قمة تقنية المعلومات والاتصالات العربية تشهد اعترافات جريئة من وزراء الاتصالات والتقنية العربية حول الفجوة التقنية

دعوات إلى وقف الرقابة على الإنترنت وتوحيد الجهود وتأسيس مبادرات ومشاريع مشتركة بين جميع الدول العربية

TT

بهدف محاولة توحيد الرؤية العربية عند وضع خطط تنمية قطاعات تقنية المعلومات والاتصالات، وتحديد نقاط الضعف والقوة في هذه القطاعات، عقدت يوم أمس في مدينة دبي قمة تقنية المعلومات والاتصالات العربية التي جاءت بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وزير الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولي عهد دبي، وذلك بحضور مجموعة من وزراء الاتصالات وتقنية المعلومات العرب، فيما لم يتمكن عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية التي ترعى هذا المؤتمر، من الحضور على الرغم من أنه كان من المقرر أن يشارك في أعمال هذا المؤتمر الأول من نوعه.

وقال الشيخ محمد بن راشد إن الدول العربية تمتلك من الموارد والصفات والقدرات البشرية ما يجعلها قادرة على أن تحقق الكثير في مجال تقنية المعلومات، ودعاها إلى التعاون فيما بينها والاستفادة من خبراتها، وبخاصة الخبرة التي حصلت عليها الإمارات العربية المتحدة التي بدأت مبكرا وكانت كما قال من بين أول 20 دولة على مستوى العالم تقوم بتطبيق تقنية المعلومات. كما أعلن عن أن الإمارات ستعمل جاهدة على دعم مشروع التعاون العربي لتلبية احتياجات وتوقعات الأجيال الشابة في الوطن العربي.

واشتملت القمة، التي شهدت انتقادات جريئة وواسعة لضخامة الفجوة الرقمية بين العالم العربي والعالم المتقدم، على خمس جلسات، اشتملت كل منها على ثلاث كلمات ألقاها وزراء وخبراء في ميدان تقنية المعلومات والاتصالات من كافة أنحاء الوطن العربي. وكان من أبرز المشاركات، مشاركة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي دعى فيها إلى التوقف عن ممارسة الرقابة على مواقع الإنترنت على مستوى الدولة واتاحة ذلك بشكل اختياري من قبل المستخدمين أنفسهم، وهو الأمر الذي سيحسن من سرعة التعامل مع الإنترنت على مستوى الدولة. كما دعى إلى تأسيس مؤسسات على مستوى العالم العربي تعنى بالبحث والتطوير، وإلى تخفيف الضرائب على أجهزة تقنية المعلومات، ورسوم كلفة الاتصالات. ويذكر أن الإمارات لم تتوقف منذ إدخال خدمة الإنترنت فيها عن منع الوصول إلى مواضع معينة.

كما تحدث الدكتور رأفت رضوان، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، حيث أشار في كلمته إلى جهود الاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات، وهو اتحاد عربي نوعي متخصص غير سياسي يتبع مجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، وهو مخصص لغرض خدمة وتلبية احتياجات المجتمع العربي لتكنولوجيا المعلومات، حيث دعا الدول العربية والشركات العاملة فيها إلى الانضمام إليه (www.arab-itu.org) من أجل تأسيس قاعدة بيانات بجميع المصادر التقنية المتوفر في العالم العربي على مستوى الأفراد والمنتجات.

أما محمود خصاونة، رئيس برنامج الحكومة الإلكترونية ورئيس وحدة المعلومات بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن، فقد تقدم للمؤتمر بمجموعة من الاقتراحات، من بينها أن تتعاون جميع الدول العربية على بناء نموذج موحد لنظام حكومة الكترونية يعتمد على الخبرات المتجمعة لدى كل منها مما يجعله صالحا للاستخدام فيها جميعها، خاصة ان السنوات الأربع الأولى من تطبيق نظام أي حكومة الكترونية سيكون متشابها في جميع الدول العربية، على حد تعبيره. وقد تقدم خصاونة بهذا الاقتراح بعد ما أعلن عن أن الأردن قد تم اختياره من قبل مبادرة للأمم المتحدة ومجموعة دول الثمانية ليساهم في تطوير نموذج عالمي لنظام الحكومة الالكترونية. كما اقترح أن تعمل الدول العربية على وضع قانون موحد لحماية الملكية الفكرية، وتأسيس معهد للتدريب بأهمية هذه الحماية، وتوعية المجتمع حولها.

وتناول المحاضرون في أربع جلسات أخرى مواضيع مهمة أخرى مثل «تطوير البنية الأساسية»، شارك بها الدكتور حسين فؤاد محمد سعيد سندي، أستاذ علوم الكومبيوتر المشارك، في جامعة الملك عبد العزيز، في السعودية، ومحمد حسن عمران، رئيس مجلس إدارة الثريا للاتصالات الفضائية، في الإمارات، وكلمة للدكتور عبد الله دايوهجي، المستشار الإقليمي لشؤون شبكات الاتصالات والحاسوب بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا). وكانت الجلسة الثالثة بعنوان «تنمية وتطوير قدرات العنصر البشري»، وشارك بها الدكتور فواز الزعبي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني، وإبراهيم الدوسري، مدير عام شؤون المعلومات والمتابعة بديوان رئيس الوزراء في البحرين ورئيس الجمعية البحرينية للتدريب وتنمية الموارد البشرية، والدكتورة الشيخة رشا الجابر الصباح، وكيلة وزارة التعليم العالي الكويتية.

وتناولت الجلسة الرابعة التي كانت بعنوان «مبادرات الحكومة الإلكترونية»، حيث تصدر الحديث فيها سالم خميس الشاعر، مدير الخدمات الإلكترونية في حكومة دبي الإلكترونية، وشارك فيها الدكتور هشام الشريف، الرئيس التنفيذي لشركة «آي تي فينتشرز» المصرية، والدكتور أحمد المهندي، مدير مشروع الحكومة الإلكترونية في قطر.

أما الجلسة الخامسة التي كانت بعنوان «تعزيز وتطوير الوجود العربي على شبكة الإنترنت، فقد تصدر الحديث فيها معالي الدكتور محمد بشير المنجد، وزير المواصلات السوري، وتلت ذلك كلمات لكل من الشيخة لبنى القاسمي، الرئيس التنفيذي لشركة تجاري، في الإمارات العربية المتحدة، والسيد خالد بشارة، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة لينك دوت نت المصرية».