تجمعات الجراد في مناطق شرق أفريقيا تهدد مواقع تكاثره في السعودية

خبراء إقليميون يبحثون في جدة برنامج أساليب مكافحة الجراد الصحراوي والوقاية منه

TT

يبحث خبراء متخصصون في مدينة جدة السعودية يوم الأحد المقبل 27 أكتوبر (تشرين الأول)، وسائل مكافحة الجراد الصحراوي وسبل الوقاية الطارئة من الآفات الزراعية الأخرى المهاجرة.

ويشارك في الاجتماع الدولي العاشر لمسؤولي الاتصال بالدول الأعضاء في برنامج المكافحة الوقائية الطارئة من الآفات الزراعية المهاجرةEMPRES التابع لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) إلى جانب السعودية، ممثلون عن الدول الأعضاء في البرنامج (مصر، السودان، اثيوبيا، اريتريا، اليمن، الصومال، جيبوتي، وعمان).

ويتكاثر الجراد الصحراوي في معظم دول شرق أفريقيا (السودان واثيوبيا واريتريا والصومال وجيبوتي) حيث تشكل هذه التجمعات تهديداً مباشراً لمناطق التكاثر في السعودية.

وأوضح جابر بن محمد الشهري مدير عام المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد في جدة، أن للجراد أنواعا مختلفة تتوزع على معظم أجزاء الكرة الأرضية ومنها: الجراد الأفريقي المهاجر، والجراد الأحمر، والجراد البني، وجراد الشجؤ (الجراد المصري)، والجراد الصحراوي الذي يعد من أكثرها انتشاراً وفتكاً بالمحاصيل. وينتشر في مناطق واسعة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً، وحتى حدود الهند وباكستان شرقاً.

وأشار الشهري لـ«الشرق الأوسط» الى أن الجرادة الواحدة تلتهم مثل وزنها مادة خضراء يومياً، «فلو تصورنا أسراب الجراد الصحراوي الكبيرة والتي تحتوي على ملايين الأعداد من الجراد الصحراوي، لتخيلنا حجم الخسائر التي تحدث في الثروة الزراعية عندما تهاجم المناطق الزراعية الخضراء».

وتتوسط السعودية مناطق التكاثر والانتشار للجراد الصحراوي، وطبقاً للشهري، فإن السعودية تتعرض لغزو وتكاثر الجراد خلال موسمي التكاثر الشتوي والربيعي. وتتعرض المناطق الساحلية المحاذية لساحل البحر الأحمر والممتدة من مدينة جدة شمالاً وحتى الحدود السعودية اليمنية جنوباً لغزو وتكاثر الجراد في موسم التكاثر الشتوي وذلك خلال أكتوبر وحتى فبراير (شباط) من كل عام. في حين تتعرض المناطق الوسطى والشمالية والشمالية الغربية لغزو وتكاثر الجراد خلال موسم التكاثر الربيعي في الفترة من مارس (آذار) وحتى يونيو (حزيران) من كل عام.

وتستخدم السعودية في مكافحتها لآفة الجراد وسائل مختلفة، منها السيارات والمبيدات وأجهزة الرش الحديثة والمتطورة للاستخدام الأرضي بواسطة فرق المكافحة الأرضية التي تغطي كافة مناطق السعودية وبأعداد كافية. وهنا يقول الشهري ان الدولة توفر أفضل وسائل المكافحة مثل الطائرات بأنواعها المختلفة (مروحيات ـ مجنحة) للحيلولة دون إحداث أية خسائر في الثروة الزراعية في البلاد. وتقدم السعودية مساعدات فنية ومادية للدول الأعضاء في برنامج المكافحة الوقائية الطارئة بغرض الوقاية منها ولضمان عدم وصولها إلى المناطق السعودية. وفي هذا السياق يقول مدير عام المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد في جدة ان المساعدات السعودية الفنية أو المادية لا تقتصر بالدول الأعضاء بالبرنامج، بل شملت الدول التي تتعرض لغزو وتكاثر الجراد الصحراوي. ففي عام 1988 عندما اجتاحت جحافل أسراب الجراد دول المغرب العربي، قدمت السعودية المساعدات الفنية والمادية لتلك الدول وهي المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا. كما قدمت المساعدات لبعض دول القرن الأفريقي التي تمثلت في استئجار بعض الطائرات للرش الجوي وتقديم المبيدات اللازمة لها كما حدث مع السودان، بالإضافة إلى ما تقدمه السعودية من دعم غير مباشر عبر شراكتها في منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى وبرنامج الطوارئ لمكافحة الآفات الزراعية المهاجرة EMPRES.