32% من مرضى السرطان يشعرون بالإجهاد اليومي بسبب العلاج

TT

كشفت دراسة عالمية قدمت في ختام جلسات المؤتمر الدولي لعلاج الأعراض المصاحبة لمرض السرطان، الذي نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومركز الملك عبد العزيز للأورام في جدة اخيرا، أن 32 في المائة من المرضى يشعرون بالإجهاد كل يوم، في الوقت الذي تختلف فيه نظرة المرضى والأطباء حول تقييمه*. وأكدت الدراسة التي أجريت على 419 مريضا بالسرطان، أن 21 في المائة منهم يشعرون بالإجهاد في أغلب أيام الأسبوع، و14 في المائة مرة واحدة كل أسبوع. كما أكدت أن الكثير من الأطباء لا يميلون إلى سؤال مرضاهم عن مستوى شعورهم بالإجهاد، في حين أن الكثير من المرضى يعانون من الإجهاد، الذي يحدث أثناء أو بعد تلقيهم العلاج الكيمائي أو الإشعاعي، ولكن لا يتحدثون عنه، مما يتطلب أهمية توعية الطرفين بذلك*.

ووفقا لمحاضرة قدمها الدكتور حكمت عبد الرازق نائب رئيس قسم الباطنة واستشاري علاج الأورام في مستشفى القوات المسلحة في جدة أمام المؤتمر، فإن توعية مرضى السرطان بالكشف المستمر على مستوى الهيموغلوبين في الدم أصبح أمرا مهما، لأن نقصانه هو من الأسباب التي تجعل المريض يشعر بالإجهاد، وبالتالي يكون غير قادر على أداء واجباته الحياتية واليومية*.

وأضاف د. حكمت أن غالبية مرضى السرطان يعانون من الأنيميا (فقر الدم)، حيث يكون معدل الهيموغلوبين في الدم(10 ـ 14جراما لكل 100 ملليلتر من الدم). وقال إن هناك عدة أسباب للإصابة بالأنيميا من بينها العلاج الكيميائي والإشعاعي وتأثيرهما على الكلى والنخاع العظمي (مركز تصنيع كريات الدم الحمراء)، وأيضا نتيجة إفراز بعض المواد السرطانية التي تؤثر على هرمون «الأريثروبيوتين»، الذي تفرزه الكلى ويدخل في تصنيع كريات الدم الحمراء.

وأضاف الدكتور حكمت أن هناك عقاقير حديثة صنعت عن طريق الهندسة الوراثية بمعايير جودة عالية، لعلاج الأنيميا المصاحبة لمرض السرطان كي تعوض النقص في هرمون «الإيثروبيوتين» الذي تفرزه الكلى، منها عقار «إيبريكس» الذي يتوافر في المستشفيات الحكومية والكبرى في البلاد منذ عدة سنوات، وبدأ استخدامه في السابق في علاج الأنيميا المصاحبة لمرض الفشل الكلوي منذ عام 1987* وأثبت العقار نجاحه في علاج الأنيميا المصاحبة لمرض السرطان منذ عام 1993.

وأشار الدكتور حكمت إلى أن كل التجارب التي أجريت على المرضى الذين استخدموا «إيبركس» استجابوا له بزيادة الهيموغلوبين إلى معدله الطبيعي، مع الاستعاضه عنه بنقل الدم وتقليل عمليات نقل الدم لما فيها من أعراض جانبية، وحدث تغير عندهم في مستويات الطاقة، مما انعكس على قدرتهم على القيام بواجباتهم اليومية والعملية، ونشطت علاقاتهم الاجتماعية، وأصبح بمقدورهم النظر إلى الحياة بعيون جديدة.

وعرض خلال المؤتمر الدولي للرعاية التلطيفية لمرضى السرطان، الذي استمر ثلاثة أيام في انتركونتننتال ـ جدة، 54 بحثا علميا وعالميا، وشارك فيه مشايخ وعلماء تحدثوا في ندوات مفتوحة أمام المرضى والمشاركين في المؤتمر.