الطبخ بأشعة الشمس بدلا من الحطب

«صحن» من المرايا المقعرة المرصوفة يركز الضوء لتسخين الطعام

TT

يستهلك البشر في بلدان العالم الفقيرة، وخصوصا في المناطق الريفية والصحراوية البعيدة المحرومة من الكهرباء، آلاف الأطنان من الخشب سنويا لأغراض الطبخ. وتؤثر هذه الظاهرة على البيئة بطريقتين تتجسد الأولى بقطع الأشجار وتصحير الغابات بالتدريج، وتتمثل الثانية بالغازات المنطلقة عن حرق الخشب والتي تضر بالجو وبطبقة الاوزون.

وبهدف مساعدة الناس الذين يعيشون في المناطق المحرومة من الكهرباء والحفاظ على البيئة ايضا، طرحت جامعة جيلزنكيرشن الالمانية قبل سنتين مشروع تزويد مناطق غامبيا البعيدة بالطباخات المتطورة التي تعتمد ضوء الشمس كمصدر للطاقة. ويأتي المشروع في إطار التعاون التقني والاقتصادي بين البلدين وبدعم من وزارة التنمية الالمانية في برلين. وعبر الباحث ديتر كوكة، خبير الطاقة الشمسية من جامعة جيلزنكيرشن، عن قناعته بأن «الطباخات الشمسية» هي البديل الأفضل، اقتصاديا وبيئيا، لمناطق غامبيا الريفية. فالشمس الحارقة في غامبيا والبلدان المماثلة لها توفر طاقة الطبخ بأقل كلفة ممكنة، كما ان الطباخات التي توزعها الجامعة من خلال المشروع هي طباخات يقل سعرها عن الطباخات المطروحة في السوق.

وتثبت فرق الرقابة على غابات غامبيا ان حجم مساحات الغابات قد تراجع بشكل مؤثر خلال الخمسين سنة الماضية بفعل القطع الذي لا يرحم للأشجار في هذه المناطق لأغراض الطبخ أساسا والبناء وغيرهما. وهذا ما دفع كوكة وزميله توماس بيرنهوف للبدء بمشروع «الطباخات الشمسية لغامبيا» قبل سنتين بعد ان تم الانتهاء من تصميم وانتاج الطباخات اللازمة. وعمل الباحثان على تطوير وتصنيع الطباخ بالتعاون مع المدرسة التقنية في بوتروب (المانيا ايضا).

* طباخ شمسي

* يتميز الطباخ الشمس الجديد بسهولة الاستعمال ورخص الثمن والسرعة في الطبخ. ويتألف من عدد من المرايا المقعرة المرصوفة، بشكل يشبه صحن استقبال موجات بث الأقمار الصناعية. وتلم ضوء الشمس في بؤرة الجهاز حيث يمكن وضع قدر الطعام. وسيتولى الخبراء الالمان، والى جانب الطباخات، نصب ألواح الخلايا الضوئية التي تحول ضوء الشمس الى طاقة كهربائية وتستخدم في القرى النائية لأغراض الإضاءة وتنقية المياه وتشغيل أجهزة سحب المياه من الآبار... الخ.

ويقول توماس بيرنهوف ان فترة السنتين التجريبيتين قد انقضت بنجاح على صعيد استخدام الطباخات الشمسية، الا ان الخبراء ما زالوا يواجهون بعض المصاعب التقنية على صعيد استخدام ألواح الخلايا الضوئية. كما يأمل الباحثان في أن يجري تعميم الطريقة الى بقية بلدان العالم التي تسطع أشعة الشمس في سمائها طوال فصول العام او خلال معظم فصوله. والمهم الآن هو ان الباحثين يعملان بجد من أجل نقل وحدات انتاج الطباخات الشمسية من المانيا الى غامبيا وتدريب العمال المهرة على انتاجها وبيعها بأسعار تجعلها في متناول يد كل السكان. وسبق للقسم التقني في جامعة جيلزنكيرشن ان أسس مدرسة تقنية في قرية بيركاما (غامبيا) هدفها تأهيل تلاميذ المدارس كعمال تقنيين لانتاج وتشغيل وإدامة الطباخات الشمسية ومنشآت الخلايا الضوئية.

=