سفينة ركاب «خضراء» عابرة للمحيطات

تصمم بتوربينات غازية تستخدم في السفن الحربية تقلل انبعاث الغازات الملوثة

TT

أمخرت عباب البحار لأول مرة الصيف الماضي سفينة «ميلينيوم» (الألفية) احدى سفن المحيطات العملاقة «الخضراء» التي تتمتع اضافة إلى تقنيات تصميمها الودية تجاه البيئة، بأفضل مزايا السفن العصرية الفاخرة. ويمتد بدن هذه السفينة التي بنيت في احواض السفن في فرنسا على طول 294 متراً واستخدم في تصميمها 85 الف طن من الفولاذ (اي اكثر بـ 12 مرة من وزن برج ايفل).

سفينة بيئية وعندما انطلقت اكثر سفن العالم «وداً» تجاه البيئة في رحلتها الأولى حول روسيا وفي بحر البلطيق في يوليو (تموز)، فانها دشنت بداية عصر جديد في تكنولوجيا بناء السفن. وتحمل السفينة التي تقطع المحيطات 2450 راكباً، وهي واحدة من أربع سفن تبنيها شركة «سليبريتي كروزز» ومقرها في فلوريدا في الولايات المتحدة.

ويتمثل أهم تغيير في تصميم سفينة «ميلينوم» في استخدام توربينات غازية بدلاً من محركات الديزل بهدف توليد الطاقة الكهربائية اللازمة للسفينة. وفيما توضع اربعة أو خمسة محركات تعمل على الديزل في سفن الركاب الحديثة، فإن «ميلينيوم» تستخدم توربينين غازيين مما يقلل بنسبة 90 بالمائة من انبعاث عوادم الاحتراق.

ولم تستخدم التوربينات الغازية التي تعمل كمحركات بوقود الغاز لانتاج الكهرباء، في السفن غير الحربية حتى الآن، لأن كفاءتها أقل بالمقارنة مع محركات الديزل. واضافة إلى ذلك فإن سعر وقودها اعلى من سعر وقود الديزل.

وأخيراً فان توربينات الغاز تبعث حرارة، ينتشر ويتبدد 90% منها في الفضاء.

وللتغلب على عقبة الكلفة العالية طور معماريو شركة «ألستوم تشانتيرز دي لا اتلانتيك» الذين صمموا السفينة طريقة سميث «دورة مترابطة» لإنتاج الكهرباء في السفينة.

ولا تعتبر طريقة «الدورة المترابطة لتوليد الكهرباء» جديدة، اذ تستخدم محطات توليد الكهرباء، غالباً، الطاقة المتبددة من التوربينات الغازية لتحريك التوربينات البخارية. لكن اضافة توربين بخاري بقدرة 8 ميغاواط إلى التوربينين الغازيين (قدرة كل منهما 25 ميغاواط) إلى تصميم السفينة يعتبر شيئاً جديداً.

ويقول يان موندون مدير الاتصالات في القسم البحري لشركة «ألستوم» ان عالم بناء السفن سيتحول بعد بناء هذا النوع من السفن نحو اتجاهات جديدة. وتستخدم التوربينات الغازية حالياً في السفن الحربية البريطانية والاميركية والاسترالية و20 دولة أخرى.

ورغم أن هذا التطوير لم يقلل الكلفة بالمقارنة مع توربينات الديزل فإن نصب التوربينين الغازيين اقتصد في الحيز الذي تشغله التوربينات مما أدى التي نصب 60 مقصورة جديدة. كما قلل نصب التوربينين من زنة السفينة. اذ قل وزنها بـ 900 طن عن وزن توربينات الديزل.

تلويث أقل وقلل استخدام التوربينات الغازية من انبعاث الغازات الملوثة، حيث قل انبعاث اوكسيد النيتروجين 80 بالمائة مقارنة بانبعاثه لدى استخدام توربينات الديزل، بينما قل انبعاث اوكسيد الكبريت 98 بالمائة.

وترحب الولايات المتحدة والنرويج خصوصاً بالسفن الودية تجاه البيئة، خصوصاً في رحلاتها نحو مناطق حساسة بيئياً مثل آلاسكا وجزر المحيط الهادئ، أو سواحل النرويج.

وزودت السفينة بمحركين دافعين خارجين بدلاً من المحركات التقليدية التي توضع داخل البدن. ويعتبر هذان المحركان بقدرة 19.5 ميغاواط لكل منهما من اقوى المحركات التي صنعت حتى الآن. ويُقلل التصميم الخارجي لهذين المحركين في نفقات الصيانة ويزيد من حيز الاستخدام داخل البدن.

ويمكن للحجرة التي يوجد فيها المحركان التحرك بزاوية 360 درجة (اي دورة كاملة) مما يمكن السفينة من التحرك في دائرة تمتد 400 متر. وبهذا فإن السفينة تعتبر عالية المناورة وتتمكن من الدخول نحو الموانئ الأصغر حجماً.

نفايات بحرية وتمثل النفايات المتخلفة عن السفينة التي يركبها في آن واحد 3500 شخص من الركاب وافراد الطاقم، مشكلة كبيرة، اذ يقارن حجمها بحجم النفايات المتخلفة عن مدينة صغيرة. وتولد السفينة 500 طن من «الماء الرصاصي» و50 طناً من «الماء الاسود» يومياً. وتجري عمليات تعقيم هذين النوعين من المياه وتنقيتهما بعد فصلهما. ويمثل الماء الرصاصي مخلفات الغسل والاستحمام فيما يمثل الماء الاسود مخلفات المراحيض.

يحرر الماء الرصاصي المعالج نحو البحر، اما الماء الاسود فيضغط بشكل صلب للتخلص منه لاحقاً على الارض.

اما الماء الملوث ببقايا الزيوت فيعالج بنسبة عالية جداً تصل إلى 99,999,5 بالمائة.

وتمكن طرق المعالجة هذه السفينة من الابحار لمدة 5 أيام من دون تحرير اي نفايات نحو البحر، مما يحولها إلى سفينة «خضراء». ويفتخر مصممو «ميلينيوم» التي تزن 91 ألف طن وتمتلك 11 سطحاً، بأنها تمثل سفينة القرن الواحد والعشرين.

موقع شركة «سليبريتي» على الإنترنت www.celebrity-cruises.com =