وزارة الصحة السعودية: لا نستبعد إصابة السعوديين المسافرين إلى الخارج بإلالتهاب الرئوي

الدكتور طلال إكرام لـ«الشرق الأوسط» احترازات طبية وقائية وآليات لمنع دخول المصابين عبر المنافذ الحدودية * جدة البوابة الرئيسية لدخول أي وباء إلى باقي المدن السعودية في مواسم الزيارات الدينية

TT

* الباحثون لم يتوصلوا حتى الآن إلى نمطية الفيروس ولذلك يطلق عليه المرض اللانمطي وينطبق هذا أيضا على نظرية مصدر المرض وانطلاقه من مختلف الحيوانات.

* أثار الإعلان عن اشتباه ظهور حالات مصابة بمرض الإلتهاب الرئوي القاتل (سارس) في بعض دول مجلس التعاون الخليجي، المسؤولين في السلطات الصحية السعودية، الذين رفعوا من درجة استعدادهم لمقاومة هذا المرض، واتخذوا كافة التدابير الأمنية اللازمة لمنعه من التسلل إلى البلاد، عبر تكثيف المراقبة على جميع المعابر الجوية والبرية والبحرية. الزميلة آمال باسويد من مكتب «الشرق الأوسط» في جدة، التقت الدكتور طلال إكرام نائب مدير الشؤون الصحية في جدة، على اعتبار هذه المدينة احدى اهم البوابات السعودية التي يعبر منها القادمون من الخارج إلى المدن المختلفة سواء كانت بواسطة مطار الملك عبد العزيز الدولي أو ميناء جدة الاسلامي، أو بواسطة الحافلات التي تنقل الركاب القادمين عبر البر.

* ما حقيقة المعلومات التي تفيد باكتشاف حالة إصابة بالمرض وصلت إلى السعودية؟

ـ آخر المعلومات المتوفرة لدينا لم تسجل أي حالات للالتهاب الفيروسي الرئوي غير النمطي في السعودية، كما لم تبلغ الشؤون الصحية عن أي حالة اشتباه بمرض SARS، وقد وضعنا في الاعتبارات هذه الخطة لمواجهة أي حالات تظهر أو تكون آتية من منفذ مطار الملك عبد العزيز.

* وماذا عن السعوديين المقيمين في الخارج وخاصة في الدول التي ينتشر فيها هذا الوباء؟

ـ حتى الان لا توجد أي معلومات عن حدوث مثل هذه الحالات، وتقوم وزارة الصحة باتصالات مكثفة مع السفارات والقنصليات السعودية في الخارج للتأكد من هذه المعلومة.

* هل يؤرقكم الانتشار السريع للوباء على مستوى العالم؟

ـ بالتأكيد، فالمشكلة التي تواجه السعودية ومدينة جدة على وجه الخصوص، هي كونها مدينة مفتوحة أمام الجميع سواء القادمين لاداء العمرة أو الزوار أو القادمين للعمل، وكما هو معروف أن وفودا من المعتمرين يأتون من منطقة شرق آسيا منذ انطلاق موسم العمرة بداية الشهر الحالي، الذي أصبح موسما مفتوحا على مدار العام، وهذا ما يجعلنا نتوخى الحذر من قدوم بعض الحالات الموبوءة، سواء من إندونيسيا أوماليزيا كدول إسلامية التي قد يكون المرض فيها قد شارف على الظهور، وبالتالي تكون مصدر عدوى.

