الفنادق العالمية تتسابق في تركيب وصلات إنترنت سريعة وخدمات رقمية لاسلكية متكاملة

دمج الكومبيوترات وأجهزة عرض الأفلام والموسيقى الرقمية في جهاز موحد مع تلفزيونات بشاشات مسطحة

TT

على رجال الأعمال الذين ملوا حمل الكومبيوتر النقال أثناء سفرهم أن يأتوا إلى لندن ليروا مستقبلا أقل عبئا.

وفي كل أنحاء العالم واستجابة للطلب الشديد لتوفير التسهيلات المتقدمة تكنولوجيا التي يستمتع بها النزلاء في منازلهم أو مكاتبهم، تتسابق الفنادق في تركيب وصلات إنترنت فائقة السرعة وتقنيات البريد الإلكتروني وغيرها من الخدمات اللاسلكية والرقمية. على سبيل المثال توجد في كل غرفة في فندق ترايبيكا جراند في نيويورك، وصلة إنترنت فائقة السرعة ولوحة مفاتيح لاسلكية حتى يستطيع النزلاء تصفح الإنترنت وهم على السرير. وتحوي كل غرفة في فندق ساندي لين في باربادوس شاشة بلازما من «باناسونيك» بقياس 42 بوصة يستخدمها النزلاء لتصفح الإنترنت.

نفي فندق بلازا في نيويورك تم تجهيز كل غرفة بكومبيوتر، وبنهاية شهر يوليو (تموز) ستوفر كل الغرف في ممتلكات فنادق فيرمونت بما فيها البلازا وفندق فيرمونت سان فرانسيسكو وفندق فيرمونت دبي، وصلات إنترنت لاسلكية في مناطق عامة، مما سيتيح للنزلاء تفقد بريدهم الإلكتروني وهم يشربون المرطبات في الصالة مثلا.

* لندن تتقدم

* ويقول الخبراء في هذا الميدان أن عدة فنادق في لندن تقوم الآن باحتلال المركز الطليعي في هذه النزعة، حيت تتكامل كومبيوترات ووصلات إنترنت فائقة السرعة مع اجهزة عرض الأفلام والموسيقى الرقمية في جهاز موحد. ويتم دمج هذه الأجهزة مع تلفزيونات بشاشات مسطحة. وصممت هذه الأجهزة شركة «نيوس إنترأكتف» Neos Interactive وهي شركة بريطانية اشترت هذه التكنولوجيا من مجموعة علماء في كلية ترنتي في دبلن عام 1999. وهي تضم كومبيوترا وماسحة وطابعة وجهاز فاكس. وباستخدام لوحة مفاتيح لا سلكية يمكن للنزلاء أن يقرأوا بريدهم الإلكتروني وتصفح الإنترنت وتنزيل الأفلام والموسيقى الرقمية عند الطلب وحتى الاستماع لمحطات الراديو المحلية من كل أنحاء العالم.

وكا ن فندق لينزبورو أول فندق في لندن يركب هذه الأجهزة قبل سنتين في كل غرفه. والآن يقوم فندق الدورشستر بتركيب نفس الأجهزة في كل غرفه كجزء من برنامج صيانة شامل. وتقول ليزلي أشبلانت وهي مستشارة مع شركة «إيرنست أند يونغ» أنه أصبح من المعتاد أن تقوم الفنادق الفخمة بتوفير وصلات إنترنت فائقة السرعة وأفلام الفيديو عند الطلب، ولكن توفير كومبيوتر ودمج كل شيء في وحدة موحدة هو شيء مذهل.

* عروض حسب الطلب

* ولأن هذه الأجهزة مصنوعة حسب الطلب، فيمكن للفنادق أن تختار المكونات. ويقوم فندق الدورشستر مثلا بتركيب شاشات بلازما بقياس 42 بوصة في 90 غرفة وشاشات بقياس 28 بوصة في ما تبقى من الغرف. وستحتوي كل غرفة على كومبيوتر من «كومباك» مجهز بمعالج بنتيوم 4 وبرامج مايكروسوفت مثل «ورد» و«إكسل» و«باوربوينت». ولا يمكن الحصول على جهاز ترفيه ممتاز دون وصلة إنترنت فائقة السرعة، ولذلك يقوم فندق دورشستر بتركيب أسلاك الألياف البصرية لتوفير وصلة فائقة السرعة. وعوضا عن دفع مقابل إجراء مكالمة للدخول على الإنترنت يدفع النزلاء أجرة موحدة مقدارها 15 جنيها لمدة 24 ساعة.

ويستطيع رجال الأعمال الذين يحصلون على بضع دقائق من الراحة أن يختاروا من 60 فيلما بسعر 10 جنيهات للفيلم لمدة 24 ساعة. ويمكنهم أن يوقفوا أو يعيدوا أو يقدموا الفيلم حسب رغبتهم. ويمكن لهؤلاء الذين يريدون الاستماع للموسيقى أن ينزلوا لحد 5000 أغنية بسعر 3.5 جنيه لمدة 24 ساعة أو الاستماع لمحطات الراديو المحلية عبر الإنترنت.

ويقول روبرت برادفورد زوج المؤلفة بربارة برادفورد، الذي ينزل في دورشستر في لندن بشكل منتظم كلما يأتي من نيويورك، انه جرب الجهاز وقد أعجبه. ويضيف انه يسافر كثيرا بين كاليفورنيا وباريس لإجراء أعماله لشركة «جيمي» وهي شركة تنتج أفلاما نابعة عن الكتب التي تؤلفها زوجته وأنه لم ير مثل هذا الجهاز في فندق من قبل.

ولكن بعض رجال الأعمال الذين يسافرون كثيرا قالوا إنهم غير متأكدين إن كانوا سيستخدمون كل ميزات الجهاز، فمثلا يشكو بعضهم أن هذا الجهاز سيغني عن حاجتهم لحمل كومبيوتراتهم النقالة التي توفر ما يرغبون من شبكات شركاتهم وصناديق البريد الإلكتروني والوثائق المخزنة على الذاكرة الصلبة.

نيقول باري فري وهو المدير الإداري للدعاية الدولية لقناة هالمارك ان الأفلام والموسيقى ممتعة، ولكن نظرا لقلة الوقت التي يقضيها الشخص في غرفته، فان الأهمية تكمن في الحصول على رسائل البريد الإلكتروني بسرعة. ولكن العديد من التنفيذيين قالوا ان هذا الجهاز سيساعد على تسهيل أمورهم اثناء السفر.

ويقول جاي فايرستون وهو كبير التنفيذيين في شركة «فايروركس إنترتينمت» في كندا، أن الفنادق متخلفة في هذا المجال. ومن الأمور التي تزعجه الانتظار مدة طويلة بينما يحصل على رسائل البريد الإلكتروني خلال خطوط الهاتف العادية، وقلة فهم موظفي الفندق بأن العمل يستمر على مدار الساعة، إذ بينما كان ينزل في فندق في باريس تم توبيخه لأنه كان يعمل بعد منتصف الليل. ويضيف فايرستون انه يضطر أن يتخذ قرارات حول من يختار من ممثلي الشركة أثناء السفر بتنزيل الصور والاستعانة بالكومبيوتر النقال.