دبي تدشن «واحة السيليكون» لتلبية احتياجات سوق عالمية يبلغ حجمها 150 مليار دولار سنويا

TT

اعلنت حكومة دبي امس عن تدشين «واحة دبي للسيليكون» التي تهدف إلى تطوير الرقائق الحاسوبية البالغة التعقيد بالتعاون مع المانيا وشركة انتل الامريكية التي تعد اكبر مصنع للرقائق في العالم. وقال الدكتور محمد الزرعوني مدير عام سلطة المنطقة الحرة في مطار دبي التي تنضوي الواحة تحتها في مؤتمر صحفي عقده امس في فندق البستان روتانا: «ستمثل الواحة البيئة المثالية لاستقطاب رواد صناعة اشباه الموصلات الدقيقة والمتطورة». وشارك في المؤتمر الصحفي وزير الشؤون الاقصتصادية في مقاطعة براندنبورج الالمانية الدكتور فولفغانغ فرنيس والبروفيسور الايراني الاصل عباس ارماز الرئيس التنفيذي لمصنع «كوميونيكانت» التي تساهم فيه دبي بحصة كبيرة لم يتم الكشف عنها رسميا. ووفقا للزرعوني ستكون واحة دبي للسيليكون المنطقة الصناعية الاولى من نوعها بالعالم المتخصصة في صناعة اشباه الموصلات حث يتوقع القيمون عليها ان تستقطب العديد من الشركات العاملة في كافة مراحل هذه الصناعة الدقيقة. واوضح الزرعوني ان الواحة ستضم مراكزا ابحاث الرقائق ومعهدا لتدريب المواطنين والاجانب على هذه التقنيات اضافة الى امكانية بناء مصنع للرقائق فيها خلال ثلاث الى اربع سنوات الا ان ذلك سيظل مرتبطا بأوضاع سوق الرقائق في العالم.

واشار الى حجم الاستثمار في المصنع الثاني قد يصل الى اكثر من 1,6 مليار دولار فيما بلغت تكاليف المصنع الاول في مدينة فرانكفورت اودر على الحدود مع بولندا نحو 1,3 مليار دولار امريكي. وقال عباس ان مصنع الرقائق يسد فجوة كانت ممتدة من سياتل غربا وحتى سنغافورة شرقا حي لم يكن يوجد مصنع للرقائق في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة مشيرا الى ان المشروع يضع دبي في مصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا وهي الدول التي لا تمثل سوى نسبة 1 ـ 2% في العالم. ولفت الى ان قطاع صناعة الرقائق في العالم كان اكثر القطاعات الصناعية نموا خلال السنوات الاربعين الماضية بنسبة نمو سنوية تبلغ 17% بالمتوسط سنويا. وقال ان حجم السوق العالمي للرقائق يبلغ نحو 150 مليار دولار سنويا تتطلع كميونيكانت الى حصة فيه تتراوح بين 10 و15 مليار دولار سنويا.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول القيود المفروضة على المصنع الالماني لاستخدام الرقائق في التطبيقات العسكرية اشار البروفيسور عباس الى ان المشروع يلتزم بقوانين الحظر المعمول بها في الولايات المتحدة والمانيا بالنسبة لاستخدامات التقنية العالية في الحقل الدفاعي ومنها الرقائق المتطورة التي سيباشر المصنع في انتاجها خلال الربع الاول من العام المقبل.

وكان المساهمون في المشروع صادقوا في يونيو (حزيران) الماضي على اتفاق التمويل النهائي للبدء بتنفيذ المشروع الذي تم وضع حجر الاساس الخاص به خلال اغسطس (آب) الماضي بحضور الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيرانه المدني في دبي حيث كان مقررا ان يشارك في الحفل ايضا المستشار الالماني شرويدر الا ان الفيضانات التي غطت المانيا حينها حالت دون ذلك حيث كان المستشار يطوف المقاطعات الالمانية المتأثرة.

وكانت مصادر مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط» ان دبي وانتل وبنك الاستثمار التابع لحكومة براندبورغ وافقوا على المساهمة بمبلغ 1,18 مليار درهم (325 مليون دولار) في المشروع الذي تصل تكلفته الى 1,4 مليار دولار.

ومن المقرر ان تمتد الواحة على مساحة 6,5 مليون قدم مربع حثي ستقدم وفقا للزرعوني تسهيلات «غير مسبوقة» للشركات العالمية الكبرى العاملة في صناعة اشباه الموصلات كما ستوفر «حاضنة» لمشاريع السيليكون من خلال توفير الرعاية اللازمة لقيام المشاريع الجديدة في مجالات الموجات العريضة والتطبيقات اللاسلكية.