فيروس «سارس» اجتاح 29 دولة والعلماء حائرون في تفسير ألغازه

مائة حالة تظهر يوميا في بكين وعدد الاصابات في العالم ستة آلاف * إجراءات صارمة لرصد المرض حدّت من انتشاره في سنغافورة حيث لم تسجل إصابات جديدة * نيجيريا تراقب مطاراتها الدولية للكشف عن المصابين

TT

بعد ستة اسابيع من تفشي فيروس الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» ، قالت منظمة الصحة العالمية ان فيروس «سارس» يواصل انتشاره، ويزداد فتكا. وتسبب المرض في وفاة نحو 400 في اسيا وكندا واصابة نحو ستة الاف في كل انحاء العالم. وقال خبراء دوليون ان «سارس» لم يتنشر فحسب، بل ان معدل فتكه اصبح اعلى بعد وفاة بعض المرضى الذين نقلوا الى المستشفيات. وخلال اجتماع دولي عقد بتورونتو للبحث في المرض، اعلن الدكتور بول جالي المدير العام في هيئة الصحة الكندية، ان الرأي المشترك لخبراء من كندا وهونغ كونغ والولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، هو ان المرض «شيء لا بد من التعايش معه». وازداد عدد الحالات المسجلة بشكل حاد وفي بكين عاصمة الصين، حيث تظهر يوميا نحو مئة حالة. اما في كندا، وهي البلد الوحيد خارج اسيا الذي ظهر فيه وفيات بسبب «سارس»، فقد ارتفع عدد الضحايا. ويقول اطباء ان المسارعة بعزل الصابين، عنصر رئيسي في منع المرض من الانتشار ، كما ان العلاج السريع قد يساعد على انقاذ المرضى.

* إصابات جديدة

* في بكين اعلن امس الخميس ان «سارس» ادى الى مقتل 11 شخصا اضافيا في الصين، فيما سجلت 187 اصابة جديدة. وارتفع بذلك عدد الاصابات بهذا المرض في الصين، حسب وزارة الصحة الى 3638، وعدد الوفيات بسببه الى .170 وتم تحديد اربع من حالات الوفاة في بكين (82 حالة وفاة اجمالية في العاصمة)، كما تم الابلاغ عن 122 حالة جديدة مؤكدة في بكين.

واعلن في هونغ كونغ عن خمس وفيات جديدة بسبب المرض واصابة 11 شخصا. وكان المتوفون جميعا من الرجال الذين تتراوح اعمارهم ما بين 34 و83 عاما، اربعة منهم كانوا يعانون من امراض مزمنة. وقد سجل ما مجموعه 162 وفاة، و1600 حالة اصابة بالمرض في المنطقة منذ 12 مارس (آذار) طبقا للدكتور ليو شاو-هاي كبير المديرين التنفيذيين في سلطة المستشفيات. وخرج من المستشفيات بعد شفائهم من المرض 834 شخصاً، بينما يمر 102 شخص اخرين في فترة نقاهة ويستعدون للخروج من المستشفى، بينما ظل 88 اخرون في العناية المركزة. وفي تايبه ذكرت مصادر طبية الخميس ان المرض ادى الى وفاة ممرضة في تايوان.

وفي كندا قالت السلطات الصحية ان اجمالي عدد الوفيات جراء الاصابة بالمرض ارتفع الى 23 يوم الاربعاء بعد وفاة شخصين اخرين في اونتاريو. وقالت وزارة صحة اونتاريو ان رجلا يبلغ من العمر 72 عاما واخر عمره 39 عاما أدخلا المستشفى للعلاج قبل أن يتوفيا. وفي وقت سابق قالت السلطات ان خمسة اشخاص حالتهم خطيرة بسبب اصابتهم بـ«سارس»، ولا يتوقع أن يبقوا على قيد الحياة. وجميع ضحايا المرض في كندا موجودون في منطقة تورونتو.

* طرق رصد المرض

* واتخذت سنغافورة، التي تحتل المركز الرابع من حيث اكبر عدد للمصابين بـ«سارس»، اجراءات صارمة لحماية الجزيرة واقتصادها. ومن هذه الاجراءات ضرورة وجود مقياس للحرارة (محرار) في كل منزل، واغلاق المدارس لفترة، ووضع سائقي سيارات الاجرة وعمال الفنادق ملصقات تفيد بخلوهم من اي حمى. كما منعت المستشفيات اي زيارات. وبدأت هذه الاجراءات تؤتي ثمارها، اذ لم تظهر اصابات جديدة خلال الثلاثة ايام الماضية. وذكرت سنغافورة التي وضعت اجهزة للكشف عن الحمى في الشهر الماضي، ان هذه الاجهزة اكتشفت وجود حالتين مشتبه بهما من الاصابة بالفيروس. وأعلنت كندا ايضا اتخاذ اجراءات أكثر صرامة، حيث ستبدأ وضع آلات فحص للركاب الاسبوع المقبل. كما سيملأ الركاب المغادرون مطاري تورونتو وفانكوفر استبيانا قبل السماح لهم بالرحيل. وكانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت ان مرضى مصابين بـ«سارس» غادروا كندا وحملوا المرض الى استراليا والولايات المتحدة والفلبين. وقالت نيجيريا الاربعاء انها ستنشر عمال صحة في جميع مطاراتها الدولية لفحص المسافرين القادمين للكشف عن المصابين منهم بالمرض. وقال جيري جانا وزير الاعلام ان القرار اتخذ في اجتماع لمجلس الوزراء ويهدف الى ابقاء فيروس المرض القاتل بعيدا عن أكبر دول افريقيا سكانا التي يقطنها 120 مليون نسمة، وحيث التسهيلات الطبية من بين أفقرها حول العالم.

وقال جانا لرويترز «برغم أنه لا توجد لدينا حالات اصابة بـ«سارس» في البلاد، فاننا نجد حاجة لاتخاذ تدابير وقائية لضمان ألا ينتقل الى نيجيريا». ولم يوضح جانا ما اذا كان سيتم فحص جميع المسافرين الدوليين أم القادمين فقط من مناطق مصابة بالمرض وبالاخص من جنوب شرقي آسيا.