«الصور الطائرة» و«المليونيرات الصغيرات» تكتسح معرض فوتوكينا الدولي

ظهور أجيال جديدة من الكاميرات الرقمية الصغيرة ذات القدرة العالية بأسعار متهاودة والتي تصلح للمحترفين والهواة في آن

TT

ما عاد الحديث عن الكاميرات الرقمية الصغيرة بالآلاف ممكنا بعد ان سادت في معرض تقنية الصورة الدولي في كولون الكاميرات الصغيرة التي تقدم الصور بكثافة نقطية تبدأ بعدة ملايين وتنتهي بنحو 14 مليون نقطة. فحديث الآلاف عن «المليونيرات الصغيرة»، وهو اسم ابتكره قطاع تقنية التصوير، لا يعبر عن ارتفاع الكثافة النقطية للصورة فحسب وانما عن انخفاض أسعار الكاميرات الرقمية الصغيرة الى ما هو أقل من 500 يورو كمعدل.

وعدا عن سيادة التقنية الرقمية في معرض الفوتوكينا (كولون 25 ـ 30 سبتمبر) فقد كانت «الصور الطائرة» احدى أهم النزعات التي اكتسحت معرض هذا العام رغم انها ما زالت في المهد حسب تعبير بيترا فوجي راها المسؤولة عن جناح فوجي في المعرض. فالصور التي يلتقطها الشباب بواسطة الهاتف ـ الكاميرا النقال او المحمول ويتبادلونها عبر الأثير أصبحت ظاهرة تعد بسوق كبيرة بين الشباب حسب تقديرات فوجي راها. ولاحظت المسؤولة اليابانية متفائلة ان الشباب في اليابان تبادلوا الصور في الأشهر الستة الأخيرة بواسطة الهاتف النقال ـ الكاميرا قدر ما تبادلوا الرسائل الالكترونية القصيرة SMS.

وهكذا فان عالم الكاميرات والصور الملون والساحر ما عاد عالم ادخال البهجة والسرور الى قلوب المستهلكين فحسب وانما صار قطاعا يعد بازدهار اقتصادي كبير للمنتجين ايضا. اذ زادت مداخيل قطاع التصوير بنسبة 3.8% حسب تقدير إدارة المعرض وبيعت في المانيا في العام الماضي نحو 1.2 مليون كاميرا رقمية، ويتوقع ان يتضاعف الرقم خلال هذا العام. فعالم الصورة يتجه نحو التقنية الرقمية بسرعة مذهلة ويشمل هذا التحول جميع قطاعات الإنتاج بدءا بالكاميرات والشرائح الالكترونية وانتهاء بمختبرات وأجهزة الطباعة وشاشات العرض. كما وسعت التقنية الرقمية سوقها باعثة ملايين النقط في شاشات التلفزيونات وأجهزة الفيديو والدي في دي والبروجكتورات والسلايدات التي تشكل بمجموعها عالم تقنية الصورة في معرض كولون الذي شاركت به هذا العام 1600 شركة من 46 بلدا.

* كاميرات أصغر وأدق

* المهم ايضا هو ان زحف التقنية الرقمية على عالم لم ينجح بعد في إزاحة الفيلم التقليدي عن السوق وهو ما عبر عنه فرانز هوتال مدير كوداك/ الفرع الالماني بالقول: «ان الفيلم ما يزال سائدا في المدن والقرى لأنه متوفر في كل مكان كما انه لا يحتاج الى الكهرباء والاتصالات الهاتفية التي تحتاجها الكاميرات الرقمية».

ان ما يميز الكاميرات الرقمية هذا العام هو توجهها الى التضاؤل في الحجم والتنامي من ناحية كثافة النقاط وتوسع قدرة شرائحها الالكترونية على خزن الصور وانخفاض أسعارها. وهي أهم ما يجذب الزبون حسب تقديرات عمالقة القطاع مثل كوداك وسوني ونيكون وكانون وتوشيبا وغيرها. ومع تقلص حجم الكاميرات تطورت ايضا تقنيات صناعة الزوم وتقنية الحركة والاستجابة لإرادة المصور وتطورت معها تقنية العمل من دون كابلات باستخدام تقنية «السن الزرقاء». وطبيعي فقد صغرت احجام أجهزة الطبع كي توفر الصور الورقية مباشرة لأيدي المستخدم فترافقت الكاميرات الرقمية والهواتف ـ الكاميرات النقالة مع أجهزة الطبع النقالة ايضا.

وعرضت شركة كونيكا اصغر كاميرا رقمية من نوعها في المعرض واسمها Konica Review KD500Z التي تقدم الصورة بكثافة نقطية تبلغ 5 ملايين نقطة ولا يزيد سعرها عن 749 يورو.

