بعد 30 عاما على الرحلة الأخيرة لأبولو .. القمر يتحول إلى حقل تدريب للعبور إلى المريخ

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: بعد ثلاثين عاما على مهمة مركبة «ابولو 17» التي سجلت نهاية رحلات وكالة الفضاء الاميركية «ناسا» لاستكشاف القمر، تطرح عدة مشاريع لتحويل القمر الى حقل ابحاث وربما تدريب لمهمات اكثر بعدا، نحو المريخ خصوصا.

وفي اطار المشاريع المعدة لتنفيذها قريبا، حصلت شركة خاصة من كاليفورنيا على ضوء اخضر من واشنطن لاطلاق قمر صناعي سيوضع في المدار حول القمر لتصوير سطحه. وسيتم اطلاق القمر في النصف الاول من 2003 بالتعاقد مع وكالة الفضاء الروسية. وسيلتقط قمر «تريل بليزر» لشركة «تراس ـ اوربيتال» صورا تبلغ دقتها مترا واحدا لسطح القمر على ان تعطى الافضلية لمواقع هبط فيها رواد ابولو بين 1969 و.1972 كما اعدت وكالة الفضاء الاوروبية لتنفيذ مهمة حول القمر في عام 2003 باطلاق قمر الابحاث «سمارت ـ 1» على متن صاروخ «اريان 5» من قاعدة كورو في غويانا. وسيزود الصاروخ بمقياس طيفي بالاشعة السينية (اكس) لرسم خارطة لسطح القمر وتحليل مكونات صخوره ومعادنه، وبكاميرا فيديو شديدة الدقة. اما في ما يتعلق بالرحلات المأهولة، فان الصينيين هم الذين يتحدثون منذ بضعة اشهر اكثر من غيرهم عن ارسال بشر مجددا الى القمر.

وكان المسؤول العلمي للبرنامج الصيني لاستكشاف القمر، اويانغ زيوان، قد صرح في مايو (ايار) الماضي ان «الصين تفكر في القيام باول رحلة استكشافية الى القمر في 2010 وباقامة قاعدة كما فعلنا في القطب الجنوبي والقطب الشمالي». وقبل ذلك بشهر اطلقت الصين بنجاح للمرة الثالثة مركبة «شنزو» الفضائية المسيرة ببرنامج الكتروني والتي نفذت 108 دورات حول الارض قبل هبوطها. وتعتزم الصين القيام باول رحلة مأهولة لها في .2005 اما «ناسا» فهي لا تعد على ما يبدو لرحلات مأهولة الى القمر، وهو موقف يأسف له مسؤولون سابقون في وكالة الفضاء الاميركية. وقال دون سافيج، المسؤول عن العلاقات الدولية لدى مقر «ناسا» بواشنطن ان «مسؤولي برامج الاستكشاف في «ناسا» يخططون لعدد من المهمات المأهولة.. والقمر من بين عدة امكانات». وابدى جورج ابي، المسؤول السابق في مركز جونسون الفضائي بهيوستن (تكساس) أسفه «لاننا لم نرسل احدا خارج مدار الارض منذ ثلاثين عاما». وقال خلال مؤتمر صحافي في هيوستن في يوليو (تموز) ان «القمر يشكل محطة عبور نحو المستقبل، نحن بحاجة لمثل هذه الخبرة ان اردنا الذهاب الى المريخ».

ويؤيد ريك توملنسون،المسؤول عن مؤسسة «سبيس فرونتير» في كاليفورنيا، اقامة قواعد مأهولة على القمر والمريخ. ويقول «غير انه علينا ان نكون جديين، والا فان كل هذا قد يتحول الى ما يشبه رحلات ابولو، بمعنى الاكتفاء بتحقيق كشف يضمن لنا المجد ولا يترك شيئا وراءه، سوى اعلام واثار اقدام».

ومن العناصر الجديدة في ميزانية «ناسا» لعام 2003، تخصيص 120 مليون دولار لابحاث الدفع النووي وتصميم مولدات نووية محمولة تتيح تقليص مدة الرحلة الى تخوم نظامنا الشمسي. وتفكر «ناسا» في البداية باستخدام هذه الطاقة النووية في مختبرات ترسل الى سطح المريخ لاخذ عينات. وتعتزم ناسا ايضا خلال العقد المقبل ارسال مركبة استكشاف لجمع عينات من القطب الجنوبي للقمر، في منطقة تعرف باسم حوض ايتكن. ويمكن ان تساهم هذه العينات لدى تحليلها على الارض في تحديد منشأ القمر، الذي يعتقد انه نشأ من الارض لدى تكونها او تكون في مكان اخر في الفضاء قبل ان تأسره الجاذبية الارضية.