الحساسية الغذائية تحدد سلامة الأغذية المهندسة وراثيا

التحويرات الوراثية للمحاصيل قد تنتج بروتينات جديدة في سلالاتها المحسنة تقود إلى الحساسية

TT

اكدت دراسة علمية مصرية ان الحساسية تعد من أهم وابرز عوامل امان وسلامة الاغذية المهندسة وراثيا. واشارت الى انه بناء على تقييم الحساسية للاغذية المنتجة من نباتات معدلة وراثيا, يمكن الحكم على امان وسلامة هذه الاغذية الجديدة الناتجة عن استخدامات الهندسة الوراثية في تحوير النبات لتعديل صفات البذور أو الثمار التي يستهلكها الانسان.

ويقول استاذ علوم وتكنولوجيا الاغذية الدكتور محمد كمال لـ«الشرق الأوسط» ان الحساسية الغذائية تعني الاستجابات المناعية غير العادية لبعض المواد والتي توجد طبيعيا في الاغذية الشائعة المسببة للحساسية مثل الفول السوداني واللبن والاغذية البحرية. واشار الى ان تفاعلات الحساسية لدى الاشخاص تظهر على صورة اعراض تتراوح بين اعراض جلدية أو اعراض في القناة الهضمية أو حدوث صدمة فرط الحساسية التي تهدد الحياة، مؤكدا ان جميع الاغذية المسببة للحساسية تحتوي على بروتينات مسؤولة عن ذلك.

واضاف د. كمال انه ونظرا لان التحويرات الوراثية تتضمن ادخال مورثات جديدة في النبات المستقبل، فإن هذه المورثات قد ينتج عنها بروتينات جديدة في السلالة أو الصنف المحسن، وهو الامر الذي يتطلب ان تكون درجة الحساسية لهذه البروتينات الجديدة اساسا لدراسات تقييم درجة امان وسلامة هذه الاغذية المهندسة وراثيا.

ويذكر الباحث ان تقييم درجة امان وسلامة هذه الاغذية يجب ان يتناول دراسة مصدر المورثة الجديدة، ودرجة تتابع هذه الاغذية النباتية الجديدة من حيث حساسيتها وتأثرها بالمواد المسببة للحساسية المعروفة, ودراسة نوعية التفاعلات الكيميائية المناعية للبروتينات الجديدة مع الاجسام المضادة الموجودة في سيروم الدم للاشخاص ذوي الحساسية المعروفة للمصدر الذي اخذت منه المادة الجينية. ويضاف الى ذلك دراسة الخواص الفيزوكيميائية مثل الثبات الهضمي للبروتين الداخل، وتصنيف مصادر المادة الجينية الى مواد شائعة مسببة للحساسية ومواد اقل في تسببها لاحداث الحساسية ومواد غير معلوم درجة تسببها للحساسية. واوضح دز كمال ان هناك مجاميع غذائية تشمل البيض واللبن والسمك والقشريات والفول السوداني وفول الصويا والقمح كمواد شائعة مسببة للحساسية وان اكثر من 90% من الحساسية الغذائية ناتجة عنها، وانه يوجد اكثر من 165 مادة غذائية وصفت بأنها تسبب تفاعل الحساسية ولكن تصنف بأنها الاقل في احداث الحساسية.

الا ان العديد من المورثات التي استحدثت أو التي تستخدم لانتاج الاغذية المعادة توليف الحامض النووي «د. ن.أيه» لها، قد تم الحصول عليها من مصادر غير معروفة التاريخ من حيث حساسيتها كأغذية. واكد الباحث انه اذا كان المصدر يحتوي على مواد مسببة للحساسية فينبغي الا يغرب عن الذهن ان عملية تقييم الحساسية تختلف تبعا لطبيعة مصدر المادة الجينية المنقولة..

واوضح ان المادة الجينية التي يتم بها تعديل النباتات فيما يعرف بالهندسة الوراثية، اذا تم الحصول عليها من مصدر معروف مسبب للحساسية سواء كان شائعا ومعروفا كمسبب للحساسية أو كان اقل شيوعا كمسبب للحساسية وكان البروتين الداخل في الجزء الاول المأكول من الاغذية المعادة توليف الـ»د.ن.أيه»، فإنه يتحتم اعتبار البروتين في هذه الحالة مسببا للحساسية ما لم يثبت عكس ذلك.

ولذلك فان عامل الحساسية الغذائية يعد من العوامل الهامة المحددة لامان وسلامة الاغذية المهندسة وراثيا الى جانب سلامة المورثة ذاتها وفتح هذه المورثة والتأثيرات الاخرى غير المقصودة والتوازن الحقيقي وسلامة المادة الوراثية الداخلية والمورثة الناتجة والنبات الهضمي مؤكدا ان ما يتم الان من تطوير وراثي يمثل آخر مرحلة في الـ10 الاف سنة المتتابعة لمحاولة الانسان للتحسين الوراثي للاغذية.