وبوسع الزائر التمتع باستخدام كاميرا فوجي الصغيرة Fine Pix M603 ذات المزايا التي تؤهلها للاستخدام من قبل المصورين المحترفين. فهي تقدم الصور بكثافة 3.1 مليون نقطة، مزودة بزوم مضاعف، ولها قدرة تصوير فيلم فيديو قصير وعرضه على شاشات كبيرة(599 يورو).

اما كاميرا سوني الرقمية الصغيرة Cyber Shot 44 فقد كانت أخف كاميرا رقمية في المعرض (90 غم)، من قوة مليوني نقطة، زوم مضاعف، وتقنية «السن الزرقاء». وتخطط الشركة لانزالها الى السوق في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بسعر 380 يورو.

وللمحترفين قدمت شركة كوداك أول كاميرا رقمية متخصصة اسمها DCS Pro 14n مزودة بقدرة التقاط صور بكثافة نقطية ترتفع الى 13.89 مليون نقطة. وهي اعلى كثافة نقطية قدمت في المعرض(6000 يورو).

ولمن يرغب من المحترفين في دفع المزيد من النقود لقاء تقنية متقدمة فهناك كاميرا كانون الاميركية من طرازCanon Eos !DS المزودة بقوة 11.1 مليون نقطة. قادرة على التقاط ثلاث صور في الثانية ويرتفع سعرها في السوق (بدءا من نوفمبر المقبل) الى 9999 يورو. وهي اغلى كاميرا شخصية محترفة عرضت هذا العام.

وطبيعي فان القديم هنا لم يفقد بهاءه بعد، اذ قدمت لايكا كاميرتها الصغيرة والشهيرة M3 بتقنية رقمية جديدة (1.3 مليون نقطة) ولكن بنفس ثوبها الفضي الأسود القديم. كما عادت كاميرات الصور الفورية بقوة الى الفوتوكينا 2000 من خلال بولارويد ولكن بتقنية رقمية.

وفي حين يتطلع قطاع التصوير الى السماء بانتظار رواج سوق «الصور الطائرة» يتطلع قطاع الطباعة ومختبرات التصوير الى الأرض بانتـــــظار الزبائن. وكانت قاعات المعرض الخاصة بتقنية الطباعة تركز هذا العام على تقنية تحـــــويل الصور الرقمية الى ورق والتي سادت في القطاع مع رواج وانتشار الكاميرات الرقمية.

وتشير احصائية كوداك الى مستقبل واعد لقطاع الطباعة الرقمية من خلال الحماسة التي يبديها الزبون للطباعة. فالزبون (المصور) يطبع 400 صورة في السنة كمعدل في حين ان مصور الكاميرات الكلاسيكية يطبع 160 صورة في السنة كمعدل. هذا مع ملاحظة ان إحصائية العام الماضي تشي بأن كلفة طباعة الصور الالكترونية سرعان ما ستنخفض بنسبة 80% عن كلفة طباعة الأفلام التقليدية. وحفلت قاعات المعرض بأجهزة الطباعة الصغيرة الى جانب أجهزة الطباعة الخاصة بطباعة الصور الكبيرة، وعلى مختلف المواد مثل الزجاج والبلاستيك والمواد الصناعية... الخ.

وفي مجال الطباعة الشخصية السريعة قدمت كانون جهاز طباعة اسمه I 550 يقدم الصور بنوعية فاخرة ولا يزيد سعره على 199 يورو. ويبدو ان سر كفاءة الجهاز، وبالتالي سعره، يتعلقان بنوع الحبر الغالي المستخدم (سعر الخرطوشة 40 يورو) وسعر الورق الخاص المرفق به الذي يرتفع الى 1 يورو لكل ورقة من فئة A4. وعدا عن المختبرات المصغرة والخاصة بالطباعة الالكترونية قدمت شركة أغفا «صندوقا» طباعيا أنيقا أسمته Agfa-e-box يطبع الصور من الشرائح الالكترونية مباشرة خلال خمس دقائق. ويمكن لمستخدم صندوق أغفا ان يصحح الإضاءة في الصورة او تصحيح دقة الصورة ثم تقديمها احجام مختلفة أقصاها حجم 30X 45 سم.

وفي قطاع التلفزيونات سادت التلفزيونات الرقمية تماما في السوق مع تعزز ظاهرة توسع مساحات الشاشات وزيادة دقة الصور وانحسار سمك الجهاز الى بضعة سنتمترات. وعرضت العديد من الشركات تلفزيونات مفلطحة ذات جهاز دي في جي مدمج . كما قدمت شركة بينتاكس أول جهاز من نوعه يجمع بين الكاميرا الرقمية والمنظار. والجهاز مصور بشاشة صغيرة متحركة اضافة الى عدسات 280 ملم.