جهاز جديد لإيصال الصوت عن بعد لشخص معين دون الآخرين المحيطين به سيحدث ثورة في الميادين العسكرية والترفيهية والثقافية وفي مجالات أخرى

TT

يعول قطاع الدعاية والإعلان الالماني على تقنية اميركية مصدرة في تقوية علاقاته بالزبائن وضمان تطور مبيعاته. وكما هو الحال مع النزعات الاخرى ينوي قطاع إنتاج المفرد في برلين استلهام تجربة «الدعاية فوق الصوتية» القادمة من نيويورك لتحسين مداخيل شركاته.

إذ لا مفر بعد اليوم للمستهلك من الدعايات والإعلانات التي تبثها الشركات وتروج من خلالها لمبيعات منتجاتها. و تستطيع شركات الإعلان من الآن فصاعدا استخدام تقنية جديدة للموجات فوق الصوتية لمداهمة الزبون في عقر داره وبث الإعلانات المحكية والصوتية مباشرة الى دماغه من مسافة 140 مترا.

وأطلق الأميركيون على الاكتشاف الجديد اسم «نظام الموجات فوق الصوتية» Hyper Sonic Sound System (HSS) الذي يمكن للشركات الحصول عليه بحجم يقترب من حجم جهاز الميكروويف الصغير. ويمكن للجهاز ان يبث الموجات فوق الصوتية القادمة من أي مصدر ملحق مثل الراديو او الآلة المسجلة او الفيديو وأن يستهدف فردا يبعد اكثر من 140 مترا عن مصدر الصوت. وعلى هذا الأساس فأن نظام HSS لا يضمن بث الدعاية مباشرة عن بعد الى المستهلك وانما يضمن ايضا استهداف أشخاص معينين فقط من مجموع حشد كبير من الناس. وفسر المكتشف وودي نوريس طريقة عمل النظام بالقول: «يمكن لشركة بيبسي كولا كمثل ان تستخدم كاميرا فيديو رقمية لمراقبة حشد من الجمهور عن بعد. وتكشف الكاميرا أي من الأفراد يعاني من إجهاد وعطش وبحاجة الى مرطب فيتولى جهاز البث فوق الصوتي إرسال الدعاية الصوتية، ولنقل أغنية عن بيبسي كولا مع صوت فتح الزجاجة، الى هذا الشخص دون ان يسمعها الآخرون. كما يمكن للجهاز ان يرشد المعني الى أقرب مكان للتزود بمرطب البيبسي كولا في تلك المنطقة. فهي طريقة لكسب الزبائن بطريق عصرية وذكية.

ويقول نوريس ان الجهاز يطلق الأصوات بقوة 22 ألف ذبذبة في الثانية، وهي موجات فوق صوتية لا تلتطقها اذن الانسان دون تقنية خاصة . ويكمن سر نجاح الجهاز في انه يوصل ثلاث موجات صوتية مختلفة الى الانسان وهي في الحقيقة الموجات الفوق الصوتية مغلفة بموجتين اخريين هدفهما تسديد الموجات المطلوبة في اتجاه رأس الانسان المعني.

ويمكن للجهاز ان يسدد الموجات فوق الصوتية بدقة كبيرة بحيث ان سقوطها على بعد نصف متر عنه لا يجعله يحس بها. وهي خاصية هامة لانها تعني استهداف شخص واحد فقط وليس مجموعة من الأشخاص. والمهم ايضا هو ان الموجات فوق الصوتية لا تتخذ مسار الاذن الداخلية للوصول الى دماغ الانسان وانما تتخذ طريق الجمجمة مستغلة قابلية العظام على إيصال الصوت. وهذا يعني ان الزبون المستهدف سيسمع الدعاية دون ان يتمكن من معرفة مصدر الصوت والاتجاه التي جاءت منه.

وعن الزبائن المنتفعين من نظام HSS من غير شركات الدعاية ذكر نوريس ان وزارة الدفاع الاميركية مهتمة بالموضوع اكثر من غيرها. ويرمي البنتاغون الى تطوير هذه التقنية واستخدامها أثناء الحروب في إيصال الأوامر الميدانية مباشرة الى «رؤوس» القيادات المختلفة دون ان تصل الى العدو او الى مراتب الجيش الاخرى. ويبقى ان تعمل وزارة الدفاع ايضا على " تغليف " الموجات فوق الصوتية بغلاف آخر من الموجات لحمايتها من الاضطراب بفعل أصوت الدبابات والقذائف والطائرات وما الى ذلك.

وتخطط وزارة الدفاع الاميركية ايضا لاستخدام الجهاز بمثابة «سلاح غير قاتل» لأن موجات قوتها 150 ديسبل لا تقتل العدو وانما تحيده جسديا فقط. ولا ينفع هنا ان يحمي الجندي المعادي اذنيه من الصوت لأن الموجات فوق الصوتية تتسلل الى دماغه عبر عظام الجمجمة.

ويعتقد نوريس ان نظام HSS قابل للاستخدام في السينما لتحسين نوعية الصوت في القاعات كما انه صالح للاستخدام في المتاحف بهدف إيصال الشروحات الصوتية الى الانسان الذي يقف أمام القطعة الأثرية المعنية دون غيره. ويمكن في المراقص تقسيم الراقصين في مناطق حسب الموسيقى المرغوبة وتوزيع الموسيقى المختلفة بواسطة نظام HSS الى هذه المناطق. كما يمكن للراقص ان ينتقل من موسيقى الروك الى موسيقى الفالس من خلال قفزة صغيرة من منطقة موسيقية الى اخرى.