا سرطان الدم وأورام اللمف تتزايد بإطراد بين أبناء الجالية التركية في المانيا.

وتشير الدراسة المدعومة من قبل «مركز السرطان الالماني» الى ان نسبة الإصابات والوفيات بين الأتراك بسبب مرض السرطان تقل عادة عن نسبتها بين الالمان من نفس مجموعة الأعمار الا ان هذه الصورة أصبحت مقلوبة في حالة الإصابة ببعض الأمراض السرطانية مثل سرطان الدم (اللوكيميا) واللمف (الليمفوما). والمثير في القضية هو ان هذين السرطانين ينخفضان بإطراد بين الالمان منذ سنوات في حين يرتفعان بإطراد بين الأتراك المقيمين في المانيا.

وعموما فان الفجوة بين معدل إصابات الاتراك بالسرطان وإصابات الالمان به تتقلص بشكل مستمر منذ السبعينات مع ملاحظة ان الأتراك المقيمين في المانيا سجلوا ارتفاعا في الإصابة بسرطانات المعدة والرئة في وقت سجل فيه الالمان تراجعا فيها.

قدم أوائل العمال الأتراك الى المانيا مطلع الستينات أي مع بوادر «المعجزة الاقتصادية» الالمانية التي تحققت بفعل مشروع مارشال. وتلاحظ الدراسة ان الأمراض الخطيرة مثل السرطان والجلطة والسكر صارت تصيب الأتراك بعمر ينخفض عن معدل الأعمار الاعتيادي للإصابة بهذه الأمراض بين الالمان وبين الأتراك المقيمين في تركيا.

وعبر البروفسور هايو زييب، من جامعة بيلفيلد، عن دهشته للنتائج المذكورة كما عبر عن أسفه لعدم وجود احصائيات ثابتة عن بقية الجماعات الاجتماعية المقيمة في المانيا. وذكر زييب ان تعرض العمال الأتراك «لعوامل» خطورة تختلف في المانيا عن العوامل التي تعرضوا لها أثناء شبابهم في تركيا قد تكون هي السبب.