خلافات بين خبراء التغذية على الأغذية المعالجة إشعاعيا

TT

بروكسل ـ رويترز: يبحث قريبا خبراء التغذية مراجعة الحد الاقصى للاشعاع في الاغذية المعالجة ان لم يمكن الغاؤه مما يثير معارضة الاتحاد الاوروبي ويغضب جماعات مدافعة عن حقوق المستهلك.

في حين ان اغلب العلماء قبلوا الاشعاع باعتباره اسلوبا للمعالجة فان المستهلكين والمدافعين عن البيئة تساورهم بعض الشكوك في الاغذية التي سلطت عليها اشعة جاما او الاشعة السينية لقتل الكائنات المجهرية التي تسبب فسادها.

والآن من المحتمل ان يلغى الحد الاقصى الموصى به للاشعاع في حالة توصل لجنة كودكس اليمنتاريوس المقرر انعقادها في تنزانيا في منتصف الشهر المقبل الى حل وسط بين الاراء المختلفة بين الاعضاء.

وقال مسؤول من كودكس ومقرها روما «اذا ما نجحوا في التوصل الى نص نهائي فسيقدم الى مفوضية كودكس اليمنتارويس لتبنيها رسميا في يونيو اذا لم يتفقوا من الممكن ان نتوقع تأجيلا لمدة عامين» وقد اثار مفهوم تسليط اشعاع على الاغذية التقليدية مواقف متضاربة وانتهى اجتماع عقد في العام الماضي لاعضاء كودكس بأزمة عندما قدم اقتراح لالغاء اي اشارة الى الحد الاقصى من الجرعة.

ويعرض الاشعاع الذي صدقت عليه منظمة الغذاء العالمي الاغذية لكميات قليلة من الالكترونات او اشعة جاما لتدمير الكائنات الدقيقة مثل السالمونيلا ويسبب الاشعاع تغييرات كيميائية ولكنه لا يخلف مواد مشعة في الاغذية.

وتضع كودكس التي تضم مسؤولين من منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية توصيات غير ملزمة للمعايير الغذائية التي عادة ما تستخدم كقياس في النزاعات التجارية الدولية وتضم اعضاء من اكثر من 160 دولة.

ومنذ آخر اجتماع رئيسي لكودكس حول مسألة الاشعاع صاغت مجموعة عمل مقترحا وسطا يبقي على الحد الاقصى من جرعة الاشعاع ولكنه ايضا يضع بندا مثيرا للجدل يقول ان الجرعات الاكبر لا تؤثر على سلامة المنتج.

وتعارض عدة دول من بينها اغلب دول الاتحاد الاوروبي يساندها في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية الغاء الحد الاقصى من الجرعة. وفي المفوضية الاوروبية يشعر المسؤولون بالقلق من فكرة الغاء الحد الاقصى قائلين ان ما سينتج عن ذلك من استخدام الاشعة بشكل واسع النطاق على الاغذية من الممكن ان يضر الممارسات الصحية السليمة.

وفي الوقت الراهن يسمح الاتحاد الاوربي بتسليط الاشعاع على الاغذية تحت فئة واحدة فقط هي الاعشاب العطرية الجافة والتوابل. ولا بد ان وضع علامات على الاغذية التي استخدم بها الاشعاع مثل «معالجة اشعاعيا».

كما تسمح خمس دول من الاتحاد الاوروبي بتسويق اغذية معينة معالجة بالاشعاع مثل الفواكه والخضر الطازجة والمجففة والدواجن والربيان والاسماك او سيقان الضفادع داخل اراضيها.

في حين ان الولايات المتحدة واستراليا والفلبين وتايلاند تنحاز الى الرأي الآخر وتزعم ان زيادة الجرعة عن الحد الاقصى ممكن من الناحية النظرية فقط لعدد من السلع الجافة مثل التوابل.

وقال مسؤول من كودكس «الاغذية التي تحتوي على عصارة اكبر لن تلائمها الجرعات الكبيرة، ومن أسوا النتائج تغير النكهة ولن يستخدم المصنعون الجرعات الكبيرة بسبب هذا. كما ان الجرعات الكبيرة مكلفة».

ويقول المدافعون عن استخدام الاشعاع بلا قيود انهم في حاجة الى مجال فني كبير ليوافق لوائح التغذية الوطنية. وهم يقولون انه اذا ما استخدم الاشعاع بشكل سليم فانه يقلل من الامراض التي تنقلها الاغذية وتعالج الكثير من المشاكل المحتملة في امداد الغذاء.

وفي العام الماضي على سبيل المثال قدم العلماء الهنود علاجا للاغذية المسببة لانتفاخ البطن من خلال تسليط أشعة جاما على المواد الغذائية التي تسبب ذلك مثل البقول للقضاء على المواد الكيماوية من غازات الكبريت الممتزجة بغاز الميثان السيئة الرائحة والتي تسبب هذه المشكلة.