* احتياطات وقائية

* ماهي الاحتياطات الوقائية التي تم اتخاذها في حال وصول مصابين بهذا المرض من الخارج؟

ـ في جدة ومطارات السعودية جميعها نركز انتباهنا على طاقم الطيران الذي يتردد على الدول الموبوءة، والذي قد يكون افراده أو المسافرون معهم، مصدر انتقال للمرض إلى بلادنا. وبالنسبة لمدينة جدة أخذنا الاحترازات الطبية الوقائية التي تتماشى مع تعليمات وزارة الصحة من هذه الناحية، حيث وضعت الآليات والمحاور التي تتحدث عن كيفية منع مثل هذه الحالات من الدخول خلال منفذ مطار الملك عبد العزيز الدولي. وتعتبر الإجراءات التي تمت أو المحاور التي عملنا عليها هي عملية التعريف بهذا المرض وأعراضه ومشاكله التي تظهر على المريض في فترة الحضانة التي تكون عادة ما بين 4 و 10 أيام كـ «فيروس» ومن ثم ظهور بعض الأعراض المتمثلة في «الانفلونزا لايك سيندرون» والتي تعرف بالأعراض المشابهة بالإنفلونزا العادية. والغرض من التعريف بهذه الأعراض هو لرفع درجة الحرص والوعي لدى الطاقم التابعين للعمل في قطاع الطيران منهم الملاحون الجويون والعاملون على متن الطائرة بشكل اشمل، لا سيما نحن نتحدث عن رحلة طيران تستغرق مدتها 8 ساعات ما بين الشرق الاقصى والسعودية.

* كيف تتم حماية افراد طاقم الطائرة أو أي وسيلة سفر ومن على متنها من الركاب من انتقال المرض إلى السعودية؟

ـ طلبنا من شركات الطيران أن تعمل على توعية طاقمهم ومتابعة الركاب القادمين من البلدان الموبوءة وإبلاغنا عن أي حالات مشبوهة بينها، وإبلاغ برج المطار قبل وصول الرحلة ليتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في جميع خطواتها من عملية عزل الحالة مباشرة وتشخيص الفريق الطبي الوقائي التابع للشؤون الصحية في جدة للكشف على الحالة المرضية الموجودة في الطائرة، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة من ناحية نقلها إلى أماكن العزل المخصصة لها.

* ما هي اماكن العزل التي تم تخصيصها لهذا الوباء في جدة؟

ـ تم تجهيز عدد من المواقع الخاصة لعزل المرضى المصابين من بينها مستشفى الملك فهد العام بجدة ومستشفى الملك عبد العزيز، كما تم تخصيص اسرة خاصة في مستشفى الولادة والاطفال لاستقبال هذه الحالات.

* وهل هناك تعليمات خاصة حول مواجهة هذا الوباء العالمي؟

ـ بالنسبة لمدينة جدة انتهينا من تدريب الكوادر الطبية الخاصة بنا في منفذ مطار الملك عبد العزيز الدولي والكادر الطبي التابع لمستشفيات الوزارة من ناحية كيفية التعامل الأمثل لحالات الاشتباه، ومن ثم كيفية التأكد من الحالات ان كانت مصابة أو غير مصابة، بإجراء بعض التحاليل الفيروسية على دم المرضى. وقد حاولنا رفع درجة الوعي لدى منسوبي الخطوط السعودية على اعتبار أن الطاقم التابع لخطوط الطيران هو الذي يسافر إلى هذه المناطق، وفي هذا الصدد تم توزيع المطويات والتعليمات الوقائية الاتية من وزارة الصحة أو من خلال «مراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها» الاميركية «سي دي سي» في اتلنتا، والتي تبين كيفية التعامل في الأجواء الموبوءة.

* منفذ حيوي

* البعض يرى ان مدينة جدة بوابة لعبور الامراض إلى باقي المدن السعودية؟

ـ بالفعل قد تكون جدة منفذا لعبور المرض للسعودية عن طريق البواخر التجارية القادمة من شرق آسيا، وفي هذا الخصوص قد وجهنا تحذيرا إلى طاقم البحارة أو الفريق الذي يقوم على الخدمة باعتبار أن هذه أيضاً من الإجراءات التي اتخذ فيها نوع من الحذر والحيطة في عدم دخول هذا المرض من المنفذ البحري.

* بالرغم من التأكيد على عدم وجود حالات وبائية في البلاد إلا أنه يلاحظ ان الكثير من الناس يستخدمون الاقنعة الواقية في الشوارع والاماكن العامة، ما تفسير ذلك؟

ـ لا يجب آن يتم هذا في بلد خال تماما من هذه الحالات، وصحيح أننا ضمن الدول التي يسهل ورود بعض الحالات فيها عن طريق منافذها البحرية أو الجوية عن طريق القادمين للعمرة، إلا أن الاحتياطات التي اتخذت من قبل المسؤولين من النواحي الوقائية سوف تمنع دخول المرض إلى السعودية. وفيما يتعلق باستخدام الاقنعة من قبل الاشخاص، في رأيي هو اجتهاد ووقاية منهم وربما مخاوف وشكوك، أضف إلى ذلك أن المجتمع العربي أو السعودي تنقصه المعلومة، ويعتقد أن ما يحدث في العالم هو قريب منه، ولهذا تراوده الشكوك أو الاحتياطات إذا صح هذا المعنى.

* ما التحذيرات التي تقدم للمغادرين إلى بعض الدول الموبوءة؟

ـ لم تصلنا أي معلومات، فيما يتعلق عن سفر سعوديين إلى تلك الدول التي ينتشر فيها هذا الوباء، وفي ظني أنه من غير المعقول ان يسافر شخص ما الى بلد توجد به أمراض وبائية، ولكن نصيحتنا لهم الابتعاد قدر المستطاع وعدم السفر إلى المناطق الموبوءة حتى الانتهاء من الفترة المحددة لانحسار المرض والقضاء عليه ولو انهم موجودون الان في البلدان الموبوءة. وفي حالة وصولهم إلى السعودية مصابين بالمرض، فسوف نتخذ الاجراءات نفسها التي تتخذ على القادمين غير السعوديين، وهي عملية عزلهم وتأكيد الايجابية بالاصابة بهذا المرض وهذا ضمن الجوانب التي لا بد أن تتبع.

* هل هذا تحذير للسعوديين بعدم السفر إلى الخارج؟

ـ لسلامتهم وسلامة المجتمع أرى انه من الضروري أن يؤجلوا رحلاتهم، إلى أن يتم الانحسار الكامل للمرض، وبما أن الاعراض المصاحبة بالفيروس شبيهة جداً من أعراض مرض الانفلونزا، وبالتالي فان من السهل دخوله إلى السعودية. أما عملية متابعة الاعمال خارج السعودية وتحديدا في المناطق الموبوءة مثل الصين وهونغ كونغ فأعتقد أنه يمكن الاستعاضة عن السفر بوسائل الاتصال والتقنية المتوفرة.

* ما الطرق التي ينتقل عبرها الالتهاب الرئوي غير العدوى والسفر، وهل توجد علاقة بينه وبين مرض انفلونزا الدجاج؟

ـ توجد اكثر من نظرية موضوعة حول هذا الموضوع إلا أن الباحثين لم يصلوا إلى الآن إلى نمطية الفيروس، ولذلك يقال عنه مرض غير نمطي، وهذا ينطبق على نظرية مصدر المرض سواء من الدجاج أو غيره، واعتقد أنه حسب اخر التقارير التي وردت قبل أيام، فإنهم سوف يتوصلون الى التعرف الكامل عن الفيروس والطرق السهلة لمكافحته.

* هل يساعد الغبار والهواء المنبعث من مناطق الحرب في العراق، في انتشار بعض الامراض الوبائية؟

ـ اسلحة الدمار الشامل والحرب النووية بعيدة كل البعد عن الاجواء السعودية، لكن لا مانع من أن نضع احتياطات من الاغبرة كونها من الاهتمامات التي لا بد أن نحرص عليها، فتأثير الحرب النفسي علينا هو اكثر من تعرضنا لتأثيرات بيولوجية أو نووية أو كيماوية.