تلسكوب روسي متطور بقابلية رصد فائقة للنجوم والأجسام الكونية النائية

TT

انتجت احدى الشركات الروسية المتخصصة في صناعة الاجهزة البصرية تلسكوبا يتميز بفرادة وافضلية مواصفاته بالمقارنة مع جميع انواع التلسكوبات المستخدمة في الوقت الحاضر. وقد استخدمت الشركة، عند التصنيع، حلولا تكنيكية جديدة ومتقدمة، إذ تم تصميمه بشكل يختلف جذريا في مظهره الخارجي عن بقية التلسكوبات المستخدمة في الوقت الحاضر، فقد استعيض عن الشكل الاسطواني لأنبوبة التلسكوب التي يتم تثبيت مرآة التلسكوب في داخلها بتصنيع هيكل كروي الشكل يبلغ قطره 50 مترا يتكون من طبقتين ترتبطان مع بعضهما البعض بإحكام وغلاف ثبتت في داخله مرآة قطرها 25 مترا تقابلها فتحة خارجية ذات قطر اكبر قليلا من ذلك. ويقوم الهيكل نفسه بمقام قبة ملجأ التلسكوب، ولذلك استعيض عن هذه الاخيرة عند تصميم التلسكوب لتكامل تركيبه الذي يعوض وجود القبة.

وعند الاستخدام يتم تحريك الهيكل مع المرايا وتدويره بدقة فائقة حول المحور العمودي او الافقي حسب الحاجة. وقد استخدم حل تكنيكي اصيل عند تثبيت المرآة مع الاخذ بنظر الاعتبار حجمها الضخم وضرورة ان يكون تثبيتها سهلا وباعتمادية عالية، وان تمتاز بخفة الوزن وتأمين سيطرة تامة عليها وحمايتها من جميع المؤثرات الخارجية مهما كانت طفيفة بالاخص حمايتها من الارتجاج، ولذا تم اللجوء الى انتاج مرآة التلسكوب بطبقات متعددة تستند على قاعدة مصنعة من شبكة معدنية لتسهيل تركيبها وضمان اعتمادية عالية عند الاستخدام. ويتميز التلسكوب الجديد بفاعلية انتاجيته العالية جدا، اذ تقدر قابليته الرصدية بأكثر من 29 أقدارا نجمية «ستار ماجنتديوس» Star Magnitudes، أي امكانية رصد النجوم والاجسام الكونية على مسافات شاسعة جدا وقدر النجوم يحدد بريقها او شدة لمعانها، علما ان قابلية العين المجردة تصل الى القدر السادس فقط، اي ان اقل النجوم خفوتا، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، هي من القدر السادس حسب هذا التصنيف. ويتم ترتيب التدرج في اقدار النجوم على اساس الزيادة في لمعان النجوم من قدر الى آخر بمرتين ونصف المرة تقريبا، اي ان النجوم من القدر الخامس، على سبيل المثال، يزيد لمعانها بمرتين ونصف المرة تقريبا عن نجوم القدر السادس.. وهكذا.

وقد تم تصنيع التلسكوب الروسي الجديد في معامل الشركة الانتاجية العلمية «فيزياء الفلك» التابعة للمركز القومي الروسي للعلوم الكائن في مدينة موسكو.