جهاز ألماني لرصد الأسلحة الجرثومية في الجو

نظام إنذار مبكر من الجمرة الخبيثة والجدري والطاعون يكرر مسح الأجواء كل 20 دقيقة

TT

انشغلت الدول الغربية في الحديث عن الأسلحة البيولوجية منذ عمليات 11 سبتمبر، وتفشت حالة من الهلع من استخدام الإرهابيين لهذه الأسلحة في المدن الكبرى. وتجري الاستعدادات في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها على قدم وساق خشية التعرض للجمرة الخبيثة أو فيروسات الجدري التي يعتقد أن الإرهابيين يملكون شيئا منها. وحتى الآن يعول الجيش الأميركي على مدرعات «فوكس» الخاصة بتقصي أسلحة الدمار الشامل، وهي مدرعات تعمل بمثابة مختبرات متنقلة، للكشف عن الجراثيم في الجو. الا ان العلماء الألمان كشفوا عن جهاز قادر على رصد الجراثيم في الجو بشكل مستمر والتبليغ عنها خلال وقت قصير. ويكمن نجاح الجهاز في صغر حجمه نسبيا وفي سرعة التقاطه لوجود الجراثيم في الجو الأمر الذي يؤهله للعمل كجهاز إنذار مبكر ضد أخطر الأسلحة البيولوجية.

* إنذار مبكر

* وذكر العلماء من معهد الأبحاث التقنية والبيئية في دويسبورغ (غرب) أن حجم الجهاز لا يزيد على حجم كرتون علب الكوكا كولا وأن مظهره لا يشي بخطورة المهمات التي يتصدى لها. وهذا ما يؤهله للنقل بشكل سريع والاستخدام في القاعات المغلقة، مثل مباني الوزارات والملاعب وأماكن التجمعات البشرية، التي تعتبر مهددة أكثر من غيرها بالعمليات الإرهابية.

ويرى مدير معهد دويسبورغ غونتر شوبه، أن سر أهمية الجهاز يكمن أيضا في سرعته في التعرف على أنواع الجراثيم السائدة في الهواء وبالتالي كسر «حلقة الإرهاب البيولوجي» التي تعتمد على عناصر المفاجأة والانتقال الصامت للعدوى. وسواء في التجارب المختبرية أو في الواقع العملي في الهواء الطلق فإن الجهاز يعمل وفق طريقة امتصاص عينة من الهواء ومن ثم خلطها بالماء. ويتولى الجهاز اوتوماتيكيا بعد ذلك مقارنة قطرات من الماء على رقيقة الكترونية بيولوجية تحمل نماذج من الأجسام المضادة لمختلف الجراثيم الخطرة مثل الجمرة الخبيثة والجدري والطاعون. ويطلق الجهاز إنذارا لتحذير المراقبين حال امتزاج الأجسام المضادة بالجراثيم الموجودة في الجو. ولأن العلماء صبغوا الأجسام المضادة بمادة مشعة فإنها ستشع أكثر في حالة لقائها بالجراثيم المضادة لها. ويقيس الجهاز مدى تركيز الجراثيم في الجو من خلال قياسه لشدة الإشعاع المنطلق عن التفاعل.

وعبرت الباحثة ثيكلا كيفماير، رئيسة فريق العمل، عن استعداد المختبر منذ الآن لتحليل عينات الهواء لمن يرغب بشرط أن يتولى الراغبون جلب العينات إلى دويسبورغ وفق الشروط الصحية والوقائية المعروفة. ويكفي كمثل، في حالة العثور على مظروف يحتوي على مسحوق أبيض في قاعة ما، أن يجري أخذ عينة من الهواء القريب من المظروف ليجري فحصها بواسطة الجهاز.

وهذه ليست جميع مزايا الجهاز لأن كيفماير تحدثت عن ميزة خاصة : قدرة الجهاز على كشف وجود أكثر من سلاح جرثومي في الجو مرة واحدة. كما يمكن للجهاز في ذات الوقت أن يحدد تركيز كل من هذه الجراثيم في الجو وإطلاق الإنذار اللازم. وعن معنى الرقابة «الدائمة» للجهاز على الجو قالت كيفماير إن الجهاز يعيد تحليل الجو المحيط كل 20 دقيقة، وهي الفترة التي يستغرقها التحليل كل مرة. وعملت كيفماير وزملاؤها اكثر من سنة على تطوير الجهاز وتنتظر وصول طلبات كافية من الصناعة، ووصول طلبات الممولين كي تستطيع أن تتحدث عن إمكانية إنتاجه بكميات سوقية. وطبيعي فقد حفزت أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 فريق العمل للشروع في المشروع برغبة توفير الحماية للمناطق المدنية. ويخطط فريق العمل حاليا لابتكار جهاز مشابه للكشف عن آثار الاسلحة الكيماوية في الجو.