450 عملية قلب مفتوح خلال أقل من عام في اليمن

TT

حقق المركز التخصصي لامراض القلب التابع لمستشفى الثورة العام بصنعاء، نجاحا لافتا في علاج مختلف حالات الاصابة بامراض القلب، حيث تمكن مستعينا بفرق طبية عربية واجنبية من اجراء 450 عملية قلب مفتوح لمختلف الفئات العمرية، الى جانب مئات عمليات القسطرة العلاجية والتشخيصية، وذلك رغم كونه لم تمض على بداية عمله الحقيقية سوى سنة واحدة تقريبا.

واوضح الدكتور احمد لطف المترب، مدير عام مركز القلب، ان تدشين العمل في المركز بدأ عام 2000، لكن البداية الحقيقية للعمل بشكل منتظم بدأت في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2001. ومنذ ذلك التاريخ تم اجراء 450 عملية قلب مفتوح بمشاركة فرق طبية عربية واجنبية، كما تقوم فرق الاطباء اليمنيين العاملة بالمركز باجراء عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية، لتوسيع الصمام بالبالون والصمام الرئوي وتوسيع الشريانات التاجية، بواقع خمس عمليات توسيع صمام اسبوعيا، وثلاث عمليات توسيع شريان تاجي.

واشار الدكتور احمد المترب الى ان الانجاز الحقيقي للمركز خلال هذه الفترة الوجيزة من العمل، هو كسب واستعادة ثقة المريض اليمني في الاطباء والكوادر اليمنية التي ظلت مفقودة لفترة طويلة، على نحو بدا معه المركز غير قادر على استيعاب الاعداد الكبيرة والمتزايدة من مرضى القلب، بالنظر للنجاحات الملحوظة التي تحققت في مجال جراحة القلب، وفقا للنسب العالمية، على مستوى العمليات الجراحية والمضاعفات الناتجة عنها.

وقال د. المترب ان هذه النجاحات تعود بدرجة اساسية لدقة التشخيص الذي يقوم به المركز ووفرة الاجهزة والتقنيات الطبية طبقا لاحدث المنجزات التكنولوجية الى جانب خبرة الكوادر الطبية العربية والاجنبية التي ساهمت في اجراء هذه العمليات.

وتطرق في حديثه لـ «الشرق الأوسط» الى ان الصعوبات الحقيقية التي تواجه عمل المركز حاليا تتمثل في عدم قدرته على استيعاب الاعداد الهائلة والمتزايدة من المرضى في ضوء امكانياته الحالية، فهناك 1500 حالة تم تشخيصها من قبل المركز وينتظر اصحابها العلاج على نفقة الدولة باعتبارهم من الشرائح الفقيرة، رغم ان الرسوم التي يتقاضاها المركز تعد رمزية بالنظر للتكلفة العالية لعمليات جراحة القلب.

وحول الاسباب وراء انتشار معدلات امراض القلب في اليمن بصورة واضحة خلال السنوات الاخيرة، ذكر الدكتور المترب، ان الحمى الرئوية تعد احد ابرز الاسباب في اصابة الاطفال بامراض القلب، والتهابات الحلق، وهي امراض منتشرة في اليمن ولا تتم معالجتها بالطريقة المناسبة، اما ارتفاع نسبة هذه الامراض بين الكبار والشباب فترجع الى التغيير الواقع الذي طرأ على قيم واساليب الحياة، خاصة تبدل الانماط الغذائية والاسراف في التدخين وتعاطي القات، حيث ثبت ان القات يسبب احتشاد عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم، يضاف الى ذلك قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وزيادة التوتر العصبي بسبب ضغوط الحياة المعاصرة وتأخر تشخيص حالات الاصابة بامراض القلب.

وفي ما يتعلق بعلاقات مركز القلب بالمراكز المماثلة اشار الدكتور الى ان المركز تربطه علاقات جيدة بالمراكز في الدول العربية والاجنبية وفي الاردن ومصر والمانيا الاتحادية وايطاليا، فهناك فرق من بعض هذه الدول تزور اليمن بشكل دوري للمشاركة في مختلف العمليات خاصة الحالات المعقدة، مضيفا ان هناك ترتيبات لزيارة فرق طبية متخصصة في هذا المجال من السعودية وهولندا والهند ودولة الامارات العربية المتحدة. وقال ان خبرة اليمن في مجال جراحة القلب تعد محدودة وهي بحاجة لخبرات الآخرين.

ولفت الدكتور المترب الى ان مركز القلب فوق كونه مركز تشخيص علاجيا، فهو مركز تعليمي ايضا يقوم بتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال، حيث تم ابتعاث عدد من الكوادر الى الاردن ومصر وايطاليا والسعودية، كما يتبع المركز نظام التعليم الطبي المستمر، لمتابعة ومواكبة ما يستجد في مجال امراض وجراحة القلب.