كثافة المباني والانهيارات الأرضية تتركز في وسط وشرق السعودية

المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية لـ«الشرق الأوسط»: يجب تخفيف كثافة المباني في مناطق الانهيارات * الردم والتمديد والدك والحقن طرق مجدية لمعالجة الهبوط الأرضي

TT

شدد خبير في مجال الموارد الطبيعية والبيئة في السعودية على وجوب تجنب المناطق ذات احتمال حدوث انهيارات ارضية فيها، وأكد على ضرورة تخفيف كثافة المباني في تلك الاماكن واجراء دراسة تصميم التراكيب الجيولوجية التي تقلل من الانهيار او وضع قواعد المباني والمنشآت على طبقة صخرية صلبة لتفادي احتمال حدوث الانهيار والعمل على تنظيم وترشيد استنزاف المياه الجوفية ووضع الآبار على مسافات كافية من المباني والمناطق المأهولة زراعياً واجتماعياً للتقليل من مخاطر حدوث الانهيار.

واوضح الدكتور عبد العزيز بن محمد السويلم المشرف العام على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية انه في السنوات الاخيرة حدث في السعودية ما يسمى بالانخفاس وهو نوع من الانهيارات الارضية تحدث نتيجة ذوبان بعض الصخور الجيرية بفعل استنزاف المياه الجوفية او استخراج النفط في مناطق الكارست. وهذا النوع من المخاطر يسبب اضرارا بالاملاك والمجمعات المأهولة، مشيراً الى ان حقول الكارست تعتبر نوعاً من الطوبغرافية التي تتشكل من ذوبان صخور الحجر الجيري والدلوميت والرخام والجبس والانهيدريت والهاليت وصخور اخرى بفعل المياه الجوفية. وتتكون حقول الكارست من الاذابة الكيميائية للصخور السابقة حيث ترشح المياه خلال الصدوع العميقة مكونة شقوقاً ومن ثم تتوسع تدريجياً حتى تكون كهوفاً قريبة من سطح الارض، وتوجد حقول الكارست ذات الصفة الخاصة في وسط المملكة العربية السعودية وشرقها ممثلة في تكوينات السلي وام رضمة والروس والدمام ومتكون الدام. * التنبؤ بالانهيار الارضي

* وحيث يوجد هناك خطر كامن للانهيارات الناتجة عن استنزاف المياه الجوفية في منطقة حقول كارست فمن الضروري التنبؤ بذلك خلال مراحل التخطيط ويجب اتخاذ اجراء شامل للحد من استنزاف المياه الجوفية لمنع مخاطر الانهيارات الارضية او التقليل من حدتها للمحافظة على اقتصادية المنطقة والمجتمع والبيئة. وحول اجراءات التنبوء بالانهيار اوضح الدكتور السويلم ان ذلك يتم من خلال التنبوء النوعي والكيفي عن طريق: التحاليل الاساسية الجيولوجية، وعمل فحص في موقع الانهيار الارضي، وبعد ذلك نستنتج التنبوء الكيفي والتنبؤ الكمي او شبه الكمي عن طريق التحاليل الاساسية الجيولوجية، وعمل فحص لموقع الانهيار الارضي، وعمل تحليل احصائي تركيبي حسب معادلة تجريبية، وعمل الحسابات، بعد ذلك نستنتج التنبؤ الكمي.

* معالجة الانهيار الارضي

* واشار المشرف على معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الى انه عند حدوث الانهيار الارضي فانه من الضروري وفوراً اخذ الاحتياطات المناسبة وكشف مسببات الانهيار ومدى امكانية توسعه والعوامل الاخرى مثل الماء والتربة وفوهة الهبوط الارضي المتصلة بالانهيار لردمه او التقليل في جريان المياه الجوفية لضمان تماسك الفوهة. ويمكن معالجة الهبوط الارضي بعدة طرق محددة منها الردم، فعندما يصل الانهيار الى صخور القاع فعندها يتم اولاً ردمه بقوالب حجرية اسمنتية (البلك) او المخلفات او الرمل بشكل راشح مقلوب على قاع الحفرة، كما يمكن اعادة التعبئة بتفجير صخور القاع ثم طمرها بمواد طينية ودكها لتقوية هذه التعبئة، كما تخلط المواد السابقة مع خلطة اسمنتية للتأكد من ردم الهبوط الناتج عن انهيار ارضي، وفي حالة ظهور القاع فيمكن ردم الفوهة بمواد طينية فقط. واضاف ان الطريقة الاخرى لمعالجة الهبوط الارضي تتم عن طريق التمديد وهذه الطريقة جيدة للانهيارات الكبيرة والعميقة او الكهوف غير سهلة الردم، ويتم ذلك بنقل الاحمال الموجودة فوق فوهة الهبوط الى تربة او صخور متماسكة. ويتم ربط اجزاء من التربة والصخور موثوق بثباتها وتحملها فوق الفوهة بواسطة حزم مقوسة من الخرسانة المسلحة او الجسور، والثالثة عن طريق الدك المقوى، وتتضمن هذه الطريقة استخدام مطرقة بطاقة من 10 الى 40 طنا حمولة دك بارتفاع 10 الى 40 مترا يتم اسقاطها على الحفرة بقوة اصطدام يصل من 6 الى 80 طنا في المتر على التربة، ويمكنها ان تضغط طبقات التربة وتعزز من تماسك وصلابة القاعدة. ويمكن الاستفادة منها في الاستدلال على مواقع الضعف والكهوف الترابية، اما الطريقة الرابعة لمعالجة الهبوط الارضي فتتم عن طريق الحقن بالاسمنت او الطين حيث تستخدم خلطات اسمنتية يضاف اليها سيليكات الصوديوم لحقن طبقات التربة المنهارة. وهذه الطريقة تستخدم في تدعيم متانة وتماسك طبقات التربة والكهوف وقواعد المنشآت والمباني.