نصحت دراسة المانية حديثة المقيمين الاتراك بمراجعة الطبيب حالا اذا كانوا يعانون من ألم في أعلى يسار البطن، لأنه قد يكون ناجما عن قصور البنكرياس في إفراز الهرمونات و الانزيمات وخصوصا هرمون الانسولين. وتأتي هذه الدراسة إثر بحث هام آخر أجري في المانيا قبل عام، وكشف بأن نسبة إصابة المقيمين الأتراك بداء السكري تعادل ضعفها بين الأتراك الذين يعيشون في بلدهم الأناضول. وإذ أشارت الدراسة القديمة بأصبع الاتهام الى مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية وعوامل التغذية، فان الدراسة الجديدة التي اجريت في مدينة جيسن وجهت اتهامها الى طبيعة الغذاء الالماني وتأثيره المدمر على خلايا البنكرياس المختصة بفرز الهرمونات والانزيمات.
اجريت الدراسة من قبل مجموعة من الأطباء الالمان من جامعة جيسن بالتعاون مع «المعهد الصحي الألماني ـ التركي» وشملت 107 أتراك يعانون من الإصابة بداء السكري من النمط الثاني الذي يصيب الكبار عادة. وتولى الباحثون قياس سكري الدم اضافة الى تركيز انزيم ايلاسيتيز ـ 1 في الخروج باعتباره المؤشر الأساسي على فاعلية نشاط البنكرياس الإفرازي. وتمت مقارنة نتائج الفحوصات بين المقيمين الأتراك مع نتائج فحوصات مماثلة اجريت على مرضى المان مصابين بالسكري ـ 2 ايضا.
وكشفت النتائج ان نسبة المعانين من قصور إفرازي في البنكرياس بين مرضى السكري ـ 2 الالمان تقف عند 35% في حين انها ترتفع بين الأتراك الى 56.4%. وهي نتائج متوقعة بالعلاقة مع الارتفاع الغريب للسكري بين اكثر من مليوني تركي يعيشون في المدن الالمانية. ويعتقد الباحثون ان سبب قصور البنكرياس عند الاتراك قد يكون التهابا مزمنا في البنكرياس نجم عن تغير الغذاء وعاداته في المانيا او قصور وظيفي في عمل البنكرياس ناجم عن التأثير المدمر للغذاء الالماني على الخلايا الفارزة للهرمونات والانزيمات في البنكرياس. وكانت نسبة مرضى السكري موضع بحث الدراسة من جديد فتوصل أطباء جيسن الى ان نسبة السكري بين الأتراك المقيمين في المانيا ترتفع الى 13.5% بالمقارنة مع نسبة 6 ـ 8% فقط بين الالمان. ولا تتوفر حتى الآن دراسات مماثلة عن نسبة السكري ووظائف البنكرياس بين الأقليات السكانية الاخرى في المانيا مثل العرب واليونانيين والسلافيين، الا ان المعتقد هو ان نتائج هذه الأبحاث لن تختلف عن نتائجها بين الأتراك خصوصا اذا كانت عوامل التغذية والوضع النفسي والاجتماعي هي مسببات ظاهرة ارتفاع نسبة مرض السكري بين المغتربين.
=