تشخيص شامل للحياة الطبيعية في 3 محميات مصرية تستقبل الطيور المهاجرة

التنمية العشوائية والتمدن والسياحة والتلوث أهم الأخطار التي تهدد الثروة البيولوجية

TT

أنهى مشروع «صون الأراضي الرطبة والمناطق الساحلية في حوض البحر المتوسط (Med West Coast) tفي مصر، التشخيص الحقلي لـ3 محميات طبيعية في الساحل الشمالي المصري, وهي محميات العميد والزرانيق والبرلس. وتم تعريف وتوصيف وحصر علمي لجميع أنواع النباتات والحيوانات والكائنات الحية, ومواصفاتها, واعدادها, وابراز أهميتها, وبيان درجة تهددها بالانقراض، وكذلك رصد البيئة الطبيعية وآثار الأنشطة السلبية عليها، وذلك بهدف وضع خطة ادارة سليمة لهذه المحميات.

ويقول رئيس المشروع الدكتور عصام البدري لـ«الشرق الاوسط» ان مشروع صون الاراضي الرطبة والمناطق الساحلية في حوض البحر الابيض المتوسط ممول من مرفق البيئة العالمي (GEE)Eوتشارك فيه كل من مصر وألبانيا وتونس والمغرب ولبنان والسلطة الفلسطينية. وهو يهدف الى حماية شواطئ البحر الابيض المتوسط التي يبلغ طولها 26 ألف كيلومترا, وتعتبر مناطق ثرية من حيث التنوع البيولوجي، إذ يوجد بها 50 في المائة من أصل 25 ألف نوع نباتي معروفة، وهي تنمو حصريا في المنطقة وبها أكثر من 50 نوعا مهددا بالانقراض.

* طيور مهاجرة

* وتمثل هذه المنطقة في مصر منطقة مهمة جدا باعتبارها محطة رئيسية في طريق الطيور المهاجرة لانها تتوسط الطريق من والى قارتي افريقيا وأوروبا، كما تفصل بين البحر المتوسط وصحراء افريقيا. واشار د. البدري الى ان أهم الاخطار التي تهدد الثروة البيولوجية في المناطق الرطبة والأنظمة الايكولوجية الساحلية, هي عمليات التنمية العشوائية والتمدن وزيادة السياحة والتلوث والاسراف في استغلال الموارد. وأكد ان قلب المشروع في مصر يتكون من محميات ثلاث هي: الزرانيق في شمال سيناء، والبرلس في الدلتا، والعميد في منطقة مطروح بالساحل الشمالي.

يذكر ان التشخيص الحقلي لمحمية مطروح «العميد» قد كشف انها تتميز بأعلى نسبة أمطار في المنطقة مما يجعل أراضيها خصبة زراعيا, حيث يبلغ متوسط الأمطار بها في اكتوبر(تشرين الاول) حوالي 140 ملليمترا وفي فبراير(شباط) يصل الى 170 ملليمترا, وتتراوح درجة الحرارة فيها بين 12.4 درجة مئوية في يناير(كانون الثاني) و26 درجة في اغسطس(آب), بينما تتغير الرطوبة بين 61 بالمائة في اكتوبر و72 بالمائة في اغسطس. وتتراوح سرعة رياحها الشمالية بين 10 كيلومترات في الساعة في شهر اكتوبر و17 كيلو مترا في مارس (آذار)، وتعتبر ملاذا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض سواء من النباتات أو الحشرات أو الثدييات كالجربوع والغزال أو الزواحف كالسلحفاة المصرية وسقفور جلد النمر.

الاهم من ذلك ان المنطقة تستقبل الطيور المهاجرة من شتى الأنواع في الخريف ومنها طيور المنطقة والمهددة بالانقراض: مرعة الغلة وعقاب سعفاء الكبرى والعقاب الملكي. وبصفة عامة تحوي محمية العميد 217 نوعا منها 3 أنواع محلية و14 نوعا مهددة بالانقراض. واكد د. البدري ان الاخطار التي تم رصدها بهذه المحمية تتلخص في ردم المناطق الساحلية من أجل انشاء المصايف والقرى السياحية وشق الطرق وجمع النباتات والاعشاب الخشبية للاستعمال في العطارة أو كوقود للطهو وتلوث البيئة بالمبيدات الحشرية والفضلات, واستقدام انواع غريبة على المنطقة كالقطط والكلاب, وان خطة الحماية تعتمد على الحد من صيد الطيور الجارحة ومنع صيد السمان بالمحمية، والتنسيق مع الجهات المختلفة وتزويد الأهالي بأجهزة الطهو للاستغناء عن استعمال الأخشاب كوقود واجراء المزيد من الدراسات عن الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض في المحمية أو خارجها.

* أنواع مهددة

* ويوضح رئيس المشروع ان عمليات التشخيص الحقلي اجريت كذلك على محميتي الزرانيق والبرلس وكشفت ان محمية الزرانيق بشمال سيناء يعيش بها أكثر من 270 نوعا من الطيور المهاجرة معظمها من الطيور المائية, بينما يصل عدد الطيور المقيمة الى 8 أنواع فقط. كما تم رصد العديد من الطيور المهددة دوليا بالانقراض مثل مرعة الغلة وأبو اليسر اسود الجناح والشرشير المخطط والزرقاوي الاحمر والمرزة البغشاء وصقر الجراد والعقاب الملكي، كما تم رصد العديد من الانواع النادرة الأخرى مثل نباتات ألدا والبوصيل والهيميرا والمزرور والمليح والقلآم، وأنواع محلية مثل الرطريط المصري وأنواع مهددة من الثدييات والزواحف كثعلب المنك وقط الرمال والسلحفاة المصرية والورل الصحراوي والترسة وبوجه عام تحتوي المحمية على أكثر من 770 نوعا منها 54 نوعا مهددا بالانقراض، وتعتمد خطة الحماية على ترويج السياحة البيئية وحظر صيد الطيور ووضع نشاط مصنع الملح رهن السيطرة وتحديد بعض المواقع ذات الغطاء النباتي العالي وتنظيم الرعي.

أما بالنسبة لمحمية البرلس فقد كشف التشخيص الحقلي ان هذه البحيرة تمثل بيئة ومسكناً لاجمالي 779 نوعا نباتيا وحيوانيا منهاوأنواع محلية و20 نوعا مهددة بالانقراض مثل عرسة حشرات ملاور وطائر مرعة الغلة والترسة الخضراء، مشيرا الى ان هذه المحمية غنية بالانظمة البيئية المختلفة الهامة للتنوع البيولوجي ومن أهمها: الشاطئ الرملي الذي يسكنه 13 نوعا من الثدييات والعديد من الزواحف واللافقاريات، ثم الجزر خاصة كجزيرتي الكوم الاخضر والدشيمي وبهما 89 نوعا نباتيا والكثير من أنواع الطيور والثدييات والزواحف ثم اللسان الرملي: ويحتوي على نظامين بيئيين شديدي الحساسية والأهمية لاحتوائهما على العديد من الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى سواحل المتوسط وهما الكثبان الرملية والملاحات.

وتحتوي الكثبان الرملية على 45 نوعا نباتيا و6 أنواع ثدييات، أما الملاحات فتحتوي على 51 نوعا نباتيا و8 أنواع ثدييات وتعتبر مأوى لنوعين من أنواع الطيور المحلية، هما العُنبرة قصيرة الأصابع وأبو فصادة المصري وأخيرا بيئة البوص وهي بيئة مهمة للتزاوج لحوالي 15 نوعا من الطيور منها 3 أنواع مهاجرة.

ويؤكد د. البدري ان المشروع في مصر يشرف عليه برنامج الأمم المتحدة الانمائي وتشارك فرنسا في تمويله مع مصر وتتابع المشروع محطة الاحياء البيولوجية الفرنسية وهيئة حماية الطبيعة الفرنسية حيث يشارك الجانب الفرنسي بمبلغ 2.8 مليون دولار والحكومة المصرية من خلال جهاز شؤون البيئة تساهم بـ1.5 مليون جنيه نقدا و1.7 مليون جنيه في صورة مكونات عينية وينتهي المشروع عام 2005 .