يطلق العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل مشروع مختبر ضخم لاغراض البحث العلمي هو الاول من نوعه في المنطقة. وقال وزير التربية والتعليم الاردني خالد طوقان في تصريح لوكالة الانباء الاردنية، ان المختبر هو الاول من نوعه في المنطقة في استخدام اشعة السنكترون الفائقة القوة (السنكترون معجل للجسيمات الدقيقة المشحونة لتوجيه مسارها بالاعتماد على المجالات الكهربائية والمغناطيسية)، موضحا ان كلفة المشروع تقدر باربعة ملايين دينار اردني (6،5 مليون دولار). وينفذ المشروع الذي سيضع العاهل الاردني حجر الاساس له في السادس من يناير (كانون الثاني) المقبل في عمان، برعاية منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو).
ويشيد المختبر الذي سيمتد على خمسة الاف متر مربع في قلب مجمع يضم ايضا مكتبات وقاعات للكومبيوتر وورشا هندسية واخرى الكترونية، وقد قدمت المانيا تجهيزات هذا المجمع التي بلغت قيمتها 60 مليون دولار. واكد وزير التربية اهمية المشروع للاردن معتبرا انه «نقلة نوعية» للابحاث في الاردن وانه سيشكل «قاعدة للتعاون بين الدول لاغراض البحث العلمي وتطبيقاته». وتشمل الاستخدامات العلمية للمختبر البحوث التجريبية والتصوير الضوئي الدقيق للجزيئات والتشخيص الدقيق للامراض فضلا عن البحوث البيولوجية ودراسة العينات الاثرية.
يذكر ان ضوء السنكترون تم اكتشافه في الاربعينات من القرن الماضي، وهو يتمتع بطاقة اشعاعية كبيرة في التدقيق في مكونات الاجسام ومنها الجزيئات الصغيرة جدا مما يجعله وسيلة مهمة في تأمين المعلومات للابحاث العلمية في مختلف المجالات. وكان الاردن، الذي وقع اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية التي تمنع استخدام الطاقة النووية لاغراض عسكرية، بدأ في العام 2000 بناء مفاعل نووي صغير لاغراض مدنية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.