الاستراتيجية الوقائية في السعودية تنجح في القضاء على 10 أمراض مستهدفة في برنامج اللقاحات والتحصينات

TT

أكد الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع، وكيل وزارة الصحة السعودية المساعد للطب الوقائي، أن المملكة حققت تراجعاً ملحوظاً في نسب الاصابة بالأمراض المستهدفة، في برنامج التطعيم حيث تم استئصال شلل الأطفال بالكامل في سابقة صحية يقتدى بها في العالم، ولم تسجل أية اصابة بهذا المرض منذ أكثر من 7 سنوات، إلا حالة وافدة لطفل أفغاني عام 1998، كما تم القضاء على الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف وأوضح في تصريح صحافي له عقب مشاركته أخيراً في اعداد أحدث تقرير عالمي عن موقف التطيعمات واللقاحات مع خبراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وجنوب أفريقيا، أن السعودية بدأت برامج التطعيمات قبل أكثر من عقدين مستهدفة خمسة أمراض ارتفعت إلى ستة أمراض ووصلت حاليا إلى عشرة أمراض، مشيرا إلى وجود عوامل مهمة لنجاح برامج التطعيم في السعودية أبرزها صدور مرسوم ملكي يربط استخراج شهادة الميلاد بإكمال التطعيمات الأساسية وكشف عن ان تغطية التطعيمات بكافة أنواع اللقاحات تراوحت في السعودية العام الماضي بين 95 ـ 97 في المائة.

* خطة صحية استراتيجية

* وأفاد المزروع أن من أبرز عوامل نجاح البرنامج السعودي تنفيذ خطة استراتيجية مهمة لافتتاح المراكز الصحية والتي ارتفع عددها من 700 مركز إلى أكثر من 1780 مركزا في الوقت الحاضر، ساعد انتشارها على الوصول بخدمات الرعاية الصحية وغيرها لجميع أنحاء المملكة وشدد المزروع على أن نجاح برنامج التطعيم في السعودية رافقه خطة للتطعيمات التعزيزية التي تعطي لأطفال المدارس بالتعاون بين وزارة الصحة وإدارة الصحة المدرسية في وزارة المعارف.

وعكست هذه الخطة تراجع نسبة الإصابة بالأمراض المستهدفة، حيث تم استئصال شلل الأطفال بالكامل. كما نجح البرنامج في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف عبر حملات تطعيم لأطفال المدارس في سن 6 ـ 18 عاما، وتجاوزت نسب تغطية هذه الحملات معدل 97 في المائة بإجمالي 3.2 مليون طالب. وخلال الربع الثالث من العام الجاري لم تسجل في أنحاء المملكة سوى 18 حالة حصبة وأربع حالات حصبة ألمانية. وتراجعت إصابات الحصبة في السعودية بنسبة كبيرة خلال السنوات الأربع الأخيرة من 21 حالة لكل 100 ألف نسمة عام 1997 إلى 0.3 حالة عام 2001 بانخفاض يتجاوز 96 في المائة. وفي السعال الديكي، انخفضت الإصابات من 0.4 لكل 100 ألف نسمة عام 1997 إلى 0.2 عام 2001 . أما الدفتريا فلم تسجل أية إصابة منذ 1998هذا وقد حدا نجاح التجربة السعودية في استئصال الحصبة، العديد من دول العالم للاستئناس بالبرنامج السعودي للاستفادة منه في برامجها.

وكشف المزروع أن الاستراتيجية الوقائية في السعودية تتميز بإمكانية الوصول بهذه الخدمات إلى القرى والهجر والمدن، وتتركز على أربع خطوات أبرزها الاستفادة من الأمصال واللقاحات المتوفرة عالميا مع بداية تطبيقها، حيث تعد المملكة رائدة إدخال اللقاحات والتطعيمات المتعلقة بفيروسات الكبد، خاصة فيروس الكبد ب الذي حققت فيه نجاحا مهما تمثل في تراجع نسبة الإصابة من 6.7 بين كل مائة ألف نسمة عام 1989 إلى 0.3 عام .1997 وتشمل الخطوات الأخرى تعميم التطعيمات المرحلية والأولية على أطفال المدارس وفي المنازل، مشاركة المجتمع والتوعية الصحية لرفع نسبة التغطية التمنيعية ورفع مستوى ثقافة الأم، وتدريب العاملين الصحيين وتأهيلهم لعمليات وحملات التحصين.

ويرى المزروع أن الحملات الوطنية كان لها دور مهم في نجاح برامج التطعيم وساهمت بشكل فاعل في استئصال شلل الأطفال من خلال خمس حملات، إضافة إلى دور أمراء المناطق الذين ساعدوا على إنجاح برامج التطعيمات من خلال نزول العاملين الصحيين لتطعيم الأطفال في منازلهم ومقار سكنهم.

وحول أبرز النتائج التي توصل إليها أحدث تقرير عالمي عن التطعيمات والتحصينات والذي يعد الثاني من نوعه لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف والبنك الدولي، أكد المزروع أن ربع أطفال العالم يفتقدون الوقاية من الأمراض التي يمكن تفاديها باللقاحات.