شركات الأدوية «تختلق مرضا جنسيا نسويا بهدف الكسب التجاري»

مؤتمرات علمية للترويج لمرض العجز الجنسي الأنثوي لإنتاج «فياغرا نسائية»

TT

شنت المجلة الطبية البريطانية في افتتاحية لها، حملة شعواء على شركات انتاج الادوية التي تروج لمزاعم لم تثبت علميا، حول اصابة اكثر من 40 بالمائة من النساء بحالة «الاختلال الوظيفي الجنسي»، وذلك بهدف الربح السريع من انتاج عقار «فياغرا نسائي» مماثل للعقار المعروف للرجال.

وقالت الافتتاحية ان «الاختلال الوظيفي الجنسي لدى النساء» هو اكثر الامثلة وضوحا حتى الآن على «اختلاق الامراض بتوجيهات ودعم من الشركات الكبرى». ويقول نقاد الشركات ان هذا المرض خيالي ولا يوجد الا في مخيلة الشركات التي اختلقته للترويج لعقاقير جديدة تكسب منها الملايين كما حدث للفياغرا التي تربح شركة «فايزر» المنتجة لها 1.5 مليار دولار سنويا. لكن اطباء آخرين يعتقدون بوجود نوع من انواع الاختلال.

وتعدد الافتتاحية ملتقيات ومؤتمرات علمية نظمت منذ عام 1997 مولتها شركات الادوية بهدف وضع تعريف لهذا المرض، واسباب حدوثه. ولا يمكن من دون هذا التعريف العمل على صنع الادوية اللازمة له، او الشروع باجراء اختبارات سريرية عليه. وظهر ان غالبية العلماء الذين نشروا دراساتهم او قدموها امام هذه الملتقيات كانوا مدعومين ماليا من قبل شركات الادوية.

ومن بين الادعاءات المنتشرة، ان 43 في المائة من النساء اللواتي تزيد اعمارهن عن 18 عاما يعانون من مرض الاختلال الوظيفي الجنسي، مقابل 31 في المائة من الرجال. وظهر ان هذا الرقم (43) جاء من مسح اجري عام 1992 وشمل 1500 امرأة، سئلت كل واحدة منهن ان كانت تعاني من انعدام الرغبة في ممارسة الجنس او التخوف من ضعف الاداء الجنسي. واجابت هذه النسبة بـ«نعم»، مما دفع الباحثين الممولين من قبل الشركات، الى الاعلان عن وجود هذا المرض، رغم ان هذه الاجابة لا تعني بالضرورة وجود اي مرض لدى النساء.

وتقول افتتاحية المجلة الطبية ان الاسباب المتشابكة التي تتداخل فيها العوامل الاجتماعية والشخصية والجسدية للنساء التي تقود الى صعوبات في ممارسة الجنس، لم تؤخذ بنظر الاعتبار. وكان ذلك مناسبا لهدف الركض وراء اختلاق المرض وانتاج دواء له، وجني الارباح. وذكرت الافتتاحية سبعة ملتقيات حول هذا المرض بين اعوام 1997 و2002 والشركات الراعية لها التي كانت اكثرها من شركات الادوية. وظهر ان 18 باحثا على الاقل من الذين وضعوا تعريفا للمرض كانوا ممولين من قبل الشركات او مرتبطين بشكل ما بها http://bmj.com/current.shtml. ونقلت وكالة رويترز ان شركات دواء رفضت امس (الجمعة) المزاعم التي اوردتها المجلة الطبية. وتقول الشركات انها تسعى لعلاج ملايين النساء اللواتي يعانين من متاعب جنسية تشبه مشاكل الضعف الجنسي التي يعالجها عند الرجال عقار الفياغرا. وقال الدكتور ريتشارد تاينر المدير الطبي لرابطة الصناعات الدوائية في بريطانيا لهيئة الاذاعة البريطانية «كل مافي الامر هو تقديم بديل يستخدمه الطبيب اذا لزم الامر».كما انكرت متحدثة باسم شركة «فايزر» المنتجة للفياغرا الادعاءات.