برامج مطورة لرسائل بريد إلكتروني مصورة

تتيح تبادل الرسائل بمقتطفات مصورة بكاميرا بدلا من الكتابة

TT

بعد مرور سنوات قليلة على ظهور عصر البريد الإلكتروني أصبحت «المذكرة» هي الأداة والواسطة المتعددة الأغراض. ولكن الزمن آخذ بالتغير، إذ بعد زمن قصير قد لا تقرأ المذكرات بل ستشاهدها على الشاشة. وهذه الفكرة وراء برامج مثل «فيديتاك» VidiTalk و«فيجيوال كوميونيكاتور» Visual Communicator وهي برامج أنتجتها شركة «فيديسلويوشنز» وشركة «سيريوز ماجيك». ويستهدف أحد البرامج الشركات والآخر المستهلكين العاديين. ولكن كلاهما يدخلنا عصرا جديدا من الاتصالات غير المطبوعة، إذ يقوم الشخص بإرسال مقتطفات فيديوية لنفسه او للاحداث المتصلة به التي تسجلها كاميرا صغيرة على شاشة الكومبيوتر. ولكن عصر البريد الإلكتروني الفيديوي ليس بالشيء المضمون، اذ ينقصه العديد من المزايا التي تتوفر في البريد الإلكتروني، فمثلا، لا يمكنك البحث عن جملة معينة داخل رسائل الفيديو، كما ان البريد الإلكتروني يمكنك من إرسال رسالة دون أن تظهر وجهك. ولربما أفضل ميزة للبريد الإلكتروني انه فعال حتى مع اختلاف اللهجة أو المظهر الشخصي.

* رسائل مصورة

* ورغم هذا، يوجد للفيديو ميزاته وخاصة عندما يحاول الشخص أن يعبر عن معلومة ما تتعلق بتصميم منتج جديد، أو ولادة طفل، أو قلة الوقت المتوفر للتحضير. وربما يوما ما ستكون هناك أيقونة «على الهواء» في كل برنامج بريد إلكترونيز ولكن حتى ذلك الحين يمكن للشخص أن يستعين بأدوات مثل برنامج «فيديتاك»، وهو برنامج يسعى بجد ليوفر البساطة، لا يتطلب سوى وجود كاميرا موصولة بالكومبيوتر لتصبح عملية تسجيل رسالة فيديوية سهلة جدا.

وبالنقر على قضيب الحركة يتم توقيف التسجيل مؤقتا ليتسنى للمستخدم مراجعة ما سيقوله لأن البرنامج لا يوفر أية تسهيلات للتحرير، كما لا يمكن حتى قص فترة الصمت التي قد تأتي قبل أو بنهاية الرسالة. وتقول الشركة إن هذه المزايا ستتوفر في الإصدار المقبل.

وعندما تنقر على زر «حفظ وإرسال» يتم إرسال الفيديو الذي سجلته لكومبيوترات الشركة، ثم يضع البرنامج عنوان الشبكة في لوحة «ويندوز» لديك لكي تستطيع أن تنسخه لرسالة بريد إلكتروني عادية.

ويمكن للمستقبل أن يشاهد الفيديو بالنقر على الوصلة، إذ لا يقوم البرنامج بإرسال الفيديو بذاته وبالتالي لا يكون حجم الرسالة كبيرا بحيث يمكن لبرنامج المستقبل أن يرفضه.

ولا يمكن الخلط بين رسالة الفيديو القصيرة المسجلة وبين ارسال تلفزيون حاد الصورة. ويقوم برنامج «فيديتاك» بضغط بيانات الفيديو حتى لا يأخذ ذاكرة كثيرة في الشبكة، ولكن لعملية الضغط هذه أثراً على لون الوجه. ومع ذلك يسمح البرنامج لك بتحديد درجة الضغط المطلوبة.

وشركة «فيديسلوشنز» تعرف من أين تحصل على المبالغ الضخمة: من الشركات، التي عليها أن تدفع ما بين 20 إلى 60 دولارا لكل شخص يستخدم برنامجها. وتقول الشركة إنه يوما ما ستوفر شركات الكابلات والمودم وخطوط الاشتراك الرقمية أشكالا من هذه التكنولوجيا للمستهلكين العاديين. ولكن بهذه الأسعار يصعب تصور انتشار البريد الإلكتروني الفيديوي سواء بين الشركات أو غيرها.

وإن كان برنامج «فيديتاك» متينا وبسيطا وسهل الاستخدام، فان برنامج «فيجيوال كوميونيكاتور» هو العكس، فهو مليء بالمزايا وصعب الاستخدام. ويشبه البرنامج أستوديو تلفزيون مجهزا بالموسيقى والصور المتحركة والكثير من القوالب الفيديوية الجاهزة للاستخدام.

وحالما تقبلت فكرة أن هذا البرنامج مصمم للمتعة فيمكنك التغاضي عن واجهة الاستخدام المربكة ودليل الاستخدام البسيط والصورة غير النقية والصغيرة الحجم التي لا تعبئ اكثر من ربع شاشة الكومبيوتر.

ويلبي كل من البرنامجين الحاجات المقتصرة بهما ولكن ليس من المحتمل أن يقوم أي منهما لوحده بإحداث ثورة بريد إلكتروني فيديوي، فمن سوء الحظ أن شركة طفيديسليوشنزط أهملت سوق المستهلكين وأن شركة «سيريوس ماجيك» لم تدرك أهمية طبع دليل مستخدم جيد. ربما انهم لم يقرءوا «المذكرة»!.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»