سماعات لاسلكية لاستقبال الأخبار والعروض الموسيقية في كل أنحاء المنزل

تتيح الاستماع في الحديقة لبرنامج تلفزيوني من غرفة الجلوس وتمتع عشاق النغم بموسيقى تنطلق من الكومبيوتر

TT

أثرت التكنولوجيا دائما على الزواج بطرق مذهلة. وان كانت التطويرات المبكرة، مثل الغسالة والميكروويف واجهزة قص العشب الكهربائية، قد قامت بتقريب الزوجين وزيادة فرصة تمتعهما باقتصادها في الوقت، فان الابتكارات الحديثة خلقت اثرا معاكسا، إذ نمت العزلة وأحيانا الخلاف حول جهاز التحكم عن بعد ببرامج التلفزيون مثلا، او جهاز الاستماع لملفات الموسيقى MP3، او تصفح مواقع الرياضة على الإنترنت.

وكانت التكنولوجيا احيانا سيفا ذو حدين وفقا لساعات اليوم، إذ قد يستمتع الزوجان لدى الاستماع للموسيقى أو مشاهدة التلفزيون خلال ساعات المساء، ولكن الوضع يختلف إذا أراد أحدهما الاستماع، وكان الآخر يريد النوم.

* سماعات لاسلكية

* قد تكون السماعات اللاسلكية حلا تقنيا متقدما لهذه المعضلة، إذ حتى في الثمانينات كان يمكن لأي شخص أن يشتري طقم سماعات ومرسلة، ليستطيع الاستماع الى الموسيقى أو مشاهدة التلفزيون عبر الغرفة بفضل إشارة الأشعة تحت الحمراء اللاسلكية. ولكن من مساوئ هذه الأشعة انه يجب أن يكون هناك خط رؤية مباشر للمرسل ولذلك إذا مر أحد امام التلفزيون خلال لحظة حاسمة، فقد يتقطع الصوت.

ولكن السماعات اللاسلكية الحديثة، تعتمد على إشارات الراديو مثل الهواتف اللاسلكية. وتأتي كل سماعة مع قاعدة يتم وصلها بالتلفزيون أو جهاز تشغيل الأقراص المدمجة أو جهاز عرض الفيديو الرقمي أو حتى الكومبيوتر.

* مزايا عالية

* ويشيد منتجو هذه السماعات بخصائصها، حيث يصفون المتعة التي تنتظرك، فلا يوجد هناك سلك ليحد من حركتك. وبفضل نطاق هذه الأجهزة يمكنك الاستماع لجهاز من غرفة الجلوس بينما تعمل في الحديقة. ويمكن لهاوي ملفات موسيقى MP3 أن يستمع للموسيقى من الكومبيوتر وهو يقوم بالأعمال المنزلية. ولا توجد ضرورة لرفع الصوت لأعلى مستواه لمصلحة أحد أعضاء العائلة الثقيل السمع. ويمكن لسكان الشقق أن يرفعوا الصوت بالليل دون إثارة غضب جيرانهم.

تعتبر السماعات اللاسلكية هذه حلا لشتى الصعوبات الاجتماعية، ولكن ذلك صحيح عندما تعمل بشكل صحيح. المشكلة أن هذه السماعات اللاسلكية حساسة جدا لأي نوع من التداخل. وفي العديد من الفحوصات تبين انه يجب أن تكون المرسلة موجهة باتجاه معين ومحدد. ويتطلب بعضها التجهيز يدويا وهو أمر محبط لأنه يتطلب دقة في الحركة والكثير من الصبر. ومع أن بعضها مجهز بزر للبحث التلقائي للحصول على قناة نقية، الا ان هذا لا ينجح دائما وبالتالي لا يمكن الاستفادة من الميزات الأخرى. ومن هذه السماعات الحديثة سماعات شركة «سوني» التي تضم الكثير من الميزات الرائعة مثل البحث التلقائي عن القنوات وعملية شحن للبطاريات متى ما وضعت السماعات على قاعدتها. ولكن حتى هذه السماعات قد لا توفر اشارة نقية خالية من التداخل. ويزعم معظم المنتجين أن للسماعات مدى لحد 300 قدم ولكن معظم هذه السماعات تفقد الإشارة على بعد 50 قدما. ويمكن الحصول على مدى 300 قدم إن كنت تسكن بالصحراء ولا يوجد أي شيء يأتي بينك وبين القاعدة.

ومعظم السماعات ترسل على موجة 900 ميغاهيرتز وهي نفس الموجة التي تستخدمها الهواتف اللاسلكية. ولكن سماعة «أمفوني 1000» تستخدم موجة 2.4 غيغاهيرتز، والتي يدعي منافسيها أنها موجة عرضة أكثر للتدخل.

ولكن لم تتعرض هذه السماعات لأي من التداخل الذي أصاب السماعات الأخرى بفضل تكنولوجيا تصحيح الأخطاء والتي تضمن صوتا نقيا أو لاشيء. وبالرغم من مظهرها الجميل فلهذه السماعات ثلاثة مساوئ: انها تستخدم بطاريات صغيرة من قياس AAA، ولا تقوم القاعدة بشحنها، ومداها قصير جدا إذ تفقد الإشارة على بعد 40 قدما فقط من المرسلة. وإذا كنت بعيدا عن القاعدة فينقطع الصوت بصوت طرقة عالية مزعجة جدا.

ومن السماعات التي توفر نطاقا جيدا ومقاومة جيدة للتدخل تلك التي تصنعها شركة «سنهايزر». وتوفر هذه السماعات كل شيء من الصوت المحيط، وشاحن بطارية، وصوت نقي دون أي من المساوئ التي ذكرت سابقا. ولا يحتاج المستخدم أن يجهز السماعات وإذا احتاج أن يغير القناة فما عليه إلا أن ينقر زرا. وأخيرا، تنبيه: إن نجاح أو فشل أي من الأنواع لا يعني النجاح أو الفشل في كل مكان. فقد تضطر لإعادة السماعات إذا لم تعمل في منزلك. ويجب العلم أن هذه السماعات لا توفر نفس نقاوة الصوت التي توفرها السماعات السلكية. ولكن حتى لحين ان يتغلب المنتجون على كل هذه المعضلات فان الخوف من السماعات اللاسلكية لا يظل ينبع من تقنياتها بل من الشعور الانساني.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =