الإقلاع عن التدخين وتقدم التشخيص والعلاج يحققان انخفاضا ملموسا لوفيات السرطان في بريطانيا

TT

لندن ـ رويترز: قال علماء الاربعاء ان بريطانيا سجلت اعلى نسبة انخفاض في العالم في حالات الوفاة المبكرة بسبب سرطان الرئة والثدي في العقود الاخيرة بفضل تقدم وسائل التشخيص والعلاج واقلاع اعداد متزايدة عن التدخين. وقبل 25 عاما كان التبغ يسبب اكثر من نصف حالات الوفاة بسبب السرطان لدى الرجال دون سن 70 عاما ونسبة متزايدة بين النساء, الا ان احدث الاحصاءات تشير الى ان حالات الوفاة نتيجة التدخين انخفضت بالنصف لدى الرجال. وبالنسبة للنساء فان العدد اصبح نصف ما كان من الممكن ان يكون عليه لو واصلت المدخنات في السبعينات التدخين.

وقال السير ريتشارد بيتو من مركز بحوث السرطان الخيري في بريطانيا امام مؤتمر صحافي «لدينا اكبر انخفاض في حالات الوفاة الناجمة عن سرطان الرئة ولدينا اكبر انخفاض في حالات الوفاة بسبب سرطان الثدي». وكان في بريطانيا اكبر معدلات وفاة نتيجة الاصابة بالسرطان خلال الخمسينات ولكن في التسعينات انخفضت حالات الوفاة المبكرة من السرطان بواقع الخمس وهو اكبر انخفاض في اي وقت بالقرن الماضي.

واضاف بيتو ان «من اسباب ذلك تقدم التشخيص والعلاج وكذلك الحال في سرطان الثدي. ولكن السبب الرئيسي في الانخفاض هو الاقلاع عن التدخين. نصف الذين يواصلون التدخين سيتوفون في نهاية الامر نتيجة هذه العادة».

وذكر السير ريتشارد دول خبير علم الاوبئة الذي كان اول من ربط بين التدخين وسرطان الرئة، ان بريطانيا نجحت بصورة كبيرة في اقناع الناس بالاقلاع عن التدخين. واردف قائلا «نتيجة لذلك انخفض بسرعة معدل الوفاة بسبب سرطان الرئة اكثر من اي مكان اخر في العالم». والى جانب تسبب التدخين في 90 في المائة من حالات الاصابة بسرطان الرئة فهو يساهم ايضا في انواع السرطان التي تصيب المعدة والكبد والكلى وعنق الرحم واحد انواع سرطان الدم (اللوكيميا).

وارتفع معدل الوفاة بسبب سرطان الثدي خلال القرن الماضي بسبب ارتفاع اعمار النساء وانجاب عدد اقل من الاطفال فالنساء اللاتي لديهن عدد اكبر من الاطفال يكن اقل عرضة للاصابة بالمرض. ولكن في التسعينات ادت وسائل الكشف المكبر عن الاورام في المرحلة التي يمكن فيها علاج المرض وتقدم وسائل العلاج، بما في ذلك العلاج الكيميائي وعقار التاموكسيفين، الى انخفاض معدل الوفاة لدى النساء 30 في المائة لتصل النسبة الى ما دون 70 في المائة وهو اكبر انخفاض في العالم. وكان بيتو قد ذكر في وقت سابق انه تم تلافي 20 الف حالة وفاة بسبب سرطان الثدي في بريطانيا و40 الف حالة في الولايات المتحدة في التسعينات بسبب ما طرأ على وسائل العلاج من تحسن. والاحصاءات التي قدمها دول وبيتو تغطي حتى عام 1999. ويعتقد بيتو ان معدلات الوفاة بسبب كل من سرطان الثدي والرئة ستواصل الانخفاض في العقود المقبلة.