العلاج عن بعد.. أمل جديد للمرضى المسنين

روبوت يتم التحكم فيه عن بعد يوصل المريض بالطبيب لاسلكيا عبر الإنترنت

TT

لوس انجليس ـ رويترز: ربما يساعد الانسان الالي (الروبوت) الذي لا يزال في طور التجربة، نظام الرعاية الصحية الاميركي يوما ما على مواكبة الاعداد المتزايدة من المسنين والمرضى. وحتى الان يعمل الروبوت اساسا باعتباره هاتفا جوالا مرئيا يتيح الاتصال ببين المرضى والاطباء، لكنه قد يساعد في وقت لاحق على خدمة الملايين، لقياس درجة الحرارة وضغط الدم.

وقال لورين شوك الرئيس التنفيذي لشركة «سيلفرادو سنيور ليفينغ» التي تقدم خدمات معيشية لمرضى خرف الشيخوخة «هذه التكنولوجيا الجديدة تمكن اخصائيي الرعاية الصحية، من رعاية أناس في اماكن نائية في غضون الوقت اللازم عادة». واختير مركز سيلفرادو للرعاية الصحية في كالاباساس بكاليفورنيا، لتجربة روبوت تنتجه شركة «انتاتش هيلث» مصمم ليسمح باجراء اتصال آني ومباشر بين المرضى والاطباء، او مع ادارة الرعاية الصحية او العاملين او بين المرضى وعائلاتهم.

والروبوت المتحرك المعروف باسم «الرفيق» (او بالأحرى «المرافق» COMPANION مزود بآلة تصوير تصور المريض.

بينما يظهر وجه مقدم الرعاية على شاشة تلفزيونية في الروبوت. ويستخدم الروبوت الذي يتم التحكم فيه عن بعد، من خلال لوحة مفاتيح، برنامجا واتصالا لاسلكيا عن طريق الانترنت يتيح للمريض ومقدم الرعاية ان يشاهد كل منهما الاخر ويسمعه ويتحدث اليه. وقال شوك ان استخدام الروبوت سيخفض التكاليف ويقلل من الحاجة لزيارة غرف الطوارئ ويحسن من تدريب العاملين.

وفي نهاية العمر يكون مرضى خرف الشيخوخة «الزهايمر» الذين وصلوا الى مراحل متقدمة من المرض، قد فقدوا حوالي ثلث مخهم مما يضر ضررا كبيرا بقدرتهم على التعامل مع الاشياء الجديدة. لكن المرضى في مركز سيلفرادو الفوا الروبوت على ما يبدو. كما يستخدم الروبوت خبراء اخرون في مقر سيلفرادو في سان خوان كابيسترانو بكاليفورنيا، لتدريب العاملين والمساعدة على توجيه الرعاية لمرضى يعانون من مشكلات مثل صعوبة المشي او لمساعدة ابن مريضة بمواصلة الاتصال بامه.

وقال يولون وانج الرئيس التنفيذي لشركة انتاتش ومؤسس شركة «كومبيوتر موشن انك» التي تنتج انظمة الروبوت المستخدمة في العمليات الجراحية «الهدف هو توسيع الرعاية الصحية... فنقص التمريض وتخفيض الانفاق الحكومي يفرض قيودا على النظام والامر سيزداد سوءا». ويتوقع الاتحاد الاميركي للمتقاعدين ان يقفز عدد المسنين عام 2010 الى 40 مليونا، وان يقفز الى 70 مليونا عام .2030 واضاف ان التكنولوجيا لا تزال في مرحلتها الاولى، «في البداية هناك الاتصالات، لكن الامر الثاني سيكون التوظيف. ويمكن تصميم الروبوت في وقت لاحق لاداء اشياء مثل دفع مقعد متحرك او يمكن حتى استخدامه في البيوت».

ويعتقد وانج ان يقدم الروبوت احد الحلول التي تستفيد من التكنولوجيا المتقدمة والانترنت لتحسين كفاءة وفعالية توصيل الرعاية الصحية. ولم تتم بعد تسوية بعض القضايا الرئيسية مثل كيف سيتم الدفع للطبيب المعالج عن طريق الروبوت. وتوقع مسؤولون في سيلفرادو تمرير قانون في غضون عام او عامين يسمح بدفع كامل نفقات العلاج عن بعد مقابل خدمة تمريض كاملة في البيت، لكنهم قالوا ان تسوية مسألة مقابل المساعدة المعيشية سيتطلب وقتا اطول.

واشار المسؤولون الى ان التكنولوجيا الجديدة تحاكي الروبوت المستخدم في اجراء عمليات جراحية، وقالوا ان هذه الآلات تعمل بدون مشكلات. واحدى المسائل التي يجب التصدي لها هي كيف يمكن لمعالجة المرضى عن بعد ان تؤثر على نوعية الرعاية المباشرة التي يقدمها الاطباء. كما يثير العلاج عن بعد تساؤلات عن مسؤولية الاطباء في معرفة الاعراض او علامات على الاضطراب عندما لا يكونون بجوار سرير المريض. وحتى الان تنوي شركة «انتاتش» تأجير اجهزة الروبوت لمؤسسات تقدم الرعاية للمسنين مقابل ما بين الفي وثلاثة الاف دولار في الشهر.