12 ألف أزمة قلبية في القاهرة سنويا بسبب التلوث بالرصاص

TT

كشفت دراسة علمية أن معدلات التلوث بالرصاص سواء في الهواء أو الطعام أو مياه الشرب، تتسبب في احداث 12 الف أزمة قلبية سنويا بين سكان القاهرة الكبرى الذين يتراوح عددهم بين 12 مليون نسمة نهارا و10 ملايين ليلا.

ويقول استاذ الامراض الباطنة والقلب والسمية البيئية بكلية الطب قصر العيني الدكتور محمود عمرو في حديث لــ«الشرق الأوسط» ان تعدد مصادر التلوث بالرصاص في انحاء القاهرة يهدد بوقوع كوارث كبيرة نظرا لكثرتها سواء بسبب مسابك صهر الرصاص أو الصناعات المختلفة شمال وجنوب القاهرة أو الصرف الصناعي ومياه النيل ومياه الشرب الى جانب أتربة الرصاص الناتجة عن طلاء المباني والتي يدخل الرصاص في تركيبها حيث تتآكل مع الزمن لتلوث الهواء بالاتربة المشبعة بالرصاص ومواسير مياه الشرب المصنوعة من الرصاص.

واشار عمرو الى ان كل هذه المصادر تطلق ما بين 250 الى 350 طن رصاص في الهواء سنويا، ويؤكد: انه بمجرد دخول الرصاص الى الجسم تبدأ رحلة امتصاصه خلال الدم الى الكبد والكلى والرئة والمخ والطحال والعضلات والقلب وانه بعد بضعة اسابيع ينتقل الى العظام والاسنان ويستقر لعشرات السنين.

واضاف انه نتيجة لتعرض الاطفال لتركيزات عالية من الرصاص فقط أوضحت الدراسات العلمية أنه يتسبب في خفض الذكاء بحوالي 4.25 نقطة وانه نتيجة لتعرض الامهات الحوامل للرصاص يموت 820 طفلا سنويا بالقاهرة. كما يسبب التلوث بالرصاص ما بين 6500 الى 12 الف حالة ازمة قلبية بين السكان بخلاف حالات الوفاة التي تتراوح بين 6300 الى 11 ألفا سنويا في القاهرة وحدها.

وعلل الباحث المصري اسباب ذلك الى ان ارتفاع نسبة الرصاص في الدم تقود الى ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين وهو ما يؤدي الى اصابتهم بالامراض والازمات القلبية، ويؤكد ان اجمالي حالات الوفاة الناتجة عن التلوث بالرصاص سنويا قد تصل الى 25 ألف مواطن، وهو الامر الذي يتطلب اتمام نقل ورش صهر الرصاص التي تحيط بأنحاء القاهرة حيث يتم صهر بطاريات السيارات لاستخلاص الرصاص منها مما يرفع من معدلات الرصاص في هواء القاهرة وحدها دون غيرها من أنحاء مصر.

وعلى صعيد آخر أوضحت دراسة علمية اخرى ان تلوث هواء القاهرة بالادخنة والاتربة اخطر كثيرا من التدخين حيث اكد استاذ امراض الصدر بطب عين شمس الدكتور محمد تاج الدين ان زيادة نسبة الغازات والاتربة والادخنة والكيميائيات اشد خطرا على الجهاز التنفسي من تدخين السجائر، لان الاتربة العالقة بالهواء تترسب على جدران الشعب الهوائية وهو الامر الذي يحدث انقباضا بالرئة وتصلبا للشعيرات الهوائية والأوعية الدقيقة ما يقود الى حدوث الربو الشعبي المزمن.

واكد تاج الدين ان الجهاز التنفسي له قوة دفاعية كبيرة ضد المواد العالقة بالجو، حيث يتم التخلص منها عن طريق الشهيق ولكن الغبار يترسب على الغشاء المخاطي في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وعندما يزداد عدد هذه الجزئيات وكثافتها ويقل حجمها فإنها تصل الى اسفل الرئة وتؤدي الى نوع من النزلات الشعبية المزمنة كما وجد ان كثيرا من الجراثيم والميكروبات قد تدخل الى الجهاز التنفسي محملة على هذه الجزئيات العالقة بالجو مما يساعد على حدوث التهابات رئوية مزمنة.