كاشف ألغام روسي يرصد مكونات المتفجرات بدلا من أغلفتها

أشعة نووية تكشف موقع اللغم بدقة بالغة ويمكن استخدامها لكشف المخدرات

TT

توصل باحثون روس الى صنع نظام فعال وسريع للكشف عن الألغام وتعطيل عملها. ويختلف الجهاز الجديد نوعياً عن الأجهزة المستخدمة في الوقت الحاضر لهذا الغرض إذ ينفرد بإمكانية كشف موقع وايقاف مفعول 99.6% من المواد المتفجرة على مساحة 290 متراً مربعاً في فترة زمنية قياسية لا تتجاوز ساعة واحدة. كما تزيد مؤشرات فعالية الجهاز عدة مرات عن مثيلاتها في الأجهزة المشابهة، وتزيد موثوقية الجهاز بمقدار 20% عنها.

وتم اختبار الجهاز الجديد من قبل معهد فيزياء أكاديمية العلوم الروسية الذي يحمل اسم العالم ليبيديف بمساهمة عدد من معاهد البحوث العسكرية التابعة الى وزارة الدفاع في روسيا.

ويعمل الجهاز الجديد بطريقة الحمل الحراري لأشعة غاما، وهي الطريقة التي تطلق عليها تسمية «حمل غاما» اذ يقوم الجهاز، أثناء عمله، باطلاق حزمة من أشعة غاما التي توثر بدورها على كافة المواد المتفجرة المعروفة والمستخدمة في الوقت الحاضر والتي يدخل في تركيبها، بنسبة عالية جداً، كل من عنصر الكربون والنتروجين.

وبنتيجة تفاعل أشعة غاما مع المادة المتفجرة يتكون نظير عنصر البورون B-12 ونظير عنصر النتروجين N-12، التي يقدر زمن نصف دورة انحلالها بـ 20 و 11 مللي ثانية على التوالي، وخلال عملية الانحلال تقوم هذه النظائر بإصدار دفق من الجسيمات الثانوية التي يتمكن الجهاز من رصدها بسهولة. ويمكن تكرار العملية بعد فترة زمنية قصيرة جداً لا تزيد عن 20 مللي ثانية بتوجيه حزمة أشعة غاما على موقع آخر، وهكذا الى ان يتم اجراء مسح شامل على المساهمة المعرضة للكشف كافة.

وتعتبر هذه المزايا نوعية لأن الغالبية العظمى من الأجهزة المستعملة للكشف عن الألغام تعمل على أساس البحث عن موقع الأغلفة المعدنية للألغام وليس على مكوناتها المتفجرة وبالتالي تستغرق عملية كشف المواد المتفجرة فترة زمنية طويلة جداً بسبب كثرة وجود المواد والأجسام المعدنية في الأرض. أما الألغام غير المعدنية فيتم الكشف عنها عادة بواسطة الأجهزة التي تعمل على أساس تحسس مادة العوازل غير المتجانسة في الأرض. وهذا بدوره يؤدي الى زيادة ملحوظة في عدد عمليات الكشف الكاذبة.

وفي الوقت الحاضر ما زالت تستخدم أنواع مختلفة من أجهزة الكشف عن المواد الذاتية الانفجار، ولكل نوع طريقته الخاصة في البحث، فالنوع الأول يعمل فقط في حالات الثبات أو السكون، ويستخدم النوع الثاني في الكشف عن الألغام في المباني المغلقة فقط، أما النوع الثالث فيستخدم باستقبال ترددات معينة تتأثر بشكل ملحوظ بالتشويش أو الضجيج الصناعي ويكون استخدامها مكلفاً جداً والنوع الرابع والأخير يعمل بفاعلية لغاية عمق لا يتعدى 20 سنتمتراً.

وعلى هذا الأساس جرى تصميم الجهاز الجديد بحساب كافة التحديدات أو التقييدات الملازمة للأنواع الأربعة المذكورة. بالاضافة الى ذلك يمتاز الجهاز الجديد بامكانية تحطيم اللغم المكتشف بوسائل عديدة تجرى عن بعد، دون تدخل الأشخاص العاملين واحتكاكهم مباشرة مع المادة المتفجرة.

وقد قُدمت أخيراً طلبات لاقتناء الجهاز الجديد من قبل هيئة الكشف عن الألغام، وأجهزة الرقابة، ومؤسسة الجمارك في روسيا لا لاستخدامه في الكشف عن المواد المتفجرة فحسب، بل وحتى المخدرات ذات الأصل الطبيعي التي تحتوي في تركيبها، عادة، على عنصر الكربون.