كشفت دراسة علمية مصرية ان فقر الدم يعتبر أكثر أمراض سوء التغذية انتشارا في الوطن العربي، وانه ينتشر بصفة خاصة بين الاطفال من الجنسين في سن ما قبل المدرسة.
وتسجل مصر نسبة عالية في الاصابة بفقر الدم بين تلاميذ المدارس، حيث تصل الى 58%، بينما تشير الارقام المتاحة الى نسبة 38.3% بين الطالبات في عمان. ويصل معدل الاصابة بها الى 32% في البحرين و19% في الكويت و44.9% في الامارات.
ويقول رئيس معهد التغذية الأسبق الدكتور عمرو حسين لـ«الشرق الأوسط»، ان معدل الاصابة يختلف من قطر عربي الى آخر. وتصل نسبة الاصابة بفقر الدم بين الاطفال في سن ما قبل المدرسة الى 29% بدولة الامارات العربية المتحدة و39.6% في المملكة العربية السعودية. وترتفع النسبة الى 69.9% في سلطنة عمان، وتنخفض الى 34% في مملكة البحرين.
ويذكر الباحث المصري ان شدة الاصابة بفقر الدم تزداد بين السيدات لتصل الى 54% في سلطنة عمان و48.5% في السودان و32% في الامارات العربية و42% في مملكة البحرين، مؤكدا انه لا تتوافر الاحصاءات والدراسات الدقيقة التي تصف معدلات الاصابة بفقر الدم بين الاقطار العربية الأخرى ولكن من المتوقع ان تكون الاصابة في اطار المعدلات السابقة، مشيرا الى أن الاصابة بالأنيميا ترجع أساسا الى النقص الغذائي في عنصر الحديد الى جانب ارتفاع الاحتياجات الغذائية من هذا العنصر أثناء فترات النمو السريع في مرحلة الطفولة المبكرة واثناء فترات الحمل والرضاعة، موضحا ان تكرار الحمل بصفة خاصة يؤدي الى ارتفاع معدل الاصابة بفقر الدم بين السيدات اللاتي لا تتوافر لهن تغذية جيدة أثناء فترة الحمل.
وقال الباحث ان الاصابة الشديدة بالطفيليات تؤدي الى انتشار فقر الدم بصفة خاصة بين الاطفال والعمال الزراعيين في العديد من الاقطار العربية، مؤكدا ان أوضح مثال لذلك هو الارتباط الشديد بين الاصابة بالبلهارسيا وفقر الدم في مصر، الأمر الذي يوضح انه لا يمكن التعامل مع مشكلة فقر الدم دون التعامل مع مشكلة الطفيليات أولا. واشار الى جهود بعض الاقطار العربية، واللجوء الى اضافة الحديد الى الدقيق أو الخبز كأحد الاساليب لتدعيم الرغيف للقضاء على فقر الدم المنتشر بين فئات المجتمع المختلفة، رغم ان الدراسات السابقة تشير الى عدم نجاح تدعيم الخبر بعنصر الحديد في القضاء على فقر الدم خاصة ان مادة النشاء، وهي المكون الاساسي للرغيف تعمل على تثبيط امتصاص الحديد الغذائي.
واضاف حسين ان ارتفاع الاصابة بفقر الدم بين الاطفال يرجع الى عدم تناولهم وجبات غذائية متوازنة إما بسبب الوجبات السريعة التي يتناولونها بين الوجبات، أو لعدم قيام الأم باعداد الوجبة المناسبة لهم. وغالبا ما تكون الوجبات التي تقدم للاطفال غنية بالسكريات والنشويات فقيرة في البروتين والحديد مما يجعل الاصابة بفقر الدم احتمالا مؤكدا، كما انه من الناحية العملية لا يمكن تلبية احتياجات الحامل والمرضع من عنصر الحديد بتناول الوجبات الغذائية وانما يجب تخطيط وجبات خاصة للحوامل تكون غنية بعنصر الحديد. والبديل الآخر هو ان تلجأ الحامل الى تناول اقراص الحديد خلال فترة الحـــمل وارتفاع الاحتياجات. واوـــضح ان لجوء السيدات الى اتباع انظمة غذائي محددة السعرات لخفض الوزن يؤدي الى نقص الحديد وغـــــــالبا ما يكون انخفاض الوزن مصحوبا بانخفاض في تركيز الهيموغلوبين، الامر الذي يحتاج الى تثقيف غذائى وعلاج للطفيليات للوقاية من فقر الدم.