مجهر ليزر لرصد أجزاء ونشاط الخلية الحية في المؤتمر الدولي لبيولوجيا الخلايا والجزيئات

TT

احتل موضوع انتاج واستخدام مجاهر الليزر الخاصة برصد اجزاء ونشاطات الخلية الحية قلب النقاشات التي بدأها علماء بيولوجيا الخلية والجزيئات في مدينة ينا الالمانية الذي اختتم اعماله اخيرا، فقد استعرض معهد التشريح ـ 2 التابع لجامعة ينا امام 700 عالم من مختلف بقاع العالم، ضمهم المؤتمر الدولي لبيولوجيا الخلية والجزيئات، اول مجهر ليزر من نوعه يمكن العلماء من القاء نظرة على محتويات الخلية الحية وتفريق جزيئاتها ومحتوياتها ومراقبة نشاطاتها الحيوية.

وذكر البروفسور كارل ـ يورجن هالبهوبر، رئيس المعهد المذكور، ورئيس المؤتمر المنعقد في ينا في ذات الوقت، ان المجهر تمت تجربته بنجاح في معهد التشريح، اذ روقبت اجزاء الخلية السليمة والاجزاء غير السليمة، كما تم قطع بعض الشرائح الحية بواسطته ايضا. واكد هالبهوبر امام الحضور، وبينهم 8 علماء من الحائزين جوائز نوبل، ان المجهر الذي يستخدم تقنية Femto second-Laser microscopy يرسل 80 مليون بريق ضوئي في الثانية يدوم كل منها فترة 100 من مليار جزء من الثانية Femtosecond. ويرسل الجهاز الجزيئات الضوئية (الفوتونات) بموجات طولية تبلغ 800 نانوميتر، وهي جزيئات تتخلل الخلية الحية من دون ان تلحق بمحتوياتها اي ضرر يذكر وتتسبب باضاءة بعض الاجزاء كمصباح الفلوريسينت.

وحسب معطيات البروفسور هالبهوبر فان المجهر مكن العلماء من تمييز جزيئات الادوية المختلفة داخل الخلية الحية، كما مكنهم من التعرف على نتائج عملية التأيض او الاستقلاب الجارية. وتسمح هذه العملية مستقبلا باستخدام المجهر في تشخيص التغيرات السرطانية بشكل مبكر ومن ثم البدء بالعلاج باكرا وبامكانية جديدة اي قتل الخلايا السرطانية الواحدة بعد الاخرى من دون الاضرار بالخلايا السليمة، وضرب هالبهوبر مثلا حول كيفية عمل المجهر في الكشف عن امراض الجلد السرطانية ومكافحتها فقال ان من الممكن اخضاع الجلد الحي لمجهر الليزر فتخترق الاشعة الجلد بسمك بضعة مكروميليمترات الى مليمتر واحد وتتسبب بتنوير الخلايا السرطانية باضاءة تختلف عن اضاءة الخلايا السليمة، ومن المعروف انه بالامكان انتاج البلازما الفيزيائية عن طريق تسليط اشعة الليزر بقوة وطول موجات معينة تعمل على فصل النوى من الالكترونات وتحطيم المواد العضوية، وعلى هذا الاساس ايضا فقد تمت تجربة المجهر كجهاز جراحي لاستئصال الشرائح المجهرية الحية، وقد نجح فريق من علماء جامعة ينا يقوده الدكتور كارست كونيج في تحقيق رقم قياسي عالمي جديد باستخدام تقنية الليزر عندما قطعوا شريحة صغيرة لا يتجاوز طولها 110 نانوميترات (المليمتر = مليون نانوميتر) من كروموسوم بشري.