المخاطر تتهدد مشروع المحطة الفضائية الدولية والحداد يلف طاقمها

منصة تحلق على ارتفاع 244 ميلا فوق الأرض وتلفها كل 90 دقيقة

TT

يمثل توقيف مهمات اسطول المكوك الفضائي المتألف حاليا من ثلاثة مكوكات، بعد تفجر المكوك «كولومبيا»، تحديا ضخما وخطيرا للمحطة الفضائية الدولية، وللدول الست عشر التي تحاول الحفاظ عليها كمحطة دائمة في الفضاء.

وكانت كل المهمات المبرمجة لهذه السنة، والسنة المقبلة، مخصصة لنقل الرواد والمعدات للمحطة الفضائية التي ما زالت تحت الانشاء منذ عام 1998. ولكن هذا البرنامج اصبح في حالة فوضى عارمة. ويقول الخبراء انه إذا استمر هذا التأخير لأكثر من سنة، فقد يصبح من الصعب منع المحطة من السقوط نحو اجواء الأرض. ولحد الآن كان المكوك يرفع المحطة ويقيها من الهبوط التدريجي لمدارها.

وحاليا وبينما لا يزال المحققون يمشطون شرق ولاية تكساس ولويزيانا بحثا عن قطع من المكوك كولومبيا، تحوم المحطة الفضائية على ارتفاع 244 ميلا فوق الأرض في يومها الـ1543، وتدور حول الأرض مرة كل تسعين دقيقة. ويقول المسؤولون أن طاقم المحطة المكون من رائدين أميركيين ورائد روسي كانوا في حالة حداد وعزلة, بينما تصل اليهم مركبة «بروغريس» الروسية.

* مؤن ومعدات

* ويوجد على متن المحطة حوالي ثلاثة اطنان من الطعام ومعدات البحث والمؤن الأخرى التي تكفي الطاقم حتى شهر يونيو(حزيران). وتم برمجة زيارات أخرى من مركبة «بروغريس» خلال السنة لتزويد الرواد. وإذا لزم الأمر فيمكن سحب الرواد في الرحلة المعدة لشهر ابريل(نيسان) بمركبة «سويوز» الروسية للانقاذ.

وبغض النظر عن المشاكل يصر موظفو وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» على أن المحطة الفضائية ستنجو كما نجا مشروعها خلال عقدين من الزمان دارت فيهما من المعارك حول الميزانية، ومراجعات لمهمتها وتصميمها. وباعتبار المحطة منصة مهمة لما سيأتي في عصر اكتشاف الفضاء، فإن الادارة الاميركية الحالية ملتزمة بتوسعيها. ويقول الجنرال مايكل كوستلنك مساعد مدير «ناسا» للمحطة الفضائية، انهم سيجدون حلا للمشكلة, ويعودون للطيران. وأضاف أن الميزانية تضم أموالا لمخطط توسيع طويل الأمد. وتسمح لميزانية أيضا بتطوير«طائرة مدارية فضائية»، وهي مركبة متعددة الاستخدام ستحل محل مركبة «سويوز» المستخدمة حاليا.

السؤال الصعب هو إذا استمر التأخير فكيف نحمي المحطة الفضائية الضخمة التي تزن مائتي طن من السقوط من مدارها، والاحتراق مثل مكوك «كولومبيا»؟ وكان من المعتاد ان يجلب كل مكوك في رحلته طاقما جديدا، أو أحدث دعامة، أو جهازا لدعم الهيكل المتوسع، اضافة الى رفعه مدار المحطة مسافة ثمانية أميال للأعلى، وذلك لمقاومة الانزلاق المنتظم الناتج عن تعرض أسطح المحطة للجر الذي تولده جزيئات الهواء.

ويمكن للمركبة الروسية أن توصل الوقود للمحطة، ولكنها لن تزور المحطة عددا كافيا من المرات هذه السنة للتعويض عن المكوك الفضائي الذي كان يعتزم زيارتها خمس مرات منها قبل عام 2004 بما فيها مرة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي كان سيقل خلالها المدرسة بربارة مورجان.

وتحتوي المحطة على كميات كافية من الوقود للحفاظ على موقعها ولكن هذه الكميات ستستهلك. ويقول جون بايك خبير تكنولوجيا ومدير لمجموعة «غلوبال سيكيورتي» وهي مجموعة بحث في واشنطن، أن هذا سيؤدي الى معادلات مزعجة حول إبقاء المحطة في الفضاء. وسيؤدي التأخير لأكثر من سنة الى مشاكل جمة. ويضيف انه إذا لم تستطيع المركبات الروسية أن تفي بالغرض، فقد تضطر «ناسا» لتركيب نوع من الناقلات. وإذا لم يتم رفع المحطة بشكل مستمر فستصبح المشاكل حتمية وستزداد خطورتها كلما اقتربت المحطة من الأرض.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»