50% من مدخني «الشيشة» في السعودية ينتقلون إلى «المعسل» في اعتقاد خاطئ بقلة أضراره

TT

أكد باحث متخصص في أمراض الجهاز التنفسي أن نحو 50 في المائة من مدخني الشيشة في السعودية تحولوا إلى تدخين المعسل، اعتقاداً منهم بأن الأضرار الصحية الناتجة عن المعسل أقل خطورة من الشيشة. وأشار الباحث إلى أن تدخين المعسل الذي انتشر في السنوات القليلة الماضية بين جميع طبقات المجتمع السعودي، وخاصة بين طبقتي الشباب والنساء، كان نتيجة لسهولة تحضيره وما يصاحب ذلك من طقوس تعد له، إضافة إلى تنوع نكهاته التي توائم جميع الأذواق. وأبلغ الدكتور فؤاد زهران استشاري أمراض الجهاز التنفسي «الشرق الأوسط»، أن دراسة بحثية قام بها، أظهرت أن تدخين المعسل في الوقت الحالي يمر بذات المراحل التي مرت بها الشيشة خلال العقود الماضية من اعتقاد خاطئ بين متعاطيها أنها أقل خطورة من السجائر. وبين أن تدخين الشيشة الذي انتشر في الجزيرة العربية بشكل كبير، ساهم في تعريض المدخنين لأمراض الجهاز الهضمي والحموضة وسرطان المعدة وتأثر الجهاز الدوري وأمراض القلب، إضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي ووظائف الرئة والإصابة بالسرطان الرئوي.

وأفاد الدكتور زهران أنه تطرق في دراسته إلى المقارنة بين مستوى مادة ضارة لغير المدخنين والمدخنين للسجائر أو للشيشة، حيث لاحظ أن مستواها عند الجنسين من مدخني الشيشة أعلى بكثير مما هو عليه مدخن السجائر أو غير المدخن. علاوة على أن مدخن الشيشة يحتفظ بكمية من أول أكسيد الكربون عند حرق «الجراك» بالفحم، مما تنتج عنه زيادة السعال والدوار والصداع والخفقان والغثيان.

وتطرق الباحث إلى دراسة تأثيرات تدخين الشيشة والسجائر على اداء الوظائف الرئوية، حيث لاحظ أن هناك انخفاضا واضحا فيه مع تقدم العمر عند المدخنين، ووجد بعد حساب أخطار الإصابة بمرض انسداد الممرات التنفسية، أن 18.5 و 17.5 في المائة من الذكور من مدخني السجائر أو الشيشة على التوالي معرضون لخطر الإصابة بهده الأمراض، ونحو 9.7 و 35.9 في المائة عند الإناث للسجائر والشيشة على التوالي. وأوضح الدكتور زهران، أنه تم التعرف على تأثير التدخين على مستوى الشحميات في الدم والكوليستيرول، ولوحظ أن تدخين الشيشة يزيد من نسبة الكوليستيرول وثلاثي الجلسريدات وكوليستيرول البروتين الشحمي واطئ الكثافة بالمقارنة مع مدخني السجائر أو غير المدخنين من الأعمار نفسها. كما أظهر مدخنو الشيشة نقصا واضحا في نسبة الكوليستيرول الشحمي عالي الكثافة إلى نسبة الكوليستيرول بالمقارنة مع مرضى الافقار من مدخني السجاير. وتم في البحث إجراء تحليلات لدم مدخني السجائر والشيشة والتعرف على نسب كل من الهيموجلوبين، الكاربوكس هيموجلوبين وحجم الخلايا التراكمي، والتعرف على تأثير التدخين على تلك القيم. وخلص الباحث من الدراسة إلى أن التعرض لأول أكسيد الكربون من تدخين الشيشة والسجائر والمعسل يمكن أن يكون السبب المحتمل لمرض كثرة الحمر الثانوية.