علماء يحددون مورثة جديدة مسببة للسرطان

TT

في واحدة من اولى الفوائد التي تتحقق من خريطة المورثات (الاطلس الوراثي) البشرية، حدد علماء بريطانيون مورثة تعد من اسباب حدوث اكثر انواع سرطان الجلد فتكا، واكتشفوا ان مورثة تعتبر من العوامل المسيطرة على نمو الخلية، تحور (توجد على شكل مشوه) في نحو 70 في المئة من الاورام السوداء (الاورام القتامية) السرطانية وانواع سرطان الجلد التي اصابت اكثر من 60 الفا في بريطانيا والولايات المتحدة.

وقال الدكتور اندي فوتريال الرئيس المشترك لمشروع الخريطة البشرية السرطانية في معهد سانجر بالقرب من كيمبريدج «هذا الاكتشاف مهم لانه يبرز التركيبة الوراثية للاورام السوداء، ولكن ايضا لانه يفتح نافذة نأمل استغلالها في احتمال تطوير علاج جديد».وهذا الاكتشاف الذي نشرته دورية نيتشر في موقعها على الانترنت هو اولى ثمار مشروع خريطة المورثات السرطانية التي تبناها صندوق «ويلكام تراست»، وهي اكبر دراسة في العالم للمورثات التي تسبب السرطان. وتشبه المورثة «بي/راف» في تركيبتها، المورثة «ايه.بي.ال» المسببة للسرطان. وتحورات (تشوهات) من «ايه.بي.ال» موجودة في الكثير من انواع سرطان الدم (اللوكيميا). وقد سجل دواء يثبط وظيفة بروتين «ايه.بي.ال» نجاحا في علاج لوكيميا النخاع المزمن. وقال مايك ستراتون مدير مركز سانجر «نحن متأكدون للغاية من هذا لان «بي/راف» و«ايه.بي.ال» جزء من نفس اسرة البروتينات. لديهما نفس الوظيفة البيولوجية... اذا وجدنا جزيئا يثبط النشاط في «ايه.بي.ال»، فان من المحتمل للغاية ان نجد جزيئا يثبط النشاط في «بي/راف».

الا انه اكد انه بالرغم من ان العلماء في كيمبريدج بدأوا بالفعل البحث عن الجزيئات الصغيرة لتثبيط نشاط «بي/راف» الا ان هذا الاكتشاف لا يتيح الا مجالا للبحث وليس علاجا نهائيا. واضاف ستراتون «لا بد ان يصاحب تفاؤلنا قدر من الحذر... ان السرطانات وحوش مراوغة.. لا يمكن التكهن بها ولا تستجيب دائما بنفس الطريقة التي نتوقعها».