استنساخ أول طفلة في العالم يثير شكوك العلماء ويؤجج الصراع حول أخلاقيات العلم

خبير فرنسي: «لا دليل» على ولادة طفل مستنسخ والمطلوب إثبات تطابق الخريطتين الجينيتين للأصل والمستنسخ

TT

اكدت العالمة الفرنسية بريجيت بواسولييه، العضو في فرقة الرائيليين الدينية الغريبة، مساء الخميس انها أولدت طفلة بتقنية الاستنساخ. ونقلت وكالة فرانس برس عن بريجيت بواسولييه رئيسة مؤسسة «كلون ايد» Clonaid للاستنساخ البشري التي انشأتها الفرقة في جزر البهاما عام 1997، ان الطفلة جاءت الى العالم الخميس بعملية قيصرية. واضافت «تمت العملية على ما يرام»، وان الطفلة الوليدة تبدو في صحة جيدة. وسيشكل هذا الحدث دخول البشرية في مرحلة التناسل دون اتصال بين الجنسين، اذ ستكون المرة الاولى التي يولد فيها طفل لا يكون ثمرة خليط وراثي (جيني) بين الاب والام بل نسخة طبق الاصل عن احد الوالدين.

وذكرت وكالة «اسوشييتد بريس» ان الطفلة استنسخت عن امها البالغة 30 عاما من العمر، وان ناطقا باسم البيت الابيض رفض التعليق على النبأ حال نشره بانتظار تفاصيل عملية الاستنساخ. ويعتمد الاستنساخ البشري على مبدأ بسيط لكنه شديد التعقيد اثناء التنفيذ، وهو نزع المادة الجينية من بويضة غير مخصبة وادخال المادة الجينية من خلية بشرية من متبرع محلها. وفي شروط مناسبة تأخذ خلايا البويضة بالانقسام والتكاثر متحولة الى جنين يزرع في رحم أم تحمله ليولد نسخة من الشخص المتبرع. ورفضت بواسولييه التي تقدم نفسها كـ«اسقف رائيلي مما يحيط عملها العلمي بالشكوك، ان تقدم المزيد من الايضاحات حول ظروف هذه الولادة، وخصوصا حول مكان الولادة. وكان من المقرر ان تدلي باعلان رسمي امس الجمعة في فلوريدا شمال مدينة ميامي، لكن لم يعلن عما ان كانت الطفلة ستعرض في هذه المناسبة.

وفي اول تعليق حول اعلان فرقة رائيل عن استنساخ طفلة، وقبل انعقاد المؤتمر الصحافي لمؤسسة «كلونيد»، صرح اكسيل كان الخبير الفرنسي في علم الوراثة في باريس، بانه «لا ادلة تثبت» ذلك. وطالما لم يحصل ذلك، فانه «يبقى مجرد ادعاء». واضاف انه كان «يجب ان يقوم علماء بوضع الخريطة الجينية للطفل المستنسخ والخريطة الجينية للشخص الذي استنسخ عنه الطفل، وان يثبتوا تطابق الخريطتين» لاثبات الاستنساخ. وشدد على ان التقنية «لم تنجح حتى الان لدى القردة والانسان».

وتساءل بعض الخبراء عن تطور الادراك والتصرفات لدى اي طفلة مستنسخة بعد تجاوزها لعمر الطفولة، اي «هل ستكون طبيعية؟ لان عملية الاستنساخ تتطلب اعادة برمجة للجينات، والعلماء لا يعرفون تأثير ذلك على التطور الذهني للنعاج والابقار والخنازير والفئران، اي لا يعرفون ما اذا كانت تصرفاتها طبيعية».

وقد تمكن العلماء حتى الآن من استنساخ فئران وخراف وماشية بدرجات متفاوتة من النجاح، وظهرت عيوب في بعض الحيوانات المستنسخة في مراحل لاحقة. ويخشى العلماء من حدوث عيوب مماثلة لدى استنساخ البشر، كما وانها واضافة الى كثرة حالات فشلها، فقد تصيب المولود الجديد بتشوهات كبيرة خلقية وجسدية بالاضافة الى التسبب بخلل في نظام المناعة وشيخوخة مبكرة.

وكانت بواسولييه قد صرحت قبل شهر ان زوجين اميركيين ينتظران هذه الولادة، كما صرحت لهيئة الاذاعة البريطانية ان مؤسسة «كلون ايد» ستستقبل لاحقا علماء مستقلين لتقييم دقة الاستنساخ. وتجدر الاشارة الى ان فرقة الرائيليين تأسست على يد الفرنسي كلود فوريلهون الملقب رائيل في .1973 وتؤمن الفرقة بأن مخلوقات فضائية خلقت الجنس البشر، كما تؤمن بان الاستنساخ قد يمد من عمر الانسان الى مئات الاعوام. وتنافس «كلون ايد» طبيب الخصوبة الايطالي سفيريون انتينوري لانتاج اول طفل مستنسخ. وكان انتينوري الشهر الماضي قد صرح انه يتوقع ان تلد احدى النساء اللواتي يعالجهن طفلا مستنسخا في يناير (كانون الثاني) المقبل في صربيا بيوغسلافيا، وهو واحد من ثلاثة اطفال في بلدان اخرى. كما قال زوجان اميركيان صيف هذا العام، انهما جزء من ستة ازواج يشاركون في عمليات استنساخ بشري باشراف البروفسور بانوس زافوس الخبير في الاخصاب في الولايات المتحدة.

وقد منعت عدة دول الاستنساخ البشري. وفي الولايات المتحدة لا يوجد قانون محدد ضده، الا ان وكالة الغذاء والعقاقير تطالب العلماء بالحصول على ترخيص منهل لأي تجربة على البشر. واعتبر الكثير من العلماء ان هذه التوجهات لا تتسم بالمسؤولية بينما وصفتها المجموعات الدينية والاجتماعية بأنها لا أخلاقية. ودعا عدد من الدول الى تحريم الاستنساخ عالميا، حيث ناقشت الامم المتحدة مقترحا لحظر الاستنساخ البشري.

=