مجسات وروبوتات لنظم تكنولوجية مطورة لمكافحة الإرهاب

نظام استشعار لرصد منصات الصواريخ في الصحارى وسلاسل مجسات لمراقبة الإرهابيين في المدن

TT

يعكف الخبراء الاميركيون في مختبرات سانديا القومية على تطوير شبكات من المجسات القادرة على كشف حركة القوات المعادية، ونظم بعيدة المدى لرصد تغيرات الوسط الذي يترعرع فيه الإرهاب. وتتضمن النظم البعيدة المدى هذه أفكارا جديدة لمراقبة الحدود والمواد والعملاء.

على المدى القريب سيقوم العديد من علماء سانديا خلال الأشهر المقبلة بتطوير نظام استشعار يتعرف على حركات الأجسام الكبيرة مثل منصات الصواريخ في الصحارى ويراقبها. وسيكون الهدف الاعلى لهذه الابحاث التمكن خلال السنوات القليلة المقبلة من طريقة لوصل مئات المجسات التي ستتعرف على الناس وتراقبهم في البيئات المدنية.

* برنامج تكنولوجي

* وبدأ البرنامج الذي تم الموافقة عليه في شهر فبراير (شباط) في الأول من أبريل (نيسان) بحوالي 2.5 مليون دولار من أموال قسم البحوث والتطوير في مختبرات سانديا. ويستغل هذا البرنامج نقاط قوة سانديا في تكنولوجيا المجسات ومصادر الطاقة والكومبيوترات والروبوتات ودمج النظم. ويقول ديف نوكس قائد فريق العلماء من مختلف الاختصاصات العاملين في البرنامج، ان هدف هذه التكنولوجيا هو المشاركة في الحرب الحالية لمكافحة الإرهاب، وليس تطوير شيء يستخدم في الحرب بعد 5 أو 10 سنوات من الآن. وينبع جوهر برنامج المجسات من دراسة خاصة تمت في شهر فبراير قامت بها مجموعة سانديا للأفكار المتقدمة تحت إشراف نائب الرئيس والعالم الرئيسي جيري يوناس. ويقول الخبراء ان تكنولوجيا البرامج المذكورة ستستخدم في الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ولكن ستدخل القطاع الخاص لاستخدامات أخرى. ومن البرامج الأخرى التي قد تحصل على تمويل خلال الستة أشهر المقبلة دراسات حول أمن المطارات والأسلحة غير المميتة والأهداف المدفونة وتسليم المواد خلسة والمسائل المتعلقة بالبنية التحتية.

بينما قد لا يمكن إزالة الخطر من الإرهاب كليا تهدف أفكار علماء سانديا الى تخفيف المشكلة فنيا، اضافة الى تقريبها الى اذهان العاملين لكي تصبح من النظم الوقائية المعتادة المستخدمة حاليا لمكافحة الحرائق. وفي القرن التاسع عشر كان الناس مثلا يخافون من الحريق وكان عدد الأموات من الحرائق كبيرا جدا. والسؤال هنا هو كيف يمكن تعليم المجتمع التعايش مع الرعب الدائم بالاستثمار في التكنولوجيا. وهكذا نرى اليوم ان نظم رذاذ الماء ومجسات استشعار الحرارة وإنذارات الحريق تنصب بشكل روتيني في المباني العامة.

ومع الدخول الى العصر الصناعي أدى التقدم التكنولوجي لتحسينات جذرية في أجهزة مكافحة الحريق مثل مضخات قائمة على البخار وخراطيم الماء وفوهات الخراطيم ومهندسي الحرائق وإنذارات الحريق المركزية ونظم الاتصالات المتقدمة. والآن توجد مجسات الدخان المنزلية. ولكن الخطر تقدم أيضا، فالخطر من الشموع قد زال ولكن الدوائر الكهربائية والأدوات الكهربائية تطلبت تدابير جديدة. ومثل الحريق، فان الإرهاب لن يكون خطرا ساكنا، ولذا ينبغي التكيف مع نظم محاربته.

* نظام نشط

* الاستجابة الفعالة الوحيدة هي نظام نشط يمكنه إعادة تقييم وتحديث كل جوانب الخطر ونقاط ضعفنا، والاستجابة وفقا لها. والهدف هو إعادة الشعور بالأمن والسلامة الذي كان متوفرا لدى الاميركيين قبل أحداث 11 سبتمبر، وتحويل الإرهاب الى مشكلة اجتماعية شبيهة بمشكلة الحريق.

ويقوم نظام تخفيض الخطر على خمسة اجزاء، اولها تحديد الأهداف. وهنا ينبغي مراقبة مواقع الإرهاب، والتطويرات هنا هي جزء من برنامج تالون (الاستهداف والكشف والمراقبة والتدمير)، ويقول الخبراء ان الأسلحة الدقيقة دون معرفة دقيقة بالأهداف لا تنفع. ويطور فريق البحث طرقا لوصل مجموعة من الأجهزة الصغيرة التي تحتوي على جهاز تحديد الموقع العالمي ومجسات ومستقبل وكومبيوتر صغير. ويمكن نشر هذه الأجهزة غير الباهظة بشكل واسع وتوثيق اتصالها مع بعضها لاعطاء صورة شاملة لتحركات العدو.

الجزء الثاني من النظام، تأمين حدود أمينة وودية. ويجب ألا تمنع الحدود المتاجرة وتكون شفافة بحيث تكشف نقل العدو للبضائع أو الأفراد. والمشكلة هي كيفية تعزيز تدفق التجارة والزوار الشرعيين مع تخفيض عدد المواد الضارة والعملاء.

وتبين الإحصاءات حجم المشكلة، إذ دخل عام 1999 الولايات المتحدة حوالي 475 مليون شخصا و125 مليون آلية و5 ملايين قارب بقياس 40 قدما. ويمكن وضع كامل استهلاك الولايات المتحدة للكوكايين في 15 قاربا بقياس 40 قدما. وهذا بالإضافة للاعتقاد أن هناك حوالي 2.7 مليون مهاجر غير شرعي يدخلون الولايات المتحدة سنويا. ولا ينادي فريق البحث بإنتاج أجهزة أفضل فقط وإنما تنمية عقلية مختلفة، فعوضا عن الحدود، توضع منطقة يمكن للنظم العالمية أن تراقب تحركات البضائع فيها بالتعاون من الدول الأخرى. الجزء الثالث من النظام: بنية تحتية قوية. ومن الطرق اللازمة لتقليل الضرر الناتج عن هجمات إرهابية مستقبلية وضع بنية تحتية أذكى وأقوى. وتوفر النظم المقاومة للضرر دفاعا ساكنا أفضل بالإضافة للنظم «الواعية» والتي قد تخفف الضرر وتساعد في إنقاذ الأفراد وإعادة الخدمات. الجزء الرابع هو تنسيق الاستجابة، وذلك بدمج معلومات اجهزة الامن والمجموعات المستقلة. وتتضمن المجموعات قوى تعزيز الأمن والمخابرات والصحة العامة وقادة المواقع والحكومات المحلية والمواطنين. ويعني هذا التنظيم أن المجموعات الكبيرة أو الصغيرة ستخزن المعلومات بشكل يسهل من المشاركة من خلال مكونات إنترنتية مبرمجة خلال النظام المدمج. وسيمكن هذا من تجميع صور الفيديو لأشخاص يدخلون المطارات مثلا مع معلومات عنهم جمعتها مجموعات أخرى.

ويمكن لتجميع المعلومات بشكل شبه تلقائي رفع الإنذار عندما يجتاز شخص ما مقاييس معينة، لأنه يتم إعلام كل المجموعات المعنية فورا بالمعلومات المتوفرة. ولن ينفع النظام بتجميع المعلومات المصورة فقط وإنما سيحذر رجال الإطفاء في بناية محترفة عن طائرة أخرى قد انحرفت عن مسارها.

والجزء الخامس للنظام النشط هو البيئة الاجتماعية في دولة مضيفة، اذ تستطيع الأجهزة تقليل الضرر رغم انها لا تقلل من نية وقوعه. ويقول الخبراء انهم ليسوا بحاجة لمعرفة ما يحفز الإرهابيين فقط، وإنما ما قد يردعهم. وأهداف البحث هي دراسة مجموعة من الأفكار المتقدمة حول فهم الإرهاب والبيئة التي خرج الارهابيون منها، ومراقبة نشاطاتهم، وفصل اولئك المتصلين بشكل ضعيف، واعادة الملتزمين بالإرهاب.

وهذا الجزء المسمى «القدرة المتحركة والمدمجة لفهم الخطر وإدارته» تقترح دمج علم الاجتماع ونظرية المجموعات والأحياء وعلوم الأحياء بالإضافة لدمج عامل العصابات وآثار العنصرية العرقية. ويمكن للعلماء أن ينتجوا أنماطا سلوكية وقاعدة معلومات ضخمة تحلل وصلات المكالمات الهاتفية والاجتماعات وأنماط السفر والمعاملات البنكية ضمن أعضاء شبكات إرهابية معرفين، أو مشتبه فيهم.

ويمكن لبرامج للتعرف على الأنماط أن تكشف عن السلوك المشتبه فيه ومراقبته. وقد يكمل هذا العمل مشاريع في وكالة البحوث الدفاعية المتقدمة مع علماء الأعصاب لتطوير أنماط، ومشاريع مع هوليوود ومجتمع الذكاء الصناعي لتوليد مواضع مبرمجة لمعالجة أهداف شبيهة بأهداف هذه المجموعة.

=