طور عدد من الاختصاصيين في مركز الأبحاث والتطوير في ارامكو السعودية آلية جديدة ودقيقة لتحديد خصائص التكوينات في باطن الأرض، بهدف تعزيز وسائل التقييم غير المباشر التي تستخدمها الشركة عادة في عمليات دراسة المكامن، ومدى وفرة وتركيز المواد الهيدروكربونية في باطنها، ولمعرفة مدى الجدوى الاقتصادية من استخراج هذه المواد من المكامن موضع الدراسة. وتعرف هذه العملية الجديدة التي توصل اليها عدد من الجيولوجيين في الشركة بعملية اختبار درجة انتاجية الزيت بالتكسير الحراري. وقد حصلت هذه العملية على براءة اختراع من الولايات المتحدة الاميركية في عام 1999، وتخضع الى تحسين في عمليات اختبار درجة التشبع بالماء في احد التكوينات، وقد وفرت عملية اختبار درجة انتاجية الزيت على الشركة مبالغ كبيرة، اذ يتم في هذه العملية طحن قطع الصخر التي يتم الحصول عليها من البئر لتصبح مسحوقاً ثم يعرض هذا المسحوق لدرجة حرارة تتراوح ما بين 180 درجة فهرنهايت الى 600 درجة فهرنهايت، وعندما تبدأ عملية التسخين يبدأ الانتاج النسبي للمواد الهيدروكربونية بالظهور تحت درجة الحرارة المنخفضة والمواد الهيدروكربونية الثقيلة.
ويقول احد الجيولوجيين المطورين لهذه الآلية ان العديد من المختصين حاولوا ايجاد وسائل لتحليل قطع الصخر لكنهم لم يكتشفوا ابداً وسيلة من خلال بياناتهم لتصور انواع المواد الهيدروكربونية الموجودة وبأي تركيز وفي اي جزء من التكوين الصخري. وقد قطعت عملية درجة انتاجية الزيت بالتكسير الحراري شوطاً طويلاً في تحقيق هذه النتائج. وتعمل ارامكو السعودية مع احدى الشركات الصناعية لتصميم وصناعة ماكينة خاصة لإجراء ذلك الاختبار وترخيصه تجارياً، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تسوق فيها ارامكو السعودية ممتلكاتها الفكرية، ولم توجد آليات في السابق لمتابعة هذا الهدف حيث وافقت الشركة منذ عام 2000 على خطة عامة جديدة تتعلق بتطبيق افكارها المحلية تجارياً.
من جانب آخر وبمناسبة البدء في اطلاق حملة الابتكار نظمت دائرة اعمال الزيت بمنطقة الأعمال الجنوبية في شدقم، معرضاً تم فيه عرض العديد من الابتكارات لبعض العاملين في قسم خدمات الآبار بحقل الغوار الشمالي. وكانت تلك الابتكارات عبارة عن منصة ابار متحركة وأداة لفك اغطية الآبار وصنع اداة منع السريان العكسي وصمام كبح قابل للاسترداد من جوف البئر. وقد قام النائب الأعلى للرئيس للتنقيب عبد الله سيف السيف وعدد من المسؤولين في الشركة بزيارة المعرض حيث أبدى اعجابه بما شاهد من جهود متميزة في الوصول الى هذه الابتكارات مشدداً على ان الابتكارات لصيقة بالانسان منذ البداية، واننا بحاجة لتشجيع الافكار الابتكارية وادخالها حيز التطبيق.
يذكر ان ارامكو السعودية نظمت اخيراً المنتدى الاعلامي السنوي الثالث، حيث قدمت واحدا من البرامج المهمة الذي يركز على روح الابتكار ويعرف نظام ادارة الافكار بأنه نظام مبتكر للتجميع المادي والتخزين الالكتروني لكل فكرة ابداعية واعدة، وتتيح عملية ادارة الابتكار في الموقع الفرصة لأي موظف في أي درجة وظيفية تقديم الافكار التي يعتقد أنها ستضيف قيمة لأعمال الشركة.