تضاعفت مجالات استخدام النباتات البحرية وكذلك قيمتها. فهي تستخدم لحماية صحة النبات الحيوية وتدخل في صناعة مستحضرات التجميل وفي مكونات الوجبات الجديدة. لذا فهي فرصة لرجال الصناعة لاقامة صناعاتهم على الساحل الفرنسي.
ومنذ أمد بعيد والطحالب تستخدم في اقليم بريتانيا بفرنسا. ففيما مضى كان يتم جمع طحلب الغمون من على شواطئ ارمور وكان يستخدم اساسا كمخصب لحقول الموالح وغذاء للماشية واحيانا وقود للتدفئة، هذا ما صرح به دومينيك برول، مدير مركز دراسة وتقييم الطحالب CEVA ومنذ حوالي عشرين عاما تقوم معامل جومار (التي يعمل بها 120 شخصا) بانتاج مجموعة من الاسمدة الورقية تدخل في مكوناتها الرئيسية الطحالب البحرية. ويقول كلود ايفان، مدير قسم البحوث والتنمية: «نحن نكرس 18.3% من العاملين و12% من رأس المال للبحوث والتنمية». لقد تعاون فريق علمي من هذا المعمل مع باحثين من مركز الدراسات المتعلقة بالمحيطات والاحياء البحرية في روسكوف (اقليم فينيستير) التابع للمركز القومي للبحث العلمي CNRS من اجل انشاء وحدة مشتركة للبحث UMR 1931، سميت وحدة «قلة السكريات»، وهي تساعد النباتات على النمو والدفاع عن نفسها. وتهدف هذه الوحدة الى تحديد قدرات الدفاع لدى الطحالب، التي يمكن ان توجه التحول الغذائي للخلية النباتية الى النمو او الدفاع عن نفسها ضد اي عدوان عليها. وعلى عكس المبيدات التقليدية المقاومة للطفيليات فإن حث قدرات الدفاع لا تقضي على المعتدي بالهجوم عليه بواسطة مركب سام ناتج من الكيمياء التخليقية، لكنه يعمل بصورة غير مباشرة، وذلك بتعبئة وسائل الدفاع الطبيعية لدى النبات لوقايته.
وكانت نتيجة هذه الاعمال هي انتاج GL 3 وهو اول تطعيم طبيعي للنباتات تم تعيين نوعه وعزله وانتاجه صناعيا في معامل جومار. ويشرح كلود ايفان قائلا: «ان هذا التطعيم قليل السكريات والموجود بكمية كبيرة في الطحالب البنية اللون وسوف يقلد شكل أحد مركبات جدار الفطريات المسؤولة عن هلاك النباتات وبالتالي تنتج آليات الدفاع لديها». لقد تمت تجارب على التبغ والطماطم والقمح والعنب في عدة مناطق في فرنسا. وفي النهاية فإن هذا التطعيم الطبيعي يحمي زراعات متنوعة (مثل القمح والشعير والفاصوليا) من شبح الامراض التي يصيبها (مثل الفطر المجهري الذي يصيب الحنطة ومرض العفونة الفطرية). وهذا التطعيم يكون على شكل مسحوق فاتح اللون يوضع على القمح عندما يصل طول السنابل الى 1 سنتمتر وبمقدار 40 جراما للهكتار. وهو يحمي النبات من الهجوم المبكر للفطر اي منذ اليوم الثالث ولمدة تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع. ويضيف كلود ايفان ان هذا التطعيم يستخدم وحده، وحمايته للنبات تضمن زيادة الانتاج من 3 إلى 5 قناطير لكل هكتار مع عدم استخدام اي مبيد آخر للفطر.
وتقوم معامل جومار بتسويق هذا التطعيم باسم Phycarinc وقد وافقت عليه السوق الاوروبية وتتم دراسته حاليا من قبل اميركا الشمالية للموافقة عليه.
* مستحضرات التجميل
* واستطاعت شركة سيكما (التي يعمل بها 400 شخص وتبلغ قيمة مبيعاتها 500 مليون فرنك) ان تستغل التكنولوجيا الحيوية في انشطتها لانتاج مخصبات زراعية. وفي الواقع ان هذه الشركة العالمية، المتخصصة في حصاد وجمع الطحالب، انشأت في عام 1988 قسما للتكنولوجيا الحيوية النباتية يتخصص في اجراء البحوث لانتاج منتجات جديدة في مجالات الاخصاب الزراعي. ويوضح زافييه بريان، وهو مدير في شركة سيكما قائلا: «يوجد ثلاثون شخصا متفرغون على الدوام للعمل على تحديد هوية واستخراج جزيئات جديدة من الطحالب ومن النباتات البحرية التي لها نشاط حيوي كبير». وبالاشتراك مع 9 محطات تابعة للمعهد الوطني للبحوث الزراعية INRA تم ادخال جزيئات في مجموعات المخصبات الخاصة بهم. ومنذ عام 1990 تعمل هذه الشركة في مجال مستحضرات التجميل وعلاج الامراض الجلدية، وذلك باكتشاف جزيئات جديدة تستخدم كمواد اولية ذات قيمة عالية مضافة في صناعة مستحضرات التجميل.
* خضار بحرية
* يوجد الآن حساء ومربى ومعكرونة وخل مصنعة كلها من الطحالب، حيث بدأت الشركات الفرنسية تقدم حاليا الخصائص الغذائية للطحالب من خلال «اطباق جديدة». وبدأت تقدم للمستهلكين آفاقا جديدة للطبخ. واذا تحدثنا عن القيمة الغذائية للطحلب نجد انه يحتوي على قيمة غذائية عالية ناجمة عن احتوائه على المعادن (تصل نسبتها الى 36% من الوزن الجاف) وعلى الياف وبروتين وفيتامينات ودهون. وتقول السيدة كريستين لوتونيه، مالكة شركة غلوب اكسبورت ان الطحلب الذي يعتبر خضارا نباتيا وبحريا يتوافر في مجموعة من الالوان مثل الاحمر والاخضر والبني، ويقدم مجموعة متنوعة من التذوق كطعم المحار وعش الغراب والاعشاب، وله روائح متعددة مثل رائحة اليود والكراميل والورد، كل هذه المزايا تجعل من الطحلب مكونا غذائيا مثاليا. وتقوم الشركة بجمع 200 طن سنويا من الطحالب في منطقة بريتانيا الفرنسية، وتعد مواد غذائية ترتكز على حوالي ستة انواع من الطحالب.