13 في المائة من أفراد المجتمع السعودي يعانون من مرض السكري وربع النساء من السمنة

استشاري سعودي لـ«الشرق الأوسط»: نبحث مع جامعة لوس أنجليس طرق زراعة خلايا البنكرياس للمرضى السعوديين قريباً * نسبة الإصابات بالسكري في عُمان والكويت ومصر تبلغ نحو 14 في المائة، أي ضعف المعدلات في دول أوروبا وأميركا الشمالية تقريبا

TT

أكد استشاري سعودي أن مرض السكري من الأمراض الأكثر شيوعاً في السعودية ومنطقة الخليج، مشيراً إلى أن الدراسات تدل على أنه يصيب نحو 13 في المائة من الجنسين بالتساوي في المملكة واعتبر أن السكري هو السبب الرئيس للعمى والفشل الكلوي، وكذلك الإصابة بتصلب الشرايين وماينتج عن ذلك من أمراض القلب والجلطات الدماغية.

وذكر الدكتور علي الزهراني استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السمنة هي أحد العوامل الرئيسة للإصابة بمرض السكري، ومعظم مرضى السكري من النوع الثاني مصابون بالسمنة أيضاً.

وقال الدكتور الزهراني أن إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ستستضيف خلال الفترة من 26 الى 29 يناير (كانون الثاني) الجاري بمركز دبي التجاري العالمي، المؤتمر والمعرض الدولي للصحة العربية 2003، الذي ينظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الإماراتية. وسيناقش المؤتمر الصحة الإلكترونية، والأمراض المعدية، والإدارة الصحية، والجراحة الآلية، والأشعة التشخيصية والعلاجية، والأمراض الشائعة في المنطقة العربية وتحديداً السكري والسمنة وكشف عن أن اختيار موضوعي السمنة والسكري يأتي نتيجة لمدى انتشارهما في أوساط المجتمعات العربية ونتيجة للعبء الصحي والمادي اللذين يمثلانه في القطاع الصحي.

وكان لـ«الشرق الأوسط» الحوار التالي معه:

* السكري والسمنة

* لماذا اخترتم كمنظمين، أمراض السكري والسمنة كأحد مواضيع المؤتمر الرئيسة؟

ـ تم هذا الاختيار نظراً لمدى الانتشار الهائل لهذه الأمراض المزمنة وخطورة مضاعفاتها على المصابين بها، وكذلك لأنها من الأمراض التي تستنزف الموارد المالية في المجال الصحي وتمثل عبئاً كبيراً على ميزانية القطاع الصحي في جميع الدول، وخاصة النامية. والسكري على سبيل المثال هو السبب الرئيس للعمى نتيجة إصابة شبكية العين بالعطب، وهو السبب الرئيس في الفشل الكلوي، وكذلك الإصابة بتصلب الشرايين وماينتج عن ذلك من أمراض القلب والجلطات الدماغية.

والسمنة والسكري بينهما ترابط قوي، إذ أن السمنة هي أحد العوامل الرئيسة للإصابة بمرض السكري، ومعظم مرضى السكري من النوع الثاني مصابون بالسمنة أيضاً. وباختصار فإن اختيار موضوعي السمنة والسكري يأتي نتيجة لمدى انتشارهما في أوساط المجتمعات العربية ونتيجة للعبء الصحي والمادي اللذين يمثلانه في القطاع الصحي.

* ما هي نسبة انتشار السمنة والسكري في السعودية والمنطقة العربية؟

ـ مرض السكري من الأمراض الأكثر شيوعاً في السعودية ومنطقة الخليج، إذ أن الدراسات تدل على أنه يصيب نحو 13 في المائة من الجنسين بالتساوي في السعودية، وهناك نسبة مماثلة تقريباً مصابة بارتفاع في مستوى سكر الدم فوق المعدل الطبيعي، ولكن لم يصل بعد إلى الحد الذي يمكن تشخيصه بالسكري. إلا أن هذه الفئة الأخيرة معرضة بنسبة كبيرة جداً للإصابة بالمرض في السنوات القليلة القادمة، وهذا يعني أن نحو 25 في المائة من المجتمع مصابون باعتلال في الوظائف الفسيولوجية الطبيعية التي تنظم معدل السكر في الدم، النصف منهم مصاب بالسكري والنصف الآخر في طريقه إلى الإصابة به.

وتؤكد دراسات أخرى مشابهة أجريت في عدد من الدول العربية على أن معدل الإصابة بالسكري عالية أيضاً، ففي عُمان وجد أن نسبة الإصابة تبلغ نحو 14 في المائة، وفي الكويت ومصر وجد أن النسبة مماثلة. وهذه النسب تساوي تقريباً ضعف المعدلات في دول أوروبا واميركا الشمالية. كما أن السمنة منتشرة هي الأخرى، فقد وجد أن نسبة السمنة في السعودية بين الرجال 16 في المائة وفي أوساط النساء 24 في المائة، ونسبة ارتفاع الوزن عن المعدل الطبيعي والتي لم تصل بعد إلى الحد الذي يمكن أن يشخص كسمنة هي 29 في المائة عند الرجال و27 في المائة عند النساء، وهذه النسب أيضاً تصل في بعض الحالات إلى ضعف معدل الإصابة في الدول الغربية، إذ أن نسبة الإصابة بالسمنة في الولايات المتحدة تبلغ نحو 12 في المائة عند الرجال و 12 في المائة عند النساء.

* ما هي الوسائل المتاحة حالياً لمكافحة أمراض السكري وما هي الإستراتيجيات المستقبلية سواء على المستوى المحلي أو العالمي؟

ـ في مجال الحماية فإن الغذاء الصحي والرياضة المنتظمة ما زالتا تمثلان أفضل وسائل الحماية من السكري والسمنة، أما في مجال العلاج فانه يتوفر في السعودية، كما هو الحال في معظم دول العالم، كل الوسائل المهمة في مجال التشخيص والعلاج، إذ توجد عدة أنواع من الأقراص والأنسولين التي تستخدم في علاج السكري وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة عدة أنواع جديدة سواء من الأقراص أو الأنسولين والتي أعطت المريض والطبيب مرونة أكبر في المحافظة على معدل السكر في الدم بحدود المعدل الطبيعي، وكذلك فأن مضخات الأنسولين دخلت السوق الخليجية منذ فترة وإن كان استخدامها على نطاق ضيق حتى الآن.

* ما الذي سيقدمه مؤتمر الصحة العربية في مجال السيطرة على أمراض السمنة والسكري لمواطني المنطقة؟

ـ سيزخر المؤتمر بمناقشات علمية متميزة يحاضر فيها نخبة من العلماء من ألمانيا وبريطانيا وأستراليا واميركا وتغطي مواضيع السمنة والتغذية وتأثيرهما على أمراض ضغط الدم المرتفع وأمراض الشرايين. كما يتناول العلماء المستجدات الحديثة في مكافحة مرض السكري، والعناية بأقدام مرضى السكري، إضافة إلى ورشة عمل تركز على الوسائل الفعالة في معالجة مرض السكري بالإضافة إلى محاضرة عن أمراض القلب وعلاقتها بمرض السكري والسمنة.

* التعامل الواعي مع مشكلة السمنة ومرض السكري

* ما ينقص مجتمعاتنا العربية للتعامل مع هذه الأمراض هو الوعي الصحي في الدرجة الأولى، إذ أن الغالبية العظمى من المجتمعات العربية لا تمارس النشاط الرياضي بشكل منتظم وتتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، كما أن زواج الأقارب يقوي الاستعداد الوراثي. وهذه الأمور مجتمعة، أي الاستعداد الوراثي، والغذاء ذو السعرات الحرارية المرتفعة، وعدم ممارسة الرياضة هي عوامل رئيسة للإصابة بالسكري والسمنة. يأتي بعد ذلك الوعي الصحي للمصاب بالمرض، لأن الغالبية العظمى من المرضى المصابين لا يولي اهتماماً بالعلاج حتى تبدأ علامات الإصابة بالمضاعفات المزمنة والتي عادة ما تظهر بعد سنين عديدة من المرض وحينها يكون الوقت متأخراً، كون المضاعفات يصعب علاجها وإعادة العضو المصاب إلى حالته الطبيعية ليست ممكنة. كما أن على عاتق الأطباء والمؤسسات الصحية والإعلامية مسؤولية كبيرة في تثقيف المجتمع بشكل مستمر وعلمي.

* زراعة خلايا البنكرياس

* ومن أهم التطورات التي حدثت في علاج مرضى السكري ، النجاح الكبير الذي حققته زراعة خلايا البنكرياس، وتجرى هذه الزراعة في عدة مراكز في الولايات المتحدة وكندا. ونقوم حالياً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض بالتعاون مع جامعة لوس أنجليس للقيام بزراعة خلايا البنكرياس في المستشفى التخصصي بالرياض في المستقبل القريب، وذلك للمرة الأولى على نطاق الشرق الأوسط.