السعودية: 5 محطات لرصد سرعة تحرك القشرة الأرضية للجزيرة العربية نحو أفريقيا

استخدام الموجات الصوتية الزلزالية للبحث عن مواقع النفط والمعادن والمياه

TT

شرعت السعودية في رصد قياس سرعة تحرك القشرة الأرضية لشبه الجزيرة العربية نحو قارة أفريقيا، ضمن مشروع تقني ضخم لضبط حساب زمن دورات الأرض حول نفسها. والمتعارف عليه لدى العلماء والباحثين ان الجزيرة العربية تتحرك عكس اتجاه عقارب الساعة. وسوف يحسب تباعد البحر الأحمر عن افريقيا، حيث اتضح ان اتساع هذا التباعد يقع جنوب البحر الأحمر أكثر من جهة الشمال وبسرعة أكبر.

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» كشف الدكتور طارق الخليفة، المشرف على معهد أبحاث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ان المدينة اقامت لهذا الغرض 5 محطات رصد مرتبطة بتقنية التحديد الشامل للمواقع GPS في كل من الرياض (وسط السعودية) والظهران في المنطقة الشرقية، وحالة عمار في منطقة تبوك في الشمال الغربي والنماص في الجنوب السعودي وفي جدة في الغرب.

وأوضح د.الخليفة ان هذه المحطات دائمة التشغيل وتعمل على مدار 24 ساعة لرصد هذا التحرك، ونقل المعلومات الى المعهد. ومن خلال هذه المعلومات يمكن التعرف على تحركات القشرة الأرضية بين هذه المحطات سواء تباعداً أو تقارباً، مشيراً الى أن هذه التحركات يمكن قياسها بدقة تصل بين 3 الى 5 ملليمترات في الاتجاه الأفقي و7 الى 10 ملليمترات في الاتجاه العمودي.

* محطات زلزالية رقمية

* من جانب آخر ذكر د.الخليفة بأن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لديها 30 محطة رقمية عالية الدقة لرصد الزلازل موزعة على مناطق عديدة بالسعودية وذلك لتسجيل النشاط الزلزالي المحلي والإقليمي والتبليغ عنها للجهات المعنية. وأغلب محطات الرصد تم تجهيزها في الشمالي الغربي، والجنوبي الغربي من البلاد باعتبارها مناطق نشطة زلزالياً، وترتبط هذه المحطات بدوائر هاتفية خاصة وتتوفر تجهيزاتها بمركز الاستقبال والتحليل المعلوماتي بالمعهد، مشدداً على أن السعودية تعتبر أقل الدول تعرضاً للهزات الأرضية. وحول أبحاث ومشاريع الجيوفيزياء التطبيقية أوضح د.الخليفة أنها تهدف وبشكل أساسي إلى تطوير أساليب الاستكشاف الجيوفيزيائي باستخدام التقنية الحديثة بواسطة تحليل الموجات الصوتية الزلزالية (التحليل السزمي)، للحصول على معلومات دقيقة عن أماكن توفر المعادن والمياه والنفط. والتحليل السزمي له تطبيقات مباشرة في دراسة المخزون البترولي واستكشاف البترول ودراسة المياه بصورة أكثر شمولية. حيث يعتبر مركز تحليل الموجات الصوتية Center for Acousticwaveimaging في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الوحيد من نوعه في السعودية.

* أبحاث علمية وتنموية

* ولدى المعهد عدة أمثلة لاستخدام هذه التقنية فهناك مثلاً صورة تظهر بعض المعلومات لتكوين الأرض في البحر الأحمر، وهذه الصورة بالأخص ناتجة عن جلب موجات زلزالية على خط قريب لمحاذاة الساحل، ويتضح فيها قاع البحر الأحمر على عمق ما بين 70 متراً من الجهة اليسرى إلى 140 متراً في الجهة اليمنى. وتتوفر الرسوبيات المائلة تحت القاع عند أعماق تفوق كيلومترين وفي هذا الجزء الرسوبي غالباً ما يتعرف الباحثون على النفط عند وجود حقول البترول، التي تتكون لخفة البترول في طبقات محدودة إلى أعلى بوعاء مقلوب. وبعد دراسة مكثفة لظاهرة الوعاء المقلوب يقرر المحلل الزلزالي إن كان من الأفضل الحفر أم لا، والشيء نفسه ينطبق على حالات دراسة المياه بالشمولية المطلوبة، وفي هذا الاطار يعتمد المعهد على أجهزة كومبيوترية متطورة قادرة على تحمل حجم كبير من المعلومات الزلزالية.

وبين الدكتور طارق الخليفة أن المعهد يجري بحوثاً تطبيقية في مجالات الفلك والجيوفيزياء والاستفادة منهما بما يخدم التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية ويلائم الخصوصية الاجتماعية والثقافية للمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن من نشاطات المعهد برنامج مراصد الأهلة الذي يتم خلاله انجاز الابحاث والرصد للأهلة، إضافة إلى جهود العمل المستمرة منذ فترة حول مشروع دراسة الظواهر الفلكية المختلفة من خلال المراصد المتوفرة لحساب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مثل مرصد البيروني بمنطقة مكة المكرمة من نوع Meade LX وابن يونس بمنطقة تبوك ـ حالة عمار Meade LX والصوفي بمنطقة تبوك ـ الوجه Celestron والبتاني بمنطقة حائل قرب الشقيق Zeiss. وتم تجهيز جميع المراصد بمناظير فلكية متنوعة يتم تشغيلها بالكومبيوتر مع قباب لحماية هذه المناظير، إضافة إلى توفر عدد من التلسكوبات المتنقلة في القسم وذلك لتفادي بعض المشاكل والعوائق المتعلقة بالظروف الجوية للمراصد الثابتة.

كذلك يتوفر في القسم العديد من أجهزة التصوير الفلكي ذات التقنية العالية. ويندرج في برنامج رصد الأهلة مشروع تطوير وتشغيل مراصد أهلة متنقلة. وأهم أهداف هذا القسم هو تحري رؤية الأهلة بواسطة المناظير الفلكية (التلسكوبات) وتحديد أوائل الشهور العربية بأساليب وتجهيزات علمية متقدمة واجراء البحوث الفلكية ورصد الكواكب والنجوم. وذكر د.الخليفة أنه تم تجهيز مراصد بالخدمات الأساسية الأخرى كالمولدات الكهربائية ونحو ذلك، وكان آخرها المبنى الخاص بمرصد الأهلة بمكة المكرمة. وأشار إلى أن منجزات هذا القسم من أبحاث ومشاريع تركزت على عدة نقاط وهي : دراسة العلاقة بين زاوية الهلال وعدد أيام الشهر القمري، ومشروع دراسات فلكية لتحديد أوقات الصلاة، ومشروع تحديد اتجاه القبلة لأكثر من 240 مدينة وقرية في السعودية بطلب من وزارة الشؤون الإسلامية مع إعداد دورة تدريبية لمنسوبيها على الاجراءات التطبيقية لتحديد اتجاه القبلة. يشار الى أنه سبق أن أصدرت هيئة كبار العلماء فتوى على أن الرؤية من خلال المنظار الفلكي (التلسكوب) تعتبر رؤية شرعية، وقد تم تشكيل فريق علمي من معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء ومعهد بحوث الحاسب والالكترونيات لاعداد تقويم أم القرى على إحداثيات مكة المكرمة ابتداء من عام 1420 هـ، وكذلك إعداد التقويم المقارن للأعوام من 1420 هـ حتى عام 1450 هـ. وتتم طباعته في وزارة المالية، وتم وضع التقويم على موقع المدينة في الإنترنت لجميع المناطق بالسعودية تحت مسمى تقويم أم القرى wwwkacstedusa =