حضور واسع في مهرجان هواة الراديو اللاسلكي في أميركا

تأمين الاتصالات بين قطاعات الطوارئ أهم مواضيع المناقشات بعد أحداث 11 سبتمبر الماضي

TT

للمرة الأولى بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 يعقد خلال الأيام 17و18 و19 من الشهر الجاري المهرجان السنوي الواحد بعد الخمسين لهواة الراديو واللاسلكي في مدينة دايتون بولاية أوهايو الأميركية حيث سيشارك فيه ما يقرب من 75000 شخص حسب إحصائية الحضور للعام المنصرم. يأتي حوالي 90% من داخل الولايات المتحدة والباقي من كندا واليابان ودول الاتحاد الأوروبي. وخلال الخمسين دورة الماضية كان القائمون على إدارة هذا المهرجان العالمي ينظمون شؤونه كلية دونما أية حاجة إلى مساعدة السلطات المحلية أو الفيدرالية اللهم الا الاستعانة ببعض أفراد الشرطة لتنظيم المرور في محيط موقع إقامة المهرجان في مجمّع هارا أرينا الرياضي. أما هذا العام فإن تجمع هذا الكم الهائل من المشاركين سوف يشكل بدون شك كابوسا أمنيا مريعا خاصة أمام التهديدات التي ما انفكت تطلقها جماعة القاعدة ومثيلاتها من المنظمات التي تستخدم الإرهاب وسيلة لتحقيق غاياتها.

يتوافد المشاركون من مناطق إقامتهم المؤقتة التي تشغل جميع غرف الفنادق والمخيمات والأقسام الداخلية للجامعات مستخدمين الحافلات التي تجندها بلدية المدينة طيلة الأيام الثلاثة للمهرجان. وترى المشاركين وهم يحملون في أيديهم أو على ظهورهم حقائب واسعة فيها ما فيها من معدات الراديو واللاسلكي إما لغرض إصلاحها أو إبدالها أو بيعها، لذلك قد تشكل هذه الأيام مناخا خصبا لمن يريد التخريب والتكدير. ونتيجة لضعف هذه الهواية المخجل لدى الدول العربية (أو حتى انعدامها لدى البعض الآخر) فسيكون حضور العرب معدوما تقريبا وهكذا فسوف يتخلصون من المضايقات التي أقلّها تلك النظرات الشكوكة التي يتلقاها كل من يحمل ملامح شرق أوسطية.

* فعاليات تكنولوجية

* ستقام خلال أيام المهرجان الثلاثة ستة وأربعون اجتماعا بين محاضرة أو حلقة دراسية أو ورشة عمل. وكانعكاس مباشر للقلق والخوف من أعمال إرهابية فسوف يكون موضوع تأمين الاتصالات اللاسلكية بين مختلف قطاعات الطوارئ من إطفاء الحرائق إلى المستشفيات والمطارات من المواضيع التي سيخصص لها حيز كبير. يلي ذلك بالأهمية البحوث التي ستقدّم حول ربط أجهزة تحديد الموقع العالمي GPS بالأجهزة اللاسلكية ذات المدى البعيد Frequency High. ثم هناك الحلقات المتعلقة بأفضل الطرق وأنجعها في الاتصالات خلال هبوب العواصف والاعاصير. وهناك حلقة خاصة لإرشاد المشتركين إلى أفضل الطرق لتأمين سلامة معدات الراديو والأجهزة اللاسلكية من الصواعق. وحلقة أخرى حول الدروس المستقاة من أحداث 11 سبتمبر وكيفية الاستفادة منها في المستقبل. المشارك الذي لا يرغب في حضور تلك النشاطات التكنولوجية لديه كل الوقت ليصول ويجول داخل مباني مجمّع هارا أرينا الرياضي حيث يقام المهرجان لينغمر في معارض أكثر من 500 شركة عالمية متخصصة في الراديو واللاسلكي ولوازمها. أما الأكشاك في الهواء الطلق خارج مباني المجمّع فهناك ما لا يقل عن 2500 كشك لبيع أو تبادل المعدات اللاسلكية المستعملة وأغلب تلك الأكشاك تعود لهواة راديو استأجروها لقاء دفع مبلغ 50 دولارا للمنضدة الواحدة.

وكما جرت العادة خلال الـ50 دورة السابقة فسوف تقام مأدبة العشاء الكبرى في ثاني أيام المهرجان وسوف يتخلل تلك المأدبة حفل تكريم المتفوقين الذين قدموا الإنجازات في حقل الراديو وهذا التكريم يكون إما بمنحهم الزمالات الجامعية أو بتقديم الجوائز والإكراميات العينية والنقدية. كما ستقوم لجنة الفحص باختيار المتقدمين لطلب رخصة حيازة وتشغيل أجهزة اللاسلكي وترخيص من سينجح منهم في الامتحان التحريري.

وسيحرص غالبية المشاركين بالمهرجان على الحضور داخل الملعب الرياضي للمجمّع في الساعة الاخيرة بانتظار سحب القرعة على العشرات من الجوائز الثمينة مثل أجهزة اللاسلكي والمعدات اللازمة لها تزيد قيمة الواحدة منها على الألفي دولار. وعند انتهاء الاقتراع سيعلن عن انتهاء المهرجان لهذا العام ليعود الجميع حيث أتوا تاركين ورائهم في موقع المهرجان اطناناً من الكراتين والصناديق الفارغة أو المعدات والأجهزة التي لم يسعف الحظ اصحابها بيعها.

=