في خطوات غير مسبوقة لمنع انتشار وباء الالتهاب الرئوي القاتل «سارز»، اغلقت الصين جامعة الشعب، ثالث كبرى جامعات بكين، وأقفلت جميع منافذ الحرم الجامعي مانعة الطلاب والأساتذة من الدخول الى الجامعة او الخروج منها. كما امرت باغلاق المسارح وصالات الرقص واماكن اللهو الاخرى. ويسري الأمر على صالات الرقص ومقاهي الانترنت وصالات العاب الفيديو وانشطة اللهو الاخرى. ويهدف الاغلاق الى تأمين سلامة قطاع كبير من الجمهور. وكانت الصين قد اغلقت في الاسبوع الماضي المدارس الابتدائية والمتوسطة. واعلنت بكين التي يقطن بها 14 مليون نسمة، امس الاحد، عن وفاة تسعة اخرين بسبب الاصابة بالمرض واصابة 161اخرين مما يرفع عدد الوفيات الى 131 والاصابات الى 2914 حالة.
وكانت وكالة انباء الصين الجديدة اشارت السبت الى ان الرئيس جورج بوش اقترح مساعدة الصين على مكافحة مرض «سارز» ووصف جهود بكين لاحتواء هذا المرض بانها «جبارة». وقالت الوكالة ان بوش اقترح في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني هو جينتاو «تقديم اي دعم او مساعدة ممكنة». من جهة أخرى، وخشية من انتشار المرض القاتل في الهند وباكستان وبنغلاديش نظرا لمدنها المزدحمة وسوء حالة انظمة الرعاية الصحية، وقربهما من الصين، تعقد رابطة التعاون الاقليمي لدول جنوب اسيا اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء في جزر المالديف لبحث سبل التصدي لفيروس «سارز» القاتل. وسيستمر الاجتماع وتحضره كل الدول السبع الاعضاء في الرابطة، وهي الهند وباكستان ونيبال وجزر المالديف وسريلانكا ومملكة بوتان وبنغلاديش.
وفي هونغ كونغ، قالت السلطات الاحد ان 12 مصابا اخر توفوا بالمرض، فيما أصاب الفيروس 16 اخرين من بينهم اثنان من العاملين في قطاع الصحة. وارتفع اجمالي عدد الوفيات الى 133 حالة بينما ارتفع عدد المصابين بالفيروس الى 1543 مريضا.
وشفي 36 مريضا ليصل اجمالي عدد من عولجوا وغادروا المستشفيات الى .668 وتغلق سنغافورة اليوم الاثنين عشرات من اسواق المواد الغذائية لاجراء حملة تطهير شاملة للحد من انتشار المرض فيما ظهرت ثلاث اصابات جديدة وتوفيت المريضة التاسعة عشرة مما يبين مدى تفشي المرض رغم الاجراءات الوقائية الصارمة. ووصل اجمالي عدد الحالات التي تأكدت اصابتها بالمرض في سنغافورة الى 198 لتصبح رابع اكثر دول العالم تضررا. وسيجري تنظيف وتطهير 134 متجرا للمواد الغذائية لاحقا، فيما يجري تطهير 80 سوقا غدا. كما ستطهر شبكات الصرف الصحي.
ويتجاوز معدل وفيات مرضى «سارز» في سنغافورة وهو 5ر9 في المائة المتوسط العالمي البالغ نحو ستة في المائة وتقول الحكومة ان المرض قد يكون بمثابة «كارثة» للمجتمع والاقتصاد والنظام الصحي ما لم تتم السيطرة عليه. وفي تايوان، حيث يبلغ عدد الاصابات المحتملة 55 اصابة، اعلنت السلطات امس الاحد عن اول وفاة بالمرض. وستمنع تايوان المسافرين من الصين وهونغ كونغ وسنغافورة وكندا من زيارتها.
وفي سيول اعلنت كوريا الجنوبية امس ان يابانيا وصل الي سيول قادما من الصين ظهرت عليه اعراض الاصابة بالمرض وعزل في مستشفى لفحصه وعلاجه، وبذلك يرتفع عدد الاشخاص الذين يشتبه باصابتهم بهذا الفيروس القاتل في كوريا الجنوبية الى .12 وفي الهند اعلن مسؤولون امس عن ظهور حالتين جديدتين من الاصابة بالمرض مما رفع عدد الحالات المؤكدة في البلاد الى سبع حالات. وسجلت الحالتان الجديدتان في مدينة بومباي المركز المالي في الهند ومدينة كالكوتا الشرقية.
وفي كندا اعلنت السلطات الصحية الكندية ان رجلا مصابا بالفيروس توفي السبت مما يرفع الى 20 مجموع الوفيات في البلاد بسبب هذا الوباء. وفي حصيلة جديدة، سجلت السلطات في ولاية اونتاريو السبت 269 حالة اي بزيادة اربع حالات عما كانت عليه في الامس. وعلى المستوى الوطني، تحدثت آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة الكندية عن 344 حالة.