دراسة علمية : تحول الدورة المناخية غرباً ينقل سيول بنغلاديش إلى مصر

TT

توقعت دراسة علمية مصرية تحول الدورة المناخية التي تسبب السيول العارمة على بنغلاديش وتوجهها الى الغرب، الى افريقيا مع احتمالات تعرض مصر لهذه السيول العارمة في السنوات القادمة. هذا ما توقعه مدير مركز الحد من المخاطر البيئية المصري الدكتور يحيى عبد الهادي.

وقال د. عبد الهادي في حديثه لـ«الشرق الاوسط»، ان مصر وفقا للمعدلات العالمية بعيدة عن نطاق التغير المناخي السريع ولكنها قريبة من التغير المناخي المحدود والمتمثل في التصحر وندرة الأمطار في المناطق المحيطة بجانبي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية، إلا ان مواردها المائية السطحية, وهي مجرى نهر النيل، سوف تتأثر بالتغيرات المناخية السريعة وذلك عند مرتفعات وسط القارة الافريقية في الحبشة وأوغندا وكينيا ومنطقة البحيرات الكبرى وبحيرة فيكتوريا وعلى امتداد خطوط عرضي بنغلاديش والصين والتي تقترب من خط الاستواء. ومن هنا يمكن توقع حدوث زيادة في كميات الامطار الساقطة على هضاب افريقيا الوسطى التي تغذي نهر النيل، وكذلك امكانية تعرض مصر لسيول عارمة على الهضاب المرتفعة على ساحل البحر الأحمر, مما سيؤدي الى زيادة المخزون المائي خلف السد العالي وفتح بوابات المفيضات لتغذية المخزون الجوفي بالصحراء الغربية أو الصرف في البحر الابيض المتوسط.

ويذكر الباحث المصري انه يبني نظريته على الدورة المناخية حول الكرة الأرضية, حيث كانت الامطار والسيول تسقط في المملكة العربية السعودية وتغذي الخزان الجوفي، إلا انها انحسرت واصبحت في البنغلاديش ثم جنوب وغرب الصين، وبالتالي لايوجد مانع من تحول هذه الدورة المناخية غرباً الى افريقيا، خاصة ان كميات من السيول تسقط على أميركا اللاتينية والتي يفصلها عن افريقيا المحيط الاطلسي، الذي تنتج عنه تيارات حمل وسحب. ومن الممكن بالتالي أن تتجه الى افريقيا فتسقط عليها كميات وفيرة من الأمطار والسيول لتغذي الانهار والخزانات الجوفية، كما كان الحال في مصر منذ حوالي 100 ألف سنة من العصر المطير، والذي ترك مخزونا مائيا في الصحراء الغربية وصحراء تشاد والصحراء الليبية والصحراء الجزائرية. ويوضح الدكتور عبد الهادي انه لاداعي للخوف من تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية السطحية، لأن مصر لديها مخزون كبير من المياه أمام السد العالي يمكنه تغطية العجز المائي على مدى 10 سنوات الى جانب احتواء الصحراء الغربية على مخزون وفير من المياه في الخزان الجوفي النوبي, وقيام الجهات المصرية بعمل برامج لتعظيم الاستفادة من نقطة المياه, ووجود السد العالي ومنخفضات توشكى لحماية مصر من الفيضانات العالية الى جانب عمل خطة طموحة بالتعاون مع البلدان المتقدمة في عمل انذار مبكر من خلال رصد التغيرات المناخية والتنبؤ بمواقع سقوط الامطار والسيول وهبوب الرياح للتقليل من الخسائر التي يمكن أن تنجم عن مثل هذه الفيضانات المدمرة أو الجفاف الشديد.