الصورة الكبيرة على التلفزيون الرقمي ما زالت مشوشة والتحول إلى البث الرقمي ما زال بطيئا

المستهلك الأميركي لا يزال جاهلا بالتقنيات التلفزيونية الحديثة رغم توجهات التحول نحوها عام 2006

TT

كان يوم الاحد قبل يوم العمال في كاليفورنيا حارا جدا، وكان النشاط في متجر الالكترونيات المحلي مفعما، إذ كان العديد من الناس يعجبون بأجهزة التلفزيون الرقمية ذات النقاوة العالية والشاشة الكبيرة. وكانت احدى العائلات على استعداد ان تشتري جهازا.

وكان على جيف بوتس الذي يعمل كمتعاقد محلي ان يكتب شيكا بمبلغ ألفي دولار لشراء احد هذه الاجهزة، لكنه بعد 30 دقيقة من النقاش تركه فجأة وخرج غاضبا فارغ اليدين. ويقول انه اراد الشراء، لكن موظف المبيعات قال له انه بحاجة لشراء ضمان ممدد واسلاك خاصة باهظة الثمن لكي يستطيع مشاهدة التلفزيون.

ويعتقد بوتس انه يستطيع ان يشاهد التلفزيون بصورة واضحة باستخدام طبق قمر صناعي، لكنه ما كان ليعرف كيف، من موظف المبيعات المضطرب الافكار. وما قاله الموظف ايضا ان طبق القمر العادي وجهاز التشفير هو كل ما يحتاجه الشخص لتسلم صور التلفزيون الواضح الصورة، وانه لا يمكن التقاط برامج هذا التلفزيون بواسطة هوائي خارجي او طبق قمر صناعي. وان الحكومة قد نصت انه يجب ان يكون كل جهاز تلفزيون يباع هو جهاز تلفزيون واضح الصورة. وكانت كل هذه الاقوال خاطئة.

لكن قلة معلومات موظف المبيعات ليس الشيء الوحيد الذي يعيق التحويل الذي نصته الحكومة من التلفزيون التناظري التقليدي الى الرقمي، وهو تحول يتفق معظم الخبراء انه متأخر جدا.

تلفزيون رقمي وفي عام 1998 صرحت هيئة الاتصالات الفيدرالية ان التلفزيون الرقمي يعد من اكثر التطورات اهمية في تكنولوجيا التلفزيون منذ ظهور التلفزيون الملون. ويوفر التلفزيون الرقمي صورا نقية وواضحة مع صوت نقي، ويمكنه ايضا توفير قنوات اضافية وخدمات محسنة أخرى.

وتأمل الحكومة انه بحلول عام 2006 سيكون التحول للتلفزيون الرقمي قد تم والطيف التناظري المستخدم حاليا قد استعيدت فائدته وتم بيعه بمليارات الدولارات لشركات الاتصالات.

وسيستمتع المستهلك بخدمات تلفزيونية فائقة الجودة.

وتقريبا بعد اربع سنوات من توقعات هيئة الاتصالات الفيدرالية ما زال التحول للبث الرقمي بطيئا جدا، وعلى الرغم من الموعد النهائي الذي حدد في 1 مايو (أيار) 2002 لشركات الاذاعة التي يبلغ عددها 1309 محطات اذاعة تجارية محلية للبدء بالبث الرقمي، فإن 393 محطة فقط قد حولت. وحصلت بقية المحطات على اعفاءات بسبب الظروف القاسية التي تتعلق بالتكلفة والتأخر بالتسليم، وبسبب وضع ولاية نيويورك ودمار المرسلات الرقمية في 11 سبتمبر (أيلول) السنة الماضية.

ومن جهة المستهلك لا يزال الـ25 مليون جهاز تلفزيون التي تباع سنويا مجهزة لتسلم الاشارات التناظرية فقط. وتقوم بضع شركات كابل بتوفير بث رقمي واضح الصورة. ويصعب الحصول على الصناديق الضرورية لمشاهدة التلفزيون الرقمي من خلال طبق القمر الصناعي والتي تكلف اكثر من التلفزيون.

وتتوقع هيئة مستهلكي الالكترونيات ان يتم بيع اكثر من مليوني تلفزيون مجهز للبث الرقمي التي تحتاج لجهاز تشفير لتسلم البث الرقمي هذه السنة وحوالي 4 ملايين بحلول عام 2003. وازدادت كمية البرامج المعدة للتلفزيون الواضح الصورة، ويبدو ان مجال الكابل على وشك توفير برامج التلفزيون الواضح الصورة في اجهزته الكبيرة.

ولكن وفقا لاستبيان حديث قامت به هيئة الاتصالات والكابل بغرض التسويق فإن حوالي 32 في المائة من البالغين لم يسمعوا بالتلفزيون الواضح الصورة وحوالي 56 في المائة لا يعرفون كيف يحصلون على البث وحوالي 81 في المائة لا يعتقدون انهم سيشترون جهازا خلال السنة المقبلة. وفي عام 1996 اعلنت الحكومة ان مقياس البث في الدولة الذي كان مستخدما منذ خمسين عاما سيتحول للبث الرقمي. وعلى كل الاذاعات التجارية غير الربحية ان تشتري معدات بث رقمية والبث بالشكلين التناظري والرقمي معا، حتى تقرر الحكومة متى سيتوقف البث التناظري.

ويعني توفير التكنولوجيا الرقمية ان محطات البث ستستطيع بث صورة نقية وواضحة، او عدة صور عادية، او برامج محسنة، مثل المعلومات او دليل التلفزيون. وان كان البث عاديا او واضح الصورة فالشكل الرقمي سيضمن ان كل البث سيكون واضحا ونقيا.

وقررت الحكومة على التحول الى الشكل الرقمي فقط، ولم تأمر المحطات ببث اشارات التلفزيون الواضح الصورة بالتحديد والمحطات غير ملزمة بها، ونص على التحويل للاذاعات فقط. وتستخدم شركات الكابل والقمر الصناعي تكنولوجيا الضغط على بث تناظري عادي لزيادة عدد الاشارات، لكنها لا تحسن بالضرورة جودة الصورة. والاشتراك ايضا لا يضمن الحصول على بث رقمي عند توفره.

ولكن عندما تقوم المحطات بالبث رقميا فستكون محسنة كثيرا. وبالبث الرقمي تكون الصورة اما نقية او غير متوفرة، اذ لا يمكن الحصول على صورة مشوشة.

وهذا البث المشوش هو السبب الذي تحث كل من هيئة الكترونيات المستهلكين وهيئة الاذاعات شركات الكابل على توفير البث الرقمي. وترغب هذه المنظمات في قانون ينص على ان تكون التلفزيونات الرقمية جاهزة للعمل عبر الكابل، التلفزيون الرقمي ويستطيع تسلم البث الرقمي دون الحاجة لجهاز تشفير.

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»