مشروع لاستنساخ أول طفل بشري في العالم

جماعة دينية تبدأ اختباراتها في أميركا وعلماء بريطانيون ينددون بالمشروع «الإجرامي»

TT

اعلنت شركة تديرها مجموعة دينية غريبة المعتقدات في كندا، انها ستشرع هذا الاسبوع في استنساخ اول جنين بشري في العالم. وسيكون الجنين نسخة مطابقة للاصل من طفلة توفيت في فبراير (شباط) الماضي عندما كان عمرها 10 اشهر. وينفذ المشروع في مختبر سري يعتقد انه يقع في صحراء ولاية نيفادا الاميركية، ويقول الباحثون المشرفون عليه ان المولود المستنسخ سيرى النور نهاية العام المقبل. واسست الشركة التي يطلق عليها اسم «كلون ايد» Clone aid، جماعة «رايل» الدينية الغريبة المعتقدات، التي تؤمن ان البشر انفسهم قد استنسخوا على نمط مجموعة من العلماء القادمين من كواكب اخرى. واسس هذه الجماعة كلود فوريلهون، وهو صحافي سابق متخصص في الاخبار الرياضية، انتقل من فرنسا الى مقاطعة كيوبيك في كندا، ثم غير اسمه الى «رايل». واعلن رايل انه حصل على معلومات بعد «زيارة غير ارضية» عام 1973، تؤكد ان البشر قد استنسخوا. وتهدف جماعته التي يتبعها 50 الف شخص من 85 دولة، الى تأسيس «سفارات» على الارض للترحيب بالغرباء القادمين من كواكب اخرى.

وشرعت الشركة المسجلة في جزر الباهاما، بشراء البويضات البشرية الفائضة لدى المختبرات المتخصصة بعلاج العقم. كما شرعت في تسجيل اسماء الراغبين في اجراء عمليات الاستنساخ البشري. وسوف تجرى اول عمليات الاستنساخ باستخدام خلايا من الطفلة التي توفيت هذا العام، بعد تبرع والديها بمبلغ 300 الف دولار للشركة. وسجلت خمس عائلات بريطانية اسماءها في القائمة، منها ثلاث عائلات مصابة بالعقم، وزوج من الزيجات الشاذة جنسيا، حسبما ذكرت صحيفة «صنداي تايمز». تقنيات الاستنساخ البشري وترأس القسم العلمي للشركة في ولاية نيويورك بريجيت بويسيلر، 44 عاما، وهي باحثة فرنسية الاصل في الكيمياء البيولوجية، وعضو في جماعة رايل الدينية، وسوف تشرف على عملية الاستنساخ البشري. واعلنت بويسيلر بان الباحثين سيبدأون الآن بدراسة عملية الاستنساخ الخاصة هذه، على الحيوانات، للبرهنة على امكانيات اجرائها بنجاح على الانسان بداية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وستبدأ اولى عمليات حمل المتطوعات بالجنين، في فبراير المقبل. ويعتبر المشروع عميقا في اهميته الفلسفية حسب تصورات بويسيلر، اذ انه سيؤدي الى خلق «حياة ابدية» حسب قولها! وستعتمد تقنيات الاستنساخ البشري على اسس التقنيات التي استخدمت لاستنساخ النعجة دولي، وهي اول حيوان لبون تم استنساخه في اسكوتلندا قبل اربعة اعوام. وسوف يتم ابعاد نواة من خلية البويضة البشرية، ثم تزرع في داخل هذه الخلية، نواة تؤخذ من خلية بالغة. ومن الناحية النظرية يمكن تحويل هذه البويضة الجديدة المركبة، الى جنين بعد تمرير تيار كهربائي فيها. ويتحول الجنين الى طفل مطابق من الناحية الجينية للشخص الذي اخذت منه الخلية البالغة. لكن العلماء يشيرون الى ان دولي كانت النعجة الوحيدة التي ولدت بنجاح من اصل 347 جنينا مماثلا لها. ومع ذلك تؤكد بويسيلر انه رغم احتمالات الاجهاض الكبيرة، فان التقنيات التي يطورها اربعة من الباحثين العلميين في فريقها، للتحكم بالخلايا، ستقلل من احتمالات فقدان البويضات البشرية. وقد جندت الشركة 50 من النساء المتطوعات اللواتي سيقمن بحمل الاجنة، احداهن ابنة للباحثة بويسيلر، وهي مارينا كوكوليوس، 22 عاما، التي تدرس الآن في كلية بمونتريال في كندا. ولا توجد في الولايات المتحدة، بخلاف بريطانيا، اي عوائق قانونية تمنع استنساخ البشر، الا ان اميركا تمنع توظيف الاموال العامة لاجراء الاستنساخ البشري. ومع ذلك يراقب خبراء ادارة العقاقير والاغذية عمل شركة «كلون ايد». واعلن ناطق بلسان هاري رايد السناتور الديمقراطي في نيفادا انه تسلم رسائل احتجاج عديدة من المواطنين. وفي بريطانيا استنكر ايان ولموت العالم الذي استنسخ النعجة دولي المشروع ووصفه بانه «اجرامي». كما صرح علماء اميركيون بارزون ان المشروع لا يحمل اي صفة اخلاقية، خصوصا ان الابحاث لاستنساخ الحيوانات تشير الى ان الحيوانات المستنسخة تولد بعيوب قوية.

ورغم شكوك بعض الخبراء بامكانات نجاح جماعة رايل في استنساخ الانسان، فان خبراء اخرين يؤكدون وجود احتمال للنجاح، اذ قد يمكن ولادة طفل مستنسخ من بين 20 من بويضة تم التبرع بها، ومن 50 متطوعة لحمل الاجنة منها. ويعتقد هؤلاء الخبراء انه لولا الضوابط التي تقيد ابحاث الاستنساخ البشري، لتمكن العلماء في ظرف ثلاثة او اربعة اعوام من استنساخ انسان